اخبار السياسه «إيمان» 22 عاما من إطعام قطط كورنيش الإسكندرية: «مفيش يوم فوته» 

بمجرد أن تدق الساعة التاسعة صباحا، تجد إيمان سليمان، مهندسة جينات في شركة أدوية سابقا، واقفة على كورنيش الإسكندرية، ترتدي ملابس شتوية ثقيلة بسبب طقس شهر طوبة، وتحمل في يديها أكياسا كبيرة تحوي مختلف المأكولات الخاصة بالقطط، لتمارس عملها الخيري الذي بدأته منذ عام 2000 ومستمر حتى الآن بشكل يومي.

إيمان تطعم القطط رغم أمطار الإسكندرية

فبمجرد أن تطأ قدماها رصيف الكورنيش، تهرع القطط من أسفل الكتل الخرسانية التي تحميها من رياح وأمطار شتاء الإسكندرية الشديد، حيث إنهم يعرفون أن تلك السيدة هي مخزونهم الرئيسي من الأكل، لما لا وهم يرونها 3 مرات يومياً، كالأم التي تهتم برضيعها.

تضع أيمان أكياسها على الكتل الخرسانية المتواجدة على الكورنيش بينما القطط من حولها تهرول يمينا ويسارا، ومنها من يقف على قدمين بدلا من أربعة في سعادة غامرة منتظرة الطعام، لتقوم السيدة السكندرية بإعطائها ما تريد، حيث تخرج الجبن المثلثات وتقشر أوراقها وتعطي كل واحدة منها نصيبها.

الأولوية للقطط

وتقول مهندسة الجينات على المعاش حالياً، إنها اعتادت ذلك العمل الخيري منذ 22 عاما، منذ أن كانت تعمل قبل خروجها على المعاش بكثير، حيث خرجت على المعاش منذ قرابة 5 سنوات، لافتة إلى أنها كانت تأتي لإطعام القطط قبل أن تركب أتوبيس العمل الذي كان ينقلها إلى المصنع الذي كانت تعمل به، ثم تقدم لها مأكولات مرة أخرى عند عودتها وتنزل مرة ثالثة ليلا لإطعامها.

 

«إيمان» تطعم القطط 3 مرات يوميا

وأضافت إيمان لـ«الوطن»، أنها بعد المعاش اعتادت النزول لإطعام قطط كورنيش الإسكندرية ومنطقة الترام في لوران بجوار بيتها من الساعة التاسعة حتى 12 ظهرا، ثم تعود وتقدم لها وجبة الغداء في الرابعة حتى السابعة مساء، ووجبة العشاء من التاسعة حتى 11 منتصف الليل، حيث إنها تقوم بإطعام القطط بدأ من منطقة لوران وحتى منطقة المندرة أقصى شرق الإسكندرية.

ولفتت إلى أنها ترى في ذلك عمل خيري تقوم به وحريصة على استمراره حتى آخر يوم في عمرها: «أنا كنت قاعدة مع والدتي ومسؤولياتي شغلي وأمي وقراءة القرآن والقطط، وحالياً على المعاش ووالدتي اتوفت، فبقى لي قراءة القرآن وإطعام القطط هما كل حياتي».