اخبار السياسه الابن رقم 6 بين 10 أشقاء.. أيام وليالي محمود ياسين قبل النجومية

الابن رقم 6 بين 10 أشقاء.. أيام وليالي محمود ياسين قبل النجومية

محمود ياسين، الابن رقم 6 بين 10 أشقاء، والده كان موظفا في شركة قناة السويس قبل تأميمها، عاش طفولته وشبابه في مدينة بورسعيد، وكان يومه متقلب مثل أمواج البحر التي يعشقها، لم يتمكن من الالتحاق بمعهد التمثيل، فدخل كلية الحقوق، لكنه ظل 3 سنوات بعد التخرج، ينتظر قرار تعيينه في المسرح القومي، أما حكايته مع السينما، فبدأت بتوقيع عقد فيلم «الاختيار» مع يوسف شاهين، وكانت النتيجة أنه أصبح مديون لترزي اسمه «موافي»، واضطر للمشاركة في فيلم «نحن لا نزرع الشوك» أمام شادية، ليسدد ديونه.

15129842941654191695.jpg

طفولة محمود ياسين في بورسعيد

ولد محمود ياسين في مدينة بورسعيد، يوم 2 يونيو عام 1941، وتفتحت عيناه على الدنيا، وسط أسرة كبيرة تتكون من 10 أشقاء، ترتيبه بينهم رقم 6، الأم ربة منزل، والأب موظفا بشركة قناة السويس، كانت الشركة تصرف له علاوة، إضافية بعد كل مولود ينجبه، وعلاوة أخرى مرهونة بالتحاق هؤلاء الأبناء بالتعليم، ومنحته الشركة فيلا من طابقين، محاطة بحديقة ليقيم فيها، مقابل اقتطاع 3 جنيهات شهريا من راتبه.

عاش محمود ياسين حياة ابناء الطبقة «المستورة»، وفي أحضان مجتمع مستنير ومنفتح على مختلف الثقافات، كانت شوارع المدينة الباسلة وقتها خليط من المصريين والأجانب، وشواطئها تسع الأثرياء والبسطاء، ونواديها موزعة على مختلف الفئات، وكان أهمها بالنسبة للطفل المعجون بمواهب التمثيل.. نادي المسرح.

18889323861654191559.jpg

علاقة محمود ياسين بالبحر

كان محمود ياسين مرتبطا بالبحر، يجلس لساعات على رمال الشاطئ ليراقب حركة الأمواج.. وعددها، وكان يجيد توقع نزول الأمطار، ويحفظ مواعيد النوات، مثلما يحفظ مواعيد ظهور فناني بورسعيد القدامي في مسارح أندية الشركات، وخاصة نادي المسرح، رغم أنه كان يواجه صعوبة في التسلل لهذا المكان، بحكم أنه كان قاصر على صفوة المجتمع من باشاوات وبكوات وأثرياء.

1265569351654191556.jpg

بدأت علاقة محمود ياسين بالفن، خلال مرحلة دراسته الابتدائية، كان يشارك في حفلات السمر وفرقة الكشافة، وفي المرحلة الإعدادية، بدأ يميل إلى التمثيل، وشارك في تقديم اسكتشات ضاحكة، وتوطدت علاقته في المرحلة الثانوية برفاق هذه الهواية، وأبرزهم المخرجين المسرحيين سيد طليب وسمير العصفوري، واعتادوا وقتها على زيارة المكتبة الأمريكية، لأنها كانت تضم الكثير من كتب الفن وخاصة المسرح، ومنها تعلموا أن التمثيل ليس مجرد تشخيص عفوي، بل علم يحتاج إلى دراسة.

10799925111654191554.jpg

محمود ياسين يؤسس فرقة مسرحية في بورسعيد

بدأ التمثيل يستحوذ على اهتمامات محمود ياسين، وأصبح هو الخيط الذي يربطه بشلة محبي الفن من زملاء الدراسة، واعتادوا على عقد مناقشات عمل تشبه ورش الإعداد للأعمال المسرحية، ووقع اختيارهم على كافيه «موفوا تليس»، ليكون مقر جلساتهم، وكان صاحبه خواجه يحب الفن، وكان يقبل تأخير دفع ثمن مشروباتهم لحين ميسرة، وخلال هذه الجلسات ولدت فكرة تشكيل فرقة «الطليعة» المسرحية، وكان سمير العصفوري مسؤول عن التأليف، وعباس أحمد المخرج، ومحمود ياسين بطل التمثيل.

كان محمود ياسين ورفاقه يمتلكون جرأة أن يحلموا، وجرأة أن ينفذو أحلامهم، وجرأة الإيمان بأن الجمهور سيحب ما يقدمون، لذا صمموا بأنفسهم إعلانات لعروضهم المسرحية، وصمموا تذاكر للجمهور، وتواصلوا مع مسارح المدينة لاستضافة عروضهم، وكان أكثر من رحب بهم سينما ومسرح «ديانا»، وكانت ملك القنصلية الإيطالية، وعرضوا عليها مسرحية «نيرون».

7886744131654191558.jpg

مسرح العمال ينقذ محمود ياسين من عقدة الخواجه

نجاح محمود ياسين ورفاقه، لم ينسه غرامه القديم بنادي العمال، لأنه يمتلك مسرحا صيفيا وفرقة من نخبة فناني بورسعيد، لذا جمع رفاقه وقرروا مقابلة رئيس النادي، المهندس محمد الطوبجي، وكان مدير فرقة النادي المسرحية، وأحد عشاق الفنان علي الكسار، وحين اطلعوه على مشروع فرقة الطليعة الخاصة بهم، وافق على تقديم عروضها على مسرح النادي، وعرض عليهم أيضا المشاركة في مسرحة لعلي الكسار كان يستعد لتقديمها، فوافقوا.

وأصبح الحاج محمد الطوبجي، أول معلم وموجه لموهبة محمود ياسين، وكان سببا في تجنب سقوطه ورفاقه في فخ الانبهار بالمسرح الغربي، وأعادهم للارتباط بالأصالة والتراث المصري، فأعانهم على التخلص من عقدة الخواجة المتمثلة في ميلهم لعروض المسرح الأمريكي والأوروبي.

10799925111654191554.jpg

أسباب فشل محمود ياسين في الالتحاق بمعهد التمثيل

كان ياسين حريصا على اختبار مدى رضا والده عن نشاطه الفني، فوجه له الدعوة لحضور إحدى الحفلات التي شارك فيها، ولاحظ وقت العرض، أن والده كان مبتسما، لكنه حين أبلغه بعد ذلك برغبته في دخول معهد التمثيل، لم يتحمس للأمر، وحفزه على دخول كلية الحقوق، ليضمن له فرصة عمل في شركة قناة السويس، وتحمس محمود ياسين للفكرة، لأنها تعني بالنسبة له السفر إلى القاهرة، المدينة التي كانت بالنسبة له باريس الشرق، وقلعة الفنون.

جاء محمود ياسين إلى القاهرة عام 1960، ليلتحق بكلية الحقوق جامعة عين شمس، وفي أول أيامه داخل العاصمة، استقل التروماي متجها إلى العتبة، ليشاهد أفيشات المسرح القومي، وبعدها ذهب إلى الجامعة، وكان في استقباله أعضاء الفرقة المسرحية بالكلية، بحكم ما سمعوا عنه من كبار فناني بورسعيد، ومن رفيقه سمير العصفوري الذي التحق بمعهد التمثيل، التحق الوافد الجديد بالفرقة.

وتمكن من اقناع أعضاءها بتقديم نص «الأشباح» للكاتب الكبير عبدالرحيم الزرقاني، واستمرت البروفات 3 أشهر، تولى خلاها «الزرقاني»، تدريبهم على التمثيل، وكان بالنسبة لهم أعظم معلم، وجهوده أسفرت عن حصدهم لغالبية جوائز مسرح الكلية والجامعة، بل أصبح محمود ياسين المخرج المفضل لغالبية عروض الجامعة المسرحية، إضافة لعروض المعهد الصناعي والزراعي.

تعيين محمود ياسين في المسرح القومي

في آخر سنوات دراسة محمود ياسين بكلية الحقوق، جرى الإعلان عن امتحان قبول لدفعة جديدة من الممثلين في المسرح القومي، من خريجي الجامعات والمعاهد الحكومية، فتقدم للمسابقة، لكنه لم يدعى لإجراء الاختبار، وعاد لمدينة بورسعيد، وخلال هذه الفترة، بدأ إنشاء مسارح التليفزيون، وتولت وزارة الإعلام مسؤوليات وزارة الثقافة، وأصبحا وزارة واحدة «الإعلام والثقافة»، وطلبوا دفعة جديدة من الفنانين لإنشاء 5 فرق مسرحية، فاعتبرها فرصة جيدة، وتقدم للمسابقة، وجاء من بورسعيد ليؤدي الاختبارات، ونجح، وكان ترتيبه الأول، وظل طوال 6 أشهر، يلاحق فرق التليفزيون المسرحية، طمعا في الفوز بأي دور، لكن لم يقبله أحد.

تخرج في كلية الحقوق وانتظر التعيين في المسرح القومي 3 سنوات.. وكان مديونا لـ«ترزي» بسبب يوسف شاهين

فجأة تلقى محمود ياسين خطابا من المسرح القومي، يحدد له موعدا لاختبار المسابقة التي تقدم لها، وهو ما حدث، ونجح، وكان ترتيبه الأول، فاستدعاه أحمد حمروش المسؤول عن إدارة المسرح، والتقى أيضا آمال المرصفي المدير السابق للمسرح، الذي قال له «ألبد هنا»، فسأله، «يعني هتعين»، وكان رده أن ضم هيئة المسرح للتليفزيون أضعف موقفه على مستوى الهيكلة والإدارة، وعليه الانتظار قليلا، بشرط التركيز والتفرغ للمسرح القومي.

وانتهت المقابلة بمشاركته في مسرحية «الندم» مع المخرج سعد أردش، وظل ينتظر قرار تعيينه منذ تخرجه عام 1964 إلى أن صدر القرار عام 1967، وكان يقبض شهر وينسوه شهرين، ورغم ذلك كان حين يتسلم راتبه، يذهب لزيارة أهله في بورسعيد، وهو محملا بالهدايا، وحكايات عن تحسن أحواله، ونجاحاته الفنية.

حكاية محمود ياسين مع تشي جيفارا

كان محمود ياسين يسعى لتنمية مهاراته الفنية، ويدرك أن أبرزها بالنسبة للممثل المسرحي هز الصوت، وبسبب صوته حصل على أدوار في مسرحيات «الحلم»، و«حلاوة زمان»، ثم بطولة «وطني عكا»، وهي مسرحية شعرية تأليف عبدالرحمن الشرقاوي، وإخراج كرم مطاوع، وحقق خلاها نجاحا كان سببا في ترشيحه لدور «جيفارا» في مسرحية «ليلة مصرع جيفار»، وكان من أكثر الأدوار التي أحبها، لأنها واكبت حدثا عالميا يتعلق بالشهيد -كما كان يسميه-، ويفحر بأنه قدم عملا فنيا يتناول مسيرة هذا المناضل العظيم.

دور «جيفارا» كان نقطة تحول في حياة محمود ياسين الفنية، فبعده استدعاه المخرج صلاح أبوسيف، وعرض عايه بطولة فيلم «القضية 68»، لكن الشركة المنتجة اعترضت، واستبدلته بالنجم المعروف وقتها حسن يوسف، لكنه شارك في الفيلم بدور صغير، بعدم جرى ترشيحه لمسلسلي «الرجل الغامض، والرقم المجهول»، وكانت أدوار تليفزيونية بتصوير سينمائي، وتعلم منها أدوات العمل السينمائي.

دور «جيفارا» كان سببا أيضا، في استدعاء المخرج يوسف شاهين، للمثل الشاب محمود ياسين، وعرض عليه بطولة فيلم «الاختيار»، واصطحبه للمؤسسة المنتجة، ووقع عقد الفليم، بأجر 350 جنيه، وحصل على الدفعة الأولى وقيمتها 20 جنيها، لكنه تسلم 17 جنيها ونصف، بعد خصم الضرائب، لكنه كان سعيد بأن تكون أول بطولة سينمائية له مع مخرج كبير، ونجمة بقيمة سعاد حسني، وظل لمدة أسبوع يتنقل مع يوسف شاهين لشراء مستلزمات الدور، وخاصة الملابس، وبسببها أصبح مديون لترزي اسمه «موافي».

أول بطولة سينماية لـ محمود ياسين

في اليوم الثامن بعد توقيع عقد فيلم الاختيار، فوجىء محمود ياسين بالمخرج يوسف شاهين أمام بيته، وطلب منه أن يرافقه في مشوار مهم، وذهبا معا للشركة المنتجة، وأحضر العقد، وأشار إلي بند مكتوب بقلم كوبيا، «غير مسموح بالتعاقد على أي فيلم جديد قبل الانتهاء من تصوير فيلم الاختيار».

وطلب إعادة كتابة العقد على الألة الكاتبة، ووقعت عليه مرة أخري، وبعدها سألني يوسف شاهين.. أنت قرأت الأهرام، فقلت.. لا، فاحضر الصحيفة، ووحدت خبرا منشورا عن قيلم جديد للمخرج حسين كمال باسم (نحن لا نزرع الشوك) بطولة شادية ومحمود ياسين.

مضت 3 أيام، بعدها تلقى محمود ياسين مكالمة تليفونية خلال وجوده في المسرح القومي، كان المتحدث المخرج حسين كمال، وطلب منه التوجه فورا للمنتج رمسيس نجيب، لأنه «قالب عليه الدنيا»، فأغلق الهاتف.. وبعد ذهب لرمسيس، «10 دقايق كان يجلس مع المنتج، وحاول اقناعه ببطولة فيلم نحن لا نزرع الشوك»، لكنه أبلغه بقصة عقد فيلم الاختيار، فوضع المنتج أمامه عقد الفيلم الجديد، وشيك بـ100 جنيه، هنا تذكر محمود ياسين ديونه لـ«موافي الترزي»، فوقع العقد، وحصل على وعد من المنتج أنه في حال رفض يوسف شاهين سيمزق العقد.

قرر يوسف شاهين استبدال محمود ياسين في فيلم الاختيار، وفي المقابل وقع النجم الشاب عقد احتكار مع رمسيس نجيب، قبل يوم واحد من عرض فيلم «نحن لا نزرع الشوك»، وتوالت بينهما عشرات الأفلام.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه «تعليم القاهرة» تعلن استعداداتها لامتحانات الترم الثاني لصفوف النقل
التالى اخبار السياسه عاجل.. انخفاض أسعار الذهب بمنتصف تعاملات اليوم.. كم بلغ عيار 21؟