اخبار السياسه 3 سيناريوهات لاقتصاد العالم حال اندلاع حرب «أمريكية - صينية».. حرب ساخنة في الأفق

أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، خطر اندلاع صراع مباشر بين الولايات المتحدة والصين، ما يُلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي بـ3 سيناريوهات متوقعة.

السيناريوهات الثلاث التي صاغها بنك لومبارد أودييه السويسري، ستترك انعكاسات تمتد آثارها بين 3 و5 سنوات، مستبعدا أن تقود الزيارة إلى نزاع فوري مزعزع للاستقرار في المنطقة، حيث يبدو أنّ بكين اختارت ردودًا مدروسة بعناية بدلا من العمليات العسكرية المحفوفة بالمخاطر المصممة لتعطيل زيارة بيلوسي جسديًا.

طرح سيناريوهاتٍ على المدى المتوسط

وقال الخبير الاستراتيجي بالبنك السويسري، هومين لي، في مذكرة بحثية، إنّه على المدى الطويل، من المحتمل أن يضطر المستثمرون للتعامل مع المخاطر المتزايدة والمواجهة والمباشرة والمحتملة بين الصين والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنّ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، تثير ردود فعل عدوانية صينية تدفع إلى طرح سيناريوهاتٍ على المدى المتوسط ​​للعلاقات الأمريكية الصينية واستقرار مضيق تايوان. 

تدريبات بالذخيرة الحية في 6 مناطق

وفور تأكيد زيارة «بيلوسي» إلى تايوان التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، أعلنت «بكين» تدريبات بالذخيرة الحية في 6 مناطق محيطة بجزيرة تايوان الرئيسية، بعضها عمد إلى اختراق المياه الإقليمية والداخلية من وجهة نظر تايوان، وأغلقتها فعليًا أمام الطائرات والسفن المدنية من أجل فترة الأربعة أيام من 4 لـ7 أغسطس، ويبدو أيضًا أنّ الصين بدأت أنواعًا أخرى من التدريبات العسكرية، وفرضت عددًا كبيرًا من القيود الاقتصادية مثل حظر استيراد الحمضيات والأسماك من تايوان.

يشير التقرير، إلى طرح 3 سيناريوهات محتملة للتوتر بين الولايات المتحدة والصين في تايوان في السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة:

السيناريو الأول (الأكثر ترجيحًا)

يتضمن السيناريو الأكثر ترجيحًا إجراء تدريبات عسكرية لمرة واحدة مدتها عام واحد (أو أقصر) حول تايوان، ما يتسبب في اضطرابات متقطعة للتدفقات التجارية عبر مضيق تايوان والمياه والمجالات الجوية في المنطقة المجاورة، دون أي مواجهة عسكرية كبيرة مباشرة بين الصين وتايوان أو بين الصين والولايات المتحدة، وهذا السيناريو على غرار نموذج أزمة مضيق تايوان الثالثة ولكنه أكثر عدوانية في حجمها، ومن شأنه أن يقلل مخاطر العقوبات الغربية على الصين في الفترة الفاصلة، وستتمثل تكاليف الاقتصاد العالمي في اضطراب إضافي في سلاسل التوريد العالمية، وتسريع الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

السيناريو الثاني (أقل احتمالا)

السيناريو الأقل احتمالا (والأكثر خطورة) سيكون دفع الصين المتعمد نحو حصار تايوان، حيث تقرر الصين من له حق دخول المنطقة المحيطة بتايوان، ما قد يعيق معظم التبادلات والتدفقات التجارية، وسيتم تحفيز تايوان بشدة لتحدي المحاولة عسكريًا وسترد الولايات المتحدة وحلفاؤها إما بفرض عقوبات أو عمليات عسكرية، حتى مع خطر المواجهة العسكرية المباشرة مع الصين، وعلى سبيل المثال، يمكن أن تواجه محاولة الصين للسيطرة على تدفق الأسلحة الأمريكية أو صادرات الطاقة إلى تايوان تحديًا من قبل القوات التايوانية التي قد تقرر أنه ليس لديها ما تخسره.

السيناريو الثالث (لا يزال مستبعدًا)

السيناريو الأقل احتمالًا والأخطر هو الانحدار السريع إلى حرب ساخنة بين الولايات المتحدة والصين حول المضيق، حيث تحاول الأخيرة السيطرة السياسية الكاملة على تايوان من خلال الجيش يعني، وهذا السيناريو من شأنه أن يرسل صدمة كبيرة للغاية عبر الاقتصاد العالمي بأكمله لأنه من المحتمل أن يؤدي إلى تشعب كامل لسلاسل التوريد العالمية، وفي الوقت الحالي، يستبعد البنك السويسري، أنّ الصين لن تكون حريصة على تغيير مواقفها العسكرية في الجزر الأصغر مثل كينمن وماتسو وبراتاس، لأن تكلفة العقوبات الغربية اللاحقة قد تفوق الفوائد الصغيرة التي تتحقق، وبعبارة أخرى فإنّ محاولة الاستيلاء على هذه الجزر منطقية فقط كمقدمة لـ«حرب ساخنة» تسعى الصين إلى تجنبها.

نشوب حرب ساخنة في مضيق تايوان أمر غير مرجح

يشير بنك لومبارد أودييه السويسري، إلى أنّ نشوب حرب ساخنة في مضيق تايوان أمر غير مرجح على المدى المتوسط​، رغم أنّ ردود فعل الصين على زيارة بيلوسي ستفتح الباب أمام تصعيد أكثر جدوى تجاه تلك النتيجة، وقد تكون الأضرار الجانبية للتوتر المتزايد في تايوان انتكاسات في المناقشات الأمريكية الصينية بشأن إلغاء الرسوم الجمركية وإلغاء إدراج الشركات الصينية في الأسواق الأمريكية، فضلا عن قيود العقوبات الثانوية فيما يتعلق بروسيا.