اخبار السياسه خطأ طبي ينهي حياة الطفل «يحيى» بسوهاج.. ووالدته: «ابن عمري راح وعايزة حقه»

أثارت واقعة وفاة الطفل «يحيى حمادة العربي»، الذي لم يتجاوز عامه الثالث، نتيجة خطأ طبي، وفقا لرواية والديه، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مسقط رأسه في مركز ساقلتة شمال شرق سوهاج، حيث تعاطف معه الجميع مطالبين بالقصاص من الطبيب المتسبب في ذلك.

تفاصيل وفاة الطفل يحيى بعد عملية جراحية

«حسناء جمال»، 24 عاما، والدة الطفل «يحيى»، روت تفاصيل ما حدث مع نجلها لـ«الوطن»، قائلة إن طفلها كان يعاني من اللحمية والتي اكتشفتها في نهاية شهر مارس الماضي، فتوجهت به للطبيب الذي أخبرها بضرورة إجراء جراحة لإزالتها، مؤكدة أنها طالبت الطبيب بتأجيل العملية الجراحية لصغر سن طفلها، لكنه رفض وأخبرها أن العملية سهلة ويجريها لأطفال أصغر من ابنها، فاستجابت له الأم، مؤكدة أنها طالبت الطبيب بإجراء الجراحة في أفضل المستشفيات، «دا ابن عمري، شوفته بعد سنوات طويلة من الانتظار، وبعد ما أخدت حقن وأدوية كتير».

انهارت الأم باكية أثناء حديثها عن طفلها الذي فارق الحياة في سنوات عمره الأولى، ليلتقط الأب حمادة عبد العال العربي، 35 سنة، أطراف الحديث، ويوضح إنه عقب خروج ابنه من العملية تُرك أمام غرفة الإفاقة لفترة طويلة، وبالتزامن مع دخول وخروج أكثر من طفل لغرفة العمليات، «سألت الدكتور الطفل مش بيفوق ليه؟ فقالي دا طبيعي ومنتظرين أنه يفوق».

وبعد مرور وقت طويل، طلبت والدة «يحيى» من التمريض أن يطمئنها على طفلها مقابل مبلغ مالي، وفور أن تابع أحد أفراد طاقم التمريض نبض الطفل، أسرع إلى غرفة الكشف ولم يعد للخارج، ليغلق الطبيب والتمريض باب غرفة الإفاقة ويختفي الطفل من أمام والديه.

دخول الطفل يحيى للعمليات مرة أخرى

لحظات مرت كالسنوات على والدي الطفل، واللذين اكتشفا دخول طفلهما للعمليات مرة أخرى دون أن يعرفا السبب، وفوجئا بأحد أفراد التمريض يخرج مسرعا ليحضر حقنتين مضاد حيوي، وعند سؤاله عن الطفل قال «كويس بس محتاج حقن».

أصر والد «يحيى» وشقيقه على الدخول للطبيب لمعرفة ما يحدث، «دخلت أنا وأخويا لغرفة الإفاقة عنوة، وسألنا الدكتور عن يحيى، وقالنا هو بخير، فأصريت أشوفه بنفسي، ولما دخلت فوجئت بالطبيب بيقولي أنتم مؤمنين وابنكم عنده ضيق تنفس ومحتاج تنفس صناعي ولازم ينقل مستشفى، فسألته منقلتوش ليه كنت فين سايبه ساعتين وبتعمل عمليات وكشف وسايب الواد ليه». 

أكمل الأب حديثه لـ«الوطن»، «أخدنا طبيب التخدير بعربيته الخاصة غير المجهزة  لإحدى المستشفيات الخاصة بسوهاج، وكان الطريق زحمة جدا، وعند وصولنا للمستشفى عملنا له أشعة وبعدها دخل العناية المركزة، واتصلنا بطبيبة الأطفال وجاءت بسرعة، وأخبرتنا أن الطفل بين يدي الله وأنه موضوع تحت أجهزة التنفس، والأطباء قالولنا بعد كده أن الطفل عنده ارتشاح في المخ».

«يحيى» أصيب بضعف في وظائف الكبد والكلى

والدة الطفل «يحيى» شعرت بالصدمة حينما أخبرها الأطباء في المستشفى الذي نُقل إليه، بأن نجلها مصابا بالسكري ولديه ضعف في وظائف الكبد والكلى، موضحة «أنا لم أترك ابني أبدا منذ ولاته، لدرجة أني كنت حامل وأجهضت في الشهر الخامس من كثر الذهاب معاه للحضانة والخروج معه دائما».

وتوالت الصدمات على والدة الطفل «يحيى» التي أخبرتها الطبيبة أن ابنها لن يخرج سليما من أزمته الصحية، وعلى أقل تقدير ستتأثر قواه العقلية، لتجيبها أنها تريد ابنها ولو أصبح معاقا، مؤكدة أنها تفاجئت بسقوط أسنانه وهبوط مقلتي عينيه بسبب انفصال العصب البصري لديه.

الطبيب يتحمل تكلفة علاجه في مستشفى خاص

«حمادة» والد الطفل «يحيى»، أكد أن تكلفة علاج ابنه في المستشفى الخاص الذي نقل إليه، بلغت 73 ألف جنيه، وتحملها الطبيب المعالج «ي»، والذي أجرى العملية الجراحية لطفله، موضحا أنه مازال يمارس عمله في عيادته بشكل طبيعي، رغم اتهامه له بالتسبب في وفاة طفله الذي لم يكمل عامه الثالث بعد، نتيجة لعدم إسعافه عندما تدهورت حالته وأصيب بنقص الأكسجين، كما لم يتم نقله من المستشفى الذي أجرى الجراحة بها إلى المستشفى الآخر بسيارة إسعاف مجهزة.

والدا الطفل يحيى: عايزين حقه

حرر «حمادة العربي»، والد الطفل «يحيى»، محضرا ضد الطبيب، مطالبا النيابة العامة بتفريغ كاميرات المراقبة بالمركز الطبي والمستشفى، كما طالب بتدخل النائب العام لإعادة حق طفله الوحيد.