اخبار السياسه في يومهم العالمي .. مرضى الإيدز يخوضون تحدي «التعايش»

في يومهم العالمي .. مرضى الإيدز يخوضون تحدي «التعايش»

فى الأول من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمى للإيدز، ويجتمع الناس فى كل بقاع العالم ليظهروا دعمهم المعنوى والنفسى للمصابين والمتعايشين معهم، ولإحياء ذكرى من قضى الإيدز عليهم، وفى اليوم العالمى للإيدز، تسلط «الوطن» الضوء على بعض القصص التى أخذت من المرض حافزاً لها فى مجالات شتى، هؤلاء المصابون الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحُبت أصبحوا عُرضة لـ«وصمة» المجتمع التى يمكن أن تقضى على حياتهم، وفى هذا الإطار يعمل البرنامج الوطنى لمكافحة الإيدز التابع لوزارة الصحة على تخفيف الصعاب عن المصابين وتوفير جميع سبل الرعاية التى يحتاجون إليها، ويسعى البرنامج لإنهاء التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية، على وجه السرعة، المتعلقة بالمصابين بفيروس الإيدز، وتحقيق رؤية مصر وأهدافها المستدامة بعدم وجود أى إصابات جديدة بالإيدز بحلول عام 2030.

«هدى»: خضعت لمتابعة علاجية وأنجبت طفلاً سليماً

«تصف الزواج بأنه مرحلة من مراحل السعادة والراحة، ففيه سكينة ومودة وترابط وحب ممزوج بالعاطفة والأمان، ترغب كل السيدات وكذلك الرجال فى الاستقرار، لا سيما الزواج المبنىّ على علاقة من الحب»، هكذا بدأت «هدى» حديثها بهذه الكلمات، فهى التى كانت تعيش فى سخط دائم بسبب مستواها المادى، لكنها تمتلك من الحسن والجمال ما يجعل شريك الحياة يتقبل وضعها الاجتماعى نظير الزواج من فتاة لها من الصفات قلَّ ما تراه العيون.

19168167651638473339.jpg

فى إحدى الحارات الشعبية بمدينة الجيزة نشأت عائلة «هدى»، ثم تزوجت من شاب يلبى مستواه المادى لها جميع احتياجاتها التى كانت تفتقدها منذ الطفولة، لكن كما يقال كل الوعود غدارة، وكل الكلمات كانت كاذبة بعد الزواج، فقد اكتشفت حقيقة زوجها الذى كان يتعاطى المخدرات يومياً، كميات تؤدى إلى الهلاك وتحولت غرفة النوم إلى وكر ممتلئ بالسرنجات والحقن والمواد المخدرة التى لا تعلم مصدرها، أخفى زوجها عنها إصابته بالإيدز، التى اكتشفتها بعد تطور حالته التى انتهت بالوفاة.

توفى الزوج وتركها تحمل جنيناً بين أحشائها، ليكون أكبر همها أن ينجو جنينها البرىء من مرض الإيدز، لتخضع لمتابعة علاجية مستمرة تحاول أقصى جهدها إنقاذ جنينها وسط غضبها الدائم مما تمر به من ظروف، قائلة: «رغم كل ما أمر به بعد إصابتى بالإيدز وحملى، فلدىَّ أسرة تخفف عنى مصيبتى، خاصة والدتى التى لا تتوقف عن الدعاء لى بالشفاء».

 لم أخبر أحداً بإصابتي وتواصلت مع الأطباء والجمعيات للعلاج

تضيف السيدة المكلومة: «لا معنى للحياة، فأنا مصابة بمرض الإيدز، فارق زوجى الحياة وترك لى من الذكريات أسوأها وتبقى لى منه أقبحها، لم تخبر أحداً بإصابتها وتواصلت مع الأطباء والجمعيات التى تتولى علاج المصابين بالإيدز، ومع الالتزام بالدواء انخفضت نسبة الفيروس بجسدها، وتمكنت من استمرار حياتها، وتزوجت مرة أخرى شخصاً متعايشاً مع الإيدز فشعرت بشىء من الأمان».

تقول «هدى» إنها كانت تعيش مع الإيدز منذ 2006، ورغم وفاة زوجها وإنجابها طفلاً منه، فإنه سليم لم يحمل الفيروس، وبعد فترة وجيزة من وفاة زوجها تعرفت على شخص متعايش مع الفيروس ساعدها كثيراً للتغلب على صعوبات الحياة التى كانت تواجهها، معاً قررا أن يكونا يداً وروحاً وجسداً واحداً يمكث الفيروس بداخلهما دون التأثير بحياتهما، فالحب يتغلب على كل شىء حتى وإن كان الإيدز.

«داليا ومحسن» زوجان مصابان.. ويساعدان المرضى بـ«كورسات توعية»

قبل 10 سنوات من الآن، دخل «محسن. م» نفقاً مظلماً، لا يوجد به سوى إدمان المخدرات تارة، والدخول فى علاقات خارج إطار الزواج، يذهب صباحاً إلى عمله موظفاً بإحدى شركات الدعاية والإعلان، يجوب بين الشركات المختلفة بجسد هزيل لعرض خدمات شركته على العملاء، ومساءً يعود إلى نفقه المظلم.

واستمر «محسن» على هذا الوضع حتى تدهورت صحته، وقررت زوجته أن تخلصه من براثن الإدمان فتواصلت بالاتفاق معه على الذهاب إلى أحد المراكز الصحية لمساعدته، وعندما تم وضعه فى المركز وعند إجراء التحاليل كانت الطامة الكبرى، فزوجها أًصبح مصاباً بمرض نقص المناعة «الإيدز».

الزوج: «داليا» تساندني في العلاج رغم إصابتها بالفيروس

ويتذكر الرجل الأربعينى كيف تقبل خبر إصابته وقتها، الذى وقع عليه كالصاعقة: «عندما قال لى الطبيب إننى مصاب بفيروس نقص المناعة «الإيدز»، لم أشعر بنفسى، فهربت باكياً كالطفل أرى أمامى شيئاً وكأننى أصبت بالعمى، لم أذهب للمنزل هذه الليلة، وأغلقت هاتفى، وتذكرت الليالى التى كنت أذهب إليها بكامل إرادتى لتعاطى المخدرات، والحقن التى تعاطيتها، والممارسات الجنسية غير الآمنة مع فتيات خارج إطار الزواج». ويضيف «محسن»: «ذهبت إلى المنزل قبل شروق الشمس بعدما قضيت الليل فى الشارع بين البكاء والرغبة فى الانتحار، وعقب عودتى، جلست بمفردى فى المنزل حتى دخل الشك قلب زوجتى، ترددت كثيراً قبل إخبارها بإصابتى بالإيدز، ولكن لا مفر، ليقع الخبر عليها كالصاعقة، وقررنا فوراً التوجه لأحد معامل التحليل للاطمئنان عليها، لتأتى النتيجة بأن زوجتى أيضاً مصابة بالإيدز».

رغم نقل المرض إليها، فإن «داليا» استقبلته بنفسٍ راضية وقلب مطمئن وأنه قضاء الله الذى لا مفر منه، رافضة الانفصال عن زوجها واختارت أن تكون سنداً له ولأبنائها، فعاشا معاً لمساعدة بعضهما يشد كلاهما أزر الآخر ويتناولان العلاج معاً ويذهبان لمراكز التوعية من الإيدز معاً حتى سارا أقرب لكليهما الآخر من أى وقت مضى.

بعد التأهيل والمداومة على الشفاء من مضاعفات الإيدز، قررا أن يكونا مصدر إلهام وفخر لكل المصابين بفيروس الإيدز، وتوجه «محسن» للعمل فى أحد مراكز علاج الإدمان، وأصبح يشرح للخاضعين للعلاج هناك كيفية التخلص من تعاطى المخدرات، ويساعدهم جميعاً على سرعة الشفاء، أما زوجته فصارت مسئولة عن إحدى الجمعيات التى تعطى دورات فى كيفية التعامل مع الإيدز والتابعة لأحد الدكاترة الذين كانت تُعالج عندهم فى بداية الإصابة بفيروس الإيدز. وعن حقوق المصابين بالإيدز ونظرة المجتمع لهم، يحكى الزوجان أن المجتمع ينظر للمصابين بالإيدز على أنهم نتاج الإصابة بسبب دخولهم للسلوك السيئ، وأنهم يعانون وصمة المجتمع، لأن المجتمع عاش على أفكار راسخة منذ قديم الأزل نحو هؤلاء المصابين بالإيدز، لذلك قررنا أن نعمل جاهدين على تغيير نظرة الاحتقار والمعتقدات الخاطئة نحو مرضى «الإيدز»، والتأكيد على أنه فيروس مثل الفيروسات التى تنتقل وأنه ليس نتاج العلاقات المحرمة فقط، بل وجود وسائل أخرى لانتقاله، مثل الدم الملوث أو استخدام أدوات خاصة بشخص حامل للمرض.

«أمل» أصيبت من زوجها قبل وفاته: تركني للمرض والمعاناة

 بجسد هزيل وقوى منهكة وعقل يسكنه كثير من الهواجس والبكاء، لا تعلم كيف ومتى أصيبت بالمرض، فهى التى لم ترتكب فعلاً خارج قيم المجتمع، إلا أن ظروفها شاءت أن تكون مصابة بمرض كان المجتمع يعدم المتعايشين معه معنوياً، ومن هنا اكتشفت مرضها بالتحاليل التى تمت لها فى إحدى المرات أثناء زيارتها لزوجها العليل بأحد المستشفيات، الذى كان يوهمها بأنه يعانى من بعض الأمراض المزمنة، ويحتاج للعناية الطبية بصورة دائمة.

ولم تكن «أمل» تعلم أنها مصابة بـ«الإيدز»، إلا عندما طلب الأطباء نقل دم لزوجها، لتهرول الزوجة من أجل إجراء الفحوصات، أملاً فى إنقاذ زوجها، والتخفيف عنه من آلام المرض، ولكن كانت الفاجعة التى استقبلتها بفقدان الوعى لمدة شعرت فيها بأنها فارقت الحياة، ولم تصدق تشخيص أطبائها بوجود فيروس نقص المناعة «الإيدز» يجرى فى دمائها، الأمر الذى جعلها تعيش فى خوف دائم من أن ينتقل المرض لأبنائها.

اكتشفت المرض منذ 5 سنوات.. وأعمل عاملة نظافة في صالة رياضية

توقفت أمل محمد عن البكاء وهى تحتضن أبناءها، أكبرهم ما زالت طفلة لم تتجاوز الثلاث سنوات، وجدت نفسها على كتف ابنتها وقد أنهكها الحديث عما عانته طيلة السنوات الماضية، جرّاء إصابتها بالإيدز، تقول: «أنا أم عندى 35 سنة، وعاملة نظافة فى إحدى صالات الألعاب الرياضية، اكتشفت إصابتى بالفيروس قبل 5 سنوات، ونقله إلىَّ زوجى، وتوفِّى وتركنى أحمل المرض والمعاناة فى آن واحد».

وتابعت: «بعد عودته من إحدى السفريات من محافظة الإسكندرية، أخبرنى بأنه تعرض لحادث مما استوجب نقله لمستشفى وتم نقل الدم له بصورة مباشرة دون التأكد من سلامة الدم المنقول له، مما تسبب فى إصابته بالإيدز، ففى البداية بعد عودته تعرض لوعكة صحية شديدة، لم يستطِع الأطباء اكتشاف ما أصابه طيلة مدة مكوثه بالمستشفى، بدأ بخسارة وزنه وتدهورت حالته الصحية أكثر، حينها شخَّص الأطباء إصابته بفيروس الإيدز أو مرض نقص المناعة المكتسبة، الأمر الذى ألزمنى وابنتى الخضوع لتحاليل، لتكون نتيجة التحليل الخاصة بى فقط موجبة».

معاناة جديدة أضيفت على كاهل السيدة الثلاثينية بعد رحيل زوجها: «كانت حياتى أشبه بالكابوس، بحثت عن أى فرصة عمل وبطرق مختلفة، كل أصحاب العمل يخافون من التعامل مع المتعايشين بفيروس الإيدز، حتى وجدت وظيفة عاملة نظافة بإحدى الشركات، ورضيت لأنها الوحيدة المتاحة أمامى، لا أعرف كيف أتعايش مع هذا المرض وسط أبناء مجتمع ينظرون لنا على أننا أعداء لهم، فأنا وحيدة فى العمل، ووحيدة فى المنزل مع أبنائى».

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه سبب الانخفاض الكبير في سوق السيارات المستعملة بمحافظة بني سويف
التالى اخبار السياسه عاجل.. قرار مفاجئ من الأهلي بشأن قضية الشيبي وحسين الشحات