أزهري: احرص على صيام هذه الأيام خلال السنة.. لها فضل كبير يُعد الصيام من أكثر العبادات التي خصها الله سبحانه وتعالى بمنزلة كبيرة وفضل عظيم، والدليل على عظمة عبادة الصيام هي أن الله عز وجل، أخفى ثوابه لنفسه فقط، حيث قال تعالى في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به». والمعنى هو أن كل العبادات التي يقوم بها الإنسان معلومة الأجر والثواب، إلا الصيام، هو العبادة الوحيدة التي خصّ الله تعالى ثوابها لنفسه ولم يخبر به العباد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « الأعمالُ عند اللهِ عزَّ وجلَّ سبعٌ عملان موجِبان وعملان بأمثالِهما وعملٌ بعشرِ أمثالِه وعملٌ بسبعِمائةٍ وعملٌ لا يعلمُ ثوابَ عاملِه إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ فأمَّا الموجِبان فمن لقِي اللهَ يعبدُه مخلصًا لا يشركُ به شيئًا وجبت له الجنَّةُ ومن لقي اللهَ قد أشرك به وجبت له النَّارُ ومن عمل سيِّئةً جُزِي بها ومن أراد أن يعملَ حسنةً فلم يعملْها جُزي مثلَها ومن عمل حسنةً جُزي عشرًا ومن أنفق مالَه في سبيلِ اللهِ ضُعِّفت له نفقتُه الدِّرهمُ بسبعِمائةٍ والدِّينارُ بسبعِمائةٍ والصِّيامُ للهِ عزَّ وجلَّ لا يعلمُ ثوابَ عاملِه إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ». صيام الأيام البيض من كل شهر ويعد صيام شهر رمضان من خير العبادات التي يقوم بها المسلم، ولكن غير هذا الشهر الكريم، فهناك بعض الأيام يمكن صيامها لما لها من فضل كبير عند الله عز وجل، ويحبذ أن يحرص العبد على صيام هذه الأيام. وقال الدكتور محمود حربي، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بـجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع له فضل كبير مشيرا إلى ما ورد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يتحرى صيام الإثنين والخميس ولما سُئل عما قال: «يومان تعرض فيهم الأعمال على الله عز وجل، وأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم». وأشار إلى فضل صيام 3 أيام من كل شهر، وفقا لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام»، وقال: «يحبذ أن يصوم العبد أيام 13 و14 و15 من كل شهر هجري، أي الأيام البيض، وقد قال أبي ذر رضي الله عنه: قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم ذا صمتَ شيئا من الشهر فصم 13، و14، و15». صيام عاشوراء ومحرم ومن بين الأيام المفضلة صوم يوم عاشوراء ويوم عرفة، فهذه الأيام لها أجر كبير عند الله، فضلا عن أنها تغفر الذنوب، فصوم عرفة يغفر ذنوب عام ماضي وعام مقبل، أما صوم عاشوراء فيغفر ذنوب عام مضى، وأوضح حربي أن صيام يوم عرفة هو سنة مؤكدة عن النبي، أما صيام عاشوراء، فلفت إلى ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهم« قدم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - للمدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه». كما يستحب أن يصوم المسلم أيام في شهر المحرم، فهو أول شهور العام وخير ما يبدأ به المسلم عامه هو العبادات الطبية، وفقا لما قاله حربي، كما أشار إلى أن النبي عندما سئُل عن أفضل الصوم بعد الصوم المفروض في رمضان أجاب «هو صيام شهر الله المحرم». أما شعبان، فكان النبي يكثر من صيامه فيه، وأوضح حربي أن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيته استكمل شهرا إلا رمضان وما رأيته أكثر صيام منه في شهر إلا شعبان».