اخبار السياسه وكيل النائب العام: لم نجد لقاتل نيرة أشرف ظرفا مخففا واحدا

أذاع الحساب الرسمي للنيابة العامة المصرية على «فيسبوك» فيديو لمرافعة النيابة العامة في قضية مقتل الطالبة «نيرة» بالمنصورة والتي أعدها وألقاها الأستاذ بدر مراون، رئيس النيابة بالمكتب الفني للنائب العام، والعضو بإدارة البيان وشارك في إعدادها السادة الأعضاء بالإدارة.

تفاصيل لحظة مقتل الضحية

وجاء فيها: «في الحادية عشر صباحا أمام بوابة توشكى بجامعة المنصورة، ووقت زحاما شديدا، لحق المتهم بالمجني عليها وانهال عليها بطعنات ممتالية بسرعة وتتابع بأنحاء متفرقة بجسدها حتى سقطت أرضا متأثرة بجراحها، فحدثته بنظرها بأي جرم طعنتني؟، وبأي ذنب قتلتني؟، يامحمد ما وعدتك بشئ وأخلفته أنت الذي توهمت شيئا وصدقته، ونظر لها المتهم وبغضب وكره يقول والله لأذبحنك حتى لا تكوني لأحد غيري وسقطت المجني عليها وأحكم إمسكاها ونحرها بعدما طعنها مرات ومرات 19 جرحا في جسدها، وسقطت نيرة أرضا والدماء تسيل عاجزة عن المقاومة أو الاستغاثة بغيرها، يا محمد هذا حصاد زرعك وانتهت أفعاله بجريمة نكراء، فيا أسفاه على فقيدة شهيدة بلغت من العمر 20، ولم تلحق بركب شبابها ولم تهنأ بحياتها والمجتمع بأسره عليها جريحا مكلوما وحزين، قُتلت نيرة، وقتلها المتهم الماكر شر قتلة، ووقف الحضور في ذهول واضطراب وخوف ورجاء من هول المنظر الدامي، تمنو أن يكون الفتاة على قيد الحياة، وحالة من الفزع الرهيب أصابت الشارع بأكمله وأصابت المجتمع بأسره الجريمة موثقة، وخبرها مدوي يجوب الأرض والسماء، ما الذي أصاب بني آدم، أين هم من رب العالمين، إنها حتما طباع آثمة وما كان الله ليضيع أجر المحسنين، والآن نترك المجني عليها بين يدي رب العالمين نحتسبها شهيدة سعيدة مع الشهداء والصالحين، فلا تهنوا ولا تحزنو فإن القصاص على الأرض قادم وحكم الله في الأرض نافذ والعدل أبدا لن يغيب أو يضيع، وندعو الله لأما مكلومة وأبا انفطر قلبه على فلذة كبده وأشقائها ومحبيها أن يربط الله على قلوبهم».

توثيق لحظة الجريمة

وأضافت: «ضبط المتهم فور ارتكاب الجريمة، وسوقناه للمحكمة للقصاص العادل، وشاء رب العالمين بهذه القضية توثيق هذه اللحظات التي ارتكب بها المتهم جريمته بتسجيلات كاميرات المراقبة، بالإضافة لأدلة تتفق مع ما شهدناه جميعا من اعتداء وحشي سافر عيانا بيانا جهارا نهارا، وهي أقول 25 شاهدا وتقارير فنية وإقرار المتهم تفصيلا بالتحقيقات، وإقرار المتهم نفسه بالتحقيقات، حينما قال "ما صدقت شوفتها وقعدت أضربها بالسكينة بجسمها، وطعلت السكينة من جنبي قبل ما أوصلها ونزلت عليها تاني ودبحتها برقبتها ومفيش مقاومة هي ملحقتش أنا عارف بضرب فين وعارف هخلص عليها إزاي"، وهو ما تأيد تفصيلا مع أقول الشهود، حتى أن فرد الأمن الذي تدخل وأبعدها عنها أكد أنه لولا تدخله لم يكن يتركها الجاني حتى يفصل رأسها عن جسدها».

وتابعت: «لقد شغف القاتل حب تملك المجني عليها، واملأ عقله وفكره بالإستحواذ والسيطرة عليها ولم تغب عن فكره ووجدانه ولذلك قتلها واعترف وقال أيوا قتلتها بإرادتي، وثبت سبق الإصرار لدى المتهم، لما قال كان بيراودني أخلص عليها من سنة ونص، ومحاولات إبعاد الجميع القاتل عن نيرة، وخلال التحقيقات لم نلاحظ أي اضطرابات على المتهم خلال التحقيقات أو المحاكمة، ولم توجد إشارات لإضطرابات مما ينفي إصابته بأي آفة عقلية أو نفسية تسلبه الإرادة والإدراك، بل قدرة المتهم على الكذب وتصويره لنفسه كضحية يؤكد سلامة عقله».

الدفاع في موقف حرج

وأكدت الكلمة أن «النيابة العامة تتفهم موقف الدفاع الحرج في هذه الدعوة وتتفهم أن أدائه لواجبه الطبيعي يفرض عليه أن يبحث للمتهم عن ظرف مخفف للعقاب، وإنا نقول إن النيابة العامة ورجالها بهذه الدعوة وغيرها حراس المجتمع ووكلائه وخصم شريف، فلو كان للمتهم ظرف مخفف واحد ظهر في التحقيقيات يخفف بالعقوبة أو نظرة المجتمع له لكانت النيابة أول من يطرق للدفاع عنه ولكن الحقيقة أن القضية مغلقة وأن دفاع المتهم معذور في رغبته وسعيه للبحث عن أي ظرف للدفاع، ولذلك فإن النيابة العامة تطالب دفاع المتهم من واقع شرف المهنة التي يمارسها أن يعفي نفسه من الدخول في مهاترات تضيع الوقت وتفتح علينا بابا من المرافعات وتدعوه إذا كان لديه وقائع ثابتة أن يقدمها، فأراد الله تعالى ألا تهدر دماء هذه الشهيدة لما توافرت بها من أدلة والجاني لم يكن في حالة غضب ولم تصبه أي آفة نفسية أو عقلية، فيا قضاة الحق والعقل الظرف المخفف في هذه القضية أن يقتل هذا الجاني في أسرع وقت، ونطالبكم بالمسارعة بالقضاء بأشد عقوبة على هذا المتهم وهي الإعدام شنقا جزاء ما أقترفت يداه».