اخبار السياسه «رحمة» من الصم والبكم تحول الطين لقطع فنية بالفيوم: تعلمت بلغة الإشارة

«رحمة» من الصم والبكم تحول الطين لقطع فنية بالفيوم: تعلمت بلغة الإشارة

بعينين مختلفين اللونين تأسران كل من يراها، تجلس الطفلة رحمة عمرو شكري، صاحبة الـ14 ربيعاً، على «الدولاب الخشبي» تديره بقدميها النحيفتين، بينما تقوم أيديها الصغيرتين بتشكيل قطعة من الطين أمامها، لتصنع منها أشكالًا فنية متعددة، تحولها فيما بعد إلى أشكال خزفية رائعة تُصدر لعدة دول خصوصًا المزهرية اليونانية التي اشتهرت بها، حتى أصبحت تنافس كبار الخزافين رغم كونها لا تسمع ولا تتحدث، حيث تعلّمت صناعة الفخار بلغة الإشارة، والمتابعة الدقيقة بعينيها.

حزن والدتها بإعاقتها

بدأت قصة «رحمة»، حينما اكتشفت والدتها أنّها من «الصم والبكم» فحزنت كثيراً، إلا أنّ الخزاف الشهير«عبد الستار عبد السميع» الذي كان من أوائل الطلاب لدى الخزافة السويسرية الراحلة «إيفيلين بوري» في قرية تونس بمحافظة الفيوم، حاول التخفيف عنها بوعدها بتعليم «رحمة» صناعة الخزف، وبأن تصبح خزافة شهيرة بالقرية، فتمسكت الأم بذلك الحُلم، وأصبحت تتردد عليه الشهر تلو الآخر وتطالبه بأن يفي بوعده لها، حتى استجاب لها أخيراً.

20619999231655395702.jpg

عنيدة ومجتهدة

وقال الخزاف «عبد الستار» في تصريحات خاصة لـ «الوطن» أنّه كان يرفض تعليم «رحمة»  لأنّها كانت لا تزال صغيرة السن، إلا أنّ إلحاح والدتها التي تربطه بها صلة قرابة جعلته يستجيب، وبالفعل بدأ في تعليم الطفلة الصغيرة، صناعة الخزف والفخار، خلال الشهور القليلة الماضية، ورغم عنادها والصعوبات التي قابلها إلا أنّها كانت مجتهدة، ذات عزيمة وإصرار، سريعة التعلم.

3186141371655395700.jpg

تعلمت بلغة الإشارة

وأشار«عبد الستار» إلى أنّه كان يُعلم «رحمة» بلغة الإشارة رغم عدم إتقانه لها، ولكنها كانت تفهم ما يقصده، كما أنّها كانت تراقبه وتقوم بتقليده لكي تتعلم صناعة الفخار، موضحاً أنّها تعلّمت منه صناعة «مزهرية يونانية» وأتقنتها بشدة، وطلبت منه أن تتخصص في صناعتها فتركها لها، وصنعت منها 5 قطع تم بيعهم بالكامل نظراً لجودتهم العالية، والدقة في تصميمهم، كما أنّ المُصدرين أصبحوا يقبلون على شراء منتجاتها خصيصاً.

14072720901655395690.jpg

تعلّمت بسرعة

وكشف «عبدالستار» أنّ أكثر الصعوبات التي واجههته، هي عدم إتقانه للغة الإشارة أولاً، وعناد «رحمة» الشديد، وإصرارها على أن تتعلم كل شئ وتفعله في نفس الوقت، كما أنّها كانت صعبة المراس، ولكنها كانت مجتهدة منذ البداية، وتعلمت بسرعة كبيرة وأصبحت فنانة في أقل من سنة رغم عدم التزامها بسبب دراستها.

15307103041655395695.jpg

تحلم بإنشاء مدرسة

وعبر «عبدالستار» عن حُلمه بأن يتم تخصيص قطعة أرض لـ«رحمة» لتنشئ عليها مدرسة تعلم فيها الطلاب من ذوي الصم والبكم، حتى تكون لديهم حرفة يعملون بها ولا يصبحون أعباءً على أسرهم، لافتًا إلى أنّه بعدما شاهد الجميع «رحمة» أصبحوا يترددون عليه لكي يعلم أبنائهم، ولكنه غير قادر على ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى اخبار السياسه عاجل.. قرار مفاجئ من الأهلي بشأن قضية الشيبي وحسين الشحات