اخبار السياسه «أنت استثنائي».. «منى المعداوي» ممرضة فقدت والدتها داخل عزل كفر الدوار

«أنت استثنائي».. «منى المعداوي» ممرضة فقدت والدتها داخل عزل كفر الدوار

«منى المعداوي» مشرفة تمريض بمستشفى كفر الدوار، واحدة من أبطال «الجيش الأبيض» الذين تم تكريمهم ضمن مبادرة «أنت استثنائي»، التي أطلقتها مديرية الصحة بمحافظة البحيرة، تقديراً لدورها في مركز عزل حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتقدم «الوطن»، في السطور التالية، قصة مشرفة التمريض، التي رحلت والدتها أمام عينيها داخل مركز العزل ، دون أن يثنيها ذلك عن مواصلة دورها في إنقاذ الكثيرين من المرضى.

لم تكن تعلم «منى» أن الأقدار تسُوق لها ما لم يكن فى حسبانها أبداً، فهي التي أفاضت في تعريف وتثقيف كل من حولها بكل ما تعلمه عن سبل الوقاية من كورونا، وبحكم طبيعة عملها، فقد نصحت الجميع بما فيه الكفاية، باتباع الإجراءات الاحترازية التي يُعلن عنها كل يوم، ويتكلم عنها الجميع، وذلك مع كل اتصال تليفوني وارد إليها، أو صادر عنها، مع كل الأهل والأصدقاء.

تقديم النصائح لعائلتها والمحيطين بها

واهتمت «منى» أشد الإهتمام بإسداء تلك النصائح إلى عائلتها على وجه الخصوص، والمحيطين بها عموماً، حيث أن عملها في قسم العزل أتاح لها الفرصة لتدرك حجم المعاناة التي يعيشها كثير من المرضى الذين يعجزون عن التنفس، إلا بوجود اجهزة التنفس الصناعي، أو باستخدام اسطوانات الأكسجين، والتي يصعب وصفها من شدة وضعها الصحي الحرج، وكلمة حالات حرجه لا تُعبّر عن هول ما ترى أمامها ، فالصورة داخل العزل تبدو قاتمة، وشبح الموت يُلقى بظلاله على المكان، ورغم ذلك فكانت تحرص على الوقوف إلى جانب زملائها، كحائط صد منيع، أمام تلك الجائحة.

شبح الموت يخيم على المكان

كانت «منى» كلما رأت حالة يخطفها الموت داخل العزل، تبكي كثيراً، وتدعو الله ألا ترى مكروهاً في عزيز لديها، وأن يحفظها ويحفظهم، ولا ترى أحداً منهم بجوار هؤلاء المرضى، الذين لا حول لهم ولا قوة، أمام ذلك الشبح المخيف، الذي ضرب العالم أجمع، وأصبح الكل عاجزاً عن مجابهته، ويبقى الأمل فقط فى رحمة الله سبحانه وتعالى.

مرض والدتها ونقلها للمستشفى

لا تنسى «منى» ذلك اليوم الذي كانت تطمئن فيه على عائلتها عبر الهاتف، وأخبروها بأن والدتها مريضة جداً، وأن حالتها تسوء، وأنهم يخشون نقلها للمستشفى خوفاً من أن تسوء حالتها أكثر، في هذه اللحظة، وقفت مشرفة التمريض الشابة عاجزةً أمام ما سمعته، من هول المفاجأة، فهى متعلقة بأمها أشد التعلق، وأخذتها الأفكار يميناً ويساراً، ولابد لها من اتخاذ قرار سريع وفوري، ورأت انه من الأفضل دخول أمها المستشفى لتتلقى العلاج، وتكون تحت العناية والملاحظة المستمرة، التى لا يمكن أن تتوفر فى المنزل بأي صورة أو بأي حال.

تدهور حالة الأم بالحجر الصحي

وبالفعل تم حجز الأم داخل الحجر الصحي، واجتمعت «منى» مع أمها، وصدمها ما رأت من حالة والدتها الحرجة، التى تدهورت سريعاً، وأصبحت مشرفة التمريض بين نارين، فهي لابد لها من تأدية واجبها بالكامل نحو جميع المرضى، ومن ناحية أخرى لا تريد أن تفارق أمها لحظةً واحدة، في تلك الظروف الصحية العصيبة، التى تمر بها.

وضربت «منى» أروع الأمثلة في التعامل مع كافة المرضى، فلم يقتصر جهدها على رعاية أمها المريضة فقط، بل كانت توزع الوقت والجهد على الجميع، لا تكل ولا تمل من بذل الجهد والكد والتعب والعطاء للجميع.

ساءت حالة والدتها أكثر وأكثر، ووقفت «منى» عاجزة أمام حالة والدتها، وكانت كلما نظرت إليها تحاول بشتى الطرق أن تداري دموعها في عينيها، وتحاول طمأنتها بالكلام المتعثر، الذي يقف في حلقها ويأبى الخروج من شدة حزنها على ما آل إليه حال أمها.

كانت كلما أخذت فترة راحة، تذهب بسرعة حيث ترقد أمها، وتبقى بجوارها تقوم على رعايتها، حتى جاء ذلك اليوم، وفاضت روح والدتها إلى بارئها، عندها انهارت من البكاء، لفقدان أعز الناس لديها، لكنها سرعان ما تماسكت بعد فترة وجيزة، وقررت الصمود، لتقف فى وجه هذا العدو الخفي، الذي حصد روح أعز الناس عندها، وقررت أن تجابهه بكل قوة وبكل عزيمة، وأبت ألا تدخر وقتاً ولا جهداً في إسعاف مصاب أو رعاية محتاج.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى اخبار السياسه الساعة كام الآن؟.. تقديم الساعات 60 دقيقة مع تطبيق التوقيت الصيفي