اخبار السياسه على درب طه حسين.. «ميلودي» أول معيدة من ذوي الهمم بكلية ألسن المنيا

تحلم بالسير على درب طه حسين عميد الأدب العربي، خاصة أنها تشترك معه في مكان المولد محافظة المنيا، و حُرمت مثله من نعمة البصر، وخطت خطواتها الأولى بتعيينها أول معيدة من ذوي الهمم، الإعاقة البصرية، بكلية الألسن بجامعة المنيا، هي ميلودي ميلاد التي تنشد وأسرتها أن تكون أول عميدة للأدب الإيطالي مجال تخصصها.

ارتفاع ضغط العصب أدى إلى فقدان نظرها

قالت ميلودي ميلاد، 23 عاما، في بث مباشر أجرته معها «الوطن» داخل منزلها بمدينة سمالوط شمال محافظة المنيا، مساء أمس الخميس، إنها كانت تتمتع بنظرها حتى عمر الـ15 عامًا، وبسبب ارتفاع ضغط العصب أدى إلى فقدان نظرها بصورة كاملة؛ مما دفعها إلى الالتحاق بمدرسة النور للمكفوفين خلال مرحلة الثانوية العامة، وحققت المركز الأول على مستوى الجمهورية للمكفوفين في عام 2017.

تفوق خلال سنوات الدراسة 

وأضافت أول مُعيدة من ذوي الهمم، أنه فور التحاقها بكلية الألسن بجامعة المنيا، واجهت العديد من الصعوبات، أهمها أنها أول كفيفة تلتحق بالكلية وعدم خبرة الأساتذة في التعامل مع حالتها، بالإضافة إلى إجراء الامتحانات عن طريق كتابته بالاستعانة بأحد الأساتذة بعد تلقينه الإجابة حرف حرف.

وتابعت «ميلودي»، أنه خلال شهر يناير الماضي، فوجئت بتلقيها اتصالًا هاتفيًا من مسؤول بكلية الألسن بترشيحها لتعيينها معيدة بالقسم الإيطالي بالكلية؛ وذلك بعد تفوقها خلال سنوات الدراسة وتصدرها أوائل الكلية.

«بنتي هتكون عميدة الأدب الإيطالي»، بهذه الجملة أشار المهندس ميلاد والد ميلودي، إلى تفوق ابنته على مدار رحلتها التعليمية، سواء حينما كانت تتمتع بالبصر أو بعد فقده، وخاصةً تفوقها في مجال الأدب الإيطالي محل دراستها، مضيفا أن ابنته نموذجًا لمسيرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين. 

وأثنى الأب على توجه الدولة المصرية بقيادتها السياسية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالاهتمام بأصحاب الهمم والعمل على دمجهم بالمجتمع وإتاحة كافة الفرص لهم.

يذكر أن الدكتور مصطفى عبدالنبي رئيس جامعة المنيا، سلّم ميلودي ميلاد،  قرار الجامعة بتعيينها معيدة بقسم الإيطالي بكلية الألسن، في إبريل الماضي؛ لتصبح أول معيدة من أصحاب الهمم داخل الجامعة، ووصفها بالنموذج المشرف لذوي القدرات الخاصة، وأبرز نماذج التحدي والإصرار لذوي الإعاقة البصرية.