اخبار السياسه أخضر ولونه لطيف.. البهجة والرزق في حصاد العنب: «بنصدره لكل الدول»

تتدلى عناقيده كثريات الذهب وتتلألأ حبيباته وتتراقص على أنغام الهواء وأشعة الشمس التي تتغلل بين أوراقه، فيما ينتشر العشرات من السيدات والرجال بمختلف أعمارهم، يقطفون تلك العناقيد بعناية وحرص شديد، قبل أن يتم وضعها في أقفاص بلاستيكية تمهيداً لتصديرها إلى مختلف أرجاء العالم، فيما تتوافد سيارات النقل الواحدة تلو الأخرى على مزرعة سيد خليل أحد أكبر مزارع العنب المكودة للتصدير، لتحميل أطنان كثيرة منه بصورة يومية قبل أن يتم نقله إلى شركات الشحن وإرساله إلى روسيا.

تخصصوا في إنتاج العنب

وقال المهندس علي أبو طالب، المشرف على المزرعة، أنّه أنشأ هذه المزرعة هو وشقيقه الأكبر سيد خليل، قبل سنوات طويلة، وتخصصوا في إنتاج محصول العنب بجميع أصنافه الأحمر والأبيض والأسود، كما أنّهم حصلوا على "كود" ليكونا بين أوائل مصدري العنب في مصر، حيث يتم تصديره لمختلف أرجاء العالم.

مصر أكبر مصدر للعنب

وكشف المهندس علي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أنّ مصر في مقدمة الدول التي تصدر العنب لمختلف دول العالم، كما أنّها أصبحت أكبر الدول المُصدرة هذا العام بسبب وفرة الإنتاج، موضحاً أنّهم يصدرون العنب لروسيا وأوروبا وأفريقيا وكافة الدول العربية، خصوصاً أنّ العنب المصري يتميز بجودة عالية تفوقنا بها على الهند وأسبانيا في جميع الألوان والأشكال.

باب رزق للسيدات والرجال

وعن الحصاد، كشف أنّه قطف عناقيد العنب يبدأ من منتصف مايو وحتى منتصف سبتمبر، لكنهم يبدأون في بيع العنب للمصدرين وهو لا يزال على الشهر بدءاً من شهر ديسمبر، موضحًا الفدان يحتاج إلى 150 عاملًا لحصاده ونقل العنب خلال الموسم، لذلك فهو باب رزق للآلاف من السيدات والرجال.

محصول شديد التميز

وأشار إلى أنّ مصر دولة زراعية كبيرة، كما أنّ محصول العنب بها شديد التميز كمحصول وجودة، موضحاً أنّ الشتاء القارص هذا العام، تسبب في زيادة خصوبة التربة، وبالتالي زيادة إنتاج الفاكهة بشكل كبير، فالأرض أنتجت ضعف ما كانت تنتج قبل ذلك، كما أنّ الطعم مميز، وهو ما مكنهم من فتح أسواق جديدة في أفريقيا، وأصبحوا يصدرون للسنغال والصومال هذا العام.

روسيا المستهلك الأول

وبيّن أنّ روسيا هي المستهلك الأول للعنب المصري، وتأخذ كميات مضاعفة هذا العام بخلاف الأعوام السابقة على غير المتوقع، كاشفاً أنّ الجميع كان يشعر بالقلق جراء الحرب الروسية الأوكرانية ويتوقع أنّه سيتوقف التصدير، إلا أنّها ضاعفت من استيرادها للعنب من مصر وأصبحت تتجه آلاف السيارات المحملة بالعنب من مصر إلى روسيا يومياً.

كل دولة تطلب مواصفات معينة

كل دولة بتحب نوع معين من العنب، فيه اللي بيحب الحجم كبير، وفيه اللي بيحبه صغير، وفيه من يرغب في عنب سكره عالي، غيره يريد سكر منخفض، وهناك من يأخذ كافة الأصناف، هكذا وصف المهندس علي أبو طالب، اختيار الدول للتصدير.

ارتفاع تكلفة الشحن

ونوّه إلى أنّ هناك مشكلة بسيطة تقابلهم، ويرغب أن تزيد الدولة من دعمها لهم في هذا الشأن، وهو ارتفاع سعر الأسمدة المستوردة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى توفير شركات شحن جديدة، بدلاً من التي تعرضت للإغلاق بسبب الحرب ليتمكنوا من تصدير كميات أكبر، ولا يضطروا أن يخضعوا لاستغلال شركات الشحن التي ترفع تكلفة الشحن عليهم للضعف.

يباع للمصدر على الشجر

أمّا شهاب عزوز مدير مشتريات محطة تصدير وتاجر ومورد عنب، يؤكد أنّه يأتي في شهر ديسمبر ليرى المزارع، ويختار العنب المناسب للدول التي يصدر لها، ثم يتعاقد مع المزرعة ويقوم بشراء العنب، ويبدأوا الحصاد فور نضج العنب، لتتحول تلك المزارع إلى خلية نحل في موسم الحصاد تضج بالعاملين والعاملات.

من الأرض لروسيا مباشرة

وأشار إلى أنّ روسيا تحب أن تأخذ العنب من على الأشجار بالشمع الطبيعي الذي يغطيه، لذلك يتم قطف العناقيد ووضعها في الأقفاص وتتجه إلى روسيا مباشرة دون أن تذهب إلى محطة التصدير، بخلاف الدول العربية، وبعض الدول الأجنبية التي تطلب تعبئته وتغليفه، وفي هذه الحالة يتم نقل العنب إلى محطة التصدير، وتبريده حتى لا يفسد ثم تعبئته وتغليفه حسب الشكل والأوزان المطلوبة.