اخبار السياسه سيد المليجي يكتب: بطل معركة الطفلة «رقية».. سيرة أبو زيد الهلالي «أسامة»

سيد المليجي يكتب: بطل معركة الطفلة «رقية».. سيرة أبو زيد الهلالي «أسامة»

قبل عام و5 شهور و10 أيام كان لقائي الأول بـ محمد أسامة، كانت ملامح وجهه حادة، وعيناه مملؤتين بالغضب، وحين يتحدث.. تكون دقات قلبه أعلى من نبرة كلماته، فادركت أنني أجلس في حضرة أديب محبط.. أو صحفي يرفض الكفر بمهنته.

محمد أسامة كان مشروعا لأديب مهم، كتب قصصا قصيرة نشرت في عدة إصدارات صحفية، وأول ما قرأته له في «الوطن» قصة قصيرة بعنوان «كافورة»، نشرت في 13 فبراير 2018، لكن نداهة الصحافة جردته من متاهة الأدب، لتلقي به في متاهة صاحبة الجلالة.

«الوطن» تمنح الصحافة تجربة عملية في تطويع التكنولوجيا لخدمة الأهداف الوطنية 

12087217651656167880.jpg

محمد أسامة ينتصر لحلم «رقية»

في 18 مايو الماضي، طوى محمد أسامة عامه الـ 29، وفي أولى خطواته نحو عامه الـ 30 قرر، دون قصد، أن يخوض أهم معركة في حياته، معركة الدمج بين حلم الأديب وطموح الصحفي، وكانت النتيجة موضوع نشر في 25 مايو الماضي، بعنوان («رقية» تسابق الزمن من أجل حقنة ضمور العضلات.. باقِ 50 يوما فقط)، وكان أجمل ما في هذا الموضوع هو الصدق الذي يفوح من كلمات هذا الشاب الريفي الذي لم ينس يوما أنه ابن «كفر دمتيوه» التابع لمركز «كوم حمادة» بمحافظة البحيرة، كتابته كانت بريئة بقدر براءة الطفلة رقية، ومشاعره كانت صادقة لدرجة أنني لم اعد أعرف.. أيهما سينتصر للآخر.

19375123611656167877.jpg

خاض محمد أسامة معركة الدفاع عن طفلة تحتاج «حقنة» تعيدها لمسار الحياة الطبيعية، في وقت كانت مهنته تحتاج «حقنة» تعيد لها حيويتها، وكان القدر رحيما حين منح هذا الشاب الريفي فرصة اطلاق الشرارة الأولي، فمنح هذه المعركة المزدوجة قدرا من الرومانسية الحالمة، والعفوية الصادقة، وهما النواة التي مهدت الطريق لتصبح جملة من كلمتين هي مفتاح النصر، «أنقذوا رقية».

«الوطن» تنفذ «رقية» ومستقبل الصحافة

قبل يومين، وصلت المعركة إلى نقطة حاسمة، أصبح في حساب الطفلة «رقية» 40 مليون جنيه، وهو المبلغ المطلوب لانطلاق رحلة علاجها، لكن الأهم هي التفاصيل الصغيرة التي جعلت من هذه المعركة البسيطة سيرة تستحق أن نتغنى بها على طريقة «السيرة الهلالية»، أو أن نختصرها في بطولة فردية، فتطوى الصفحة بمجرد ظهور بطلا جديدا أو حدث أكثر بريقا.

13627888371656167875.jpg

من وجهة نظري الشخصية، محمد أسامة هو النسخة الديجيتال من «أبوزيد الهلالي»، وجيله ممتلئ بمواصفات البطل، ولكن ساحات المعارك لم تهيأ بالشكل الذي يمنحهم فرصة صناعة المجد، وأبسطها أن نمنحهم فرصة خوض المعارك، لكن القدر كان رحيما بجيل محمد أسامة، الذي حصل على فرصة ذهبية في تجربة عنوانها «الوطن»، وهي مؤسسة صحفية لم تفقد حيويتها المهنية، ولم تفقد إيمانها بهذا الجيل، ولم تفقد رغبتها في الارتقاء بالصحافة المصرية.

كتيبة «الوطن» التي حسمت معركة «رقية»

«الوطن» تجربة فريدة بكل تفاصيلها، مؤسسة تسعى لتحقيق ما يشبه المعجزة (صحافة لها تأثير.. وعائد مادي، صحافة لها دور.. وجمهور)، لهذا فهي تضم عناصر بشرية هي الأفضل، وتوفر الإمكانيات وعوامل النجاح، وأهمها.. الطموح.

18663707401656167872.jpg

داخل «الوطن» لا فرق بين محمود مسلم رئيس التحرير، وأصغر محرر في هذه المدرسة الصحفية، في هذا المكان يوجد نظام صارم، مهمته توزيع الأدوار، ومتابعة التنفيذ، وتقييم النتائج، وفي هذا المكان.. لكل فرد دور ومهمة، إما أن يؤديها بشكل جيد أو يفقد مكانته.. ومكانه.

محمود مسلم لا يحمل داخل «الوطن» سوى لقب أستاذ، لأنه يملك داخل هذه المؤسسة ما يجعلنا تلاميذ نحتاج إلى أن نسمعه بتركيز، إذا اردنا أن نكون أشخاصا ناجحين، هو الأكثر حيوية في الحركة والأفكار المتعلقة بكل ما هو جديد في الصحافة، هو المايسترو الذي يختار فريقه بعناية، ويجيد توزيع الأدوار بدقة،  ويملك الوعي في تحويل العزف المنفرد إلى جزء مبهر في مقطوعة صحفية متكاملة.

محمد أسامة ما كان ليحصل على فرصته ويصبح أبوزيد الهلالي في الصحافة إذا خاض معركته بعزف منفرد، وإنما  نجح لأنه ابن مؤسسة جندت كل مقاتليها للوقوف بجانبه، وحولت المطلب الحماسي إلى هدف يقاتل لأجله كل من ينتمي إلي «الوطن»، ووفرت لمقاتليها أسلحة العصر الحديث، الكلمة والصورة، وراهنت بقدرتها على النجاح، فكانت النتيجة مربحة للجميع.

محمد أسامة كتب لأول مرة عن الطفلة «رقية» بمشاعره، لكنه حصل على فرصة مواصلة الكتابة.. مرة واتنين و10 من هبة حسنين مدير تحرير قطاع ألوان في «الوطن»، لأنها انحازت لمعركته، وهذا القرار لم يدخل حيز التنفيذ إلا بفضل انحيازات مهنية ومجتمعية يؤمن بها رئيس التحرير التنفيذي أحمد الخطيب، ومعه مقاتلة شرسة بدرجة رئيس تحرير تنفيذي اسمها شيماء البرديني، وجندي هادئ الطباع اسمه محمود الجارحي مسؤول عن قسم اللايف، وفنان بدرجة رئيس قسم اسمه خالد فرج، ومجموعة من المقاتلين يمكنك أن تختصر أسمائهم في جملة «كتيبة الوطن»، وكل هؤلاء كانوا بفضل المايسترو محمود مسلم هم جيش محمد أسامة الذي انتصر لمهنة الصحافة قبل أي شيءٍ آخر.

الآن أصبح لدينا انتصارا صغيرا، يمكنه أن يتحول إلى ملحمة عظيم ليست أقل من السيرة الهلالية، لنصنع ملحمة طويلة بإمكانها أن تنعش ذاكرة المصريين، وترسم واقعا جديدا تصنع فيه الصحافة «التريند»، وتحشد حوله المجتمع، لتحقيق الأهداف الوطنية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه الناقد علي الكشوطي: فيلم «السرب» يفضح تجار الدين
التالى اخبار السياسه عاجل.. قرار مفاجئ من الأهلي بشأن قضية الشيبي وحسين الشحات