اخبار السياسه «قاضية الصعيد» في اليوم العالمي للتسامح: أنهيت 200 خصومة ثأرية

قالت صفاء عسران، المعروفة بـ«قاضية الصعيد»، إنها نجحت في إنهاء 200 خصومة ثأرية في الصعيد والوجه البحري، وذلك منذ عام 2013، وحتى يومنا الذي يتزامن مع يوم التسامح العالمي.

وأوضحت أن الخصومات التي سعت لإنهائها، كانت بمشاركة ومعاونة حثيثة من جميع الجهات الأمنية التي وقعت فيها حالات التصالح وإنهاء الخصومات، ودعم رسمي من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتور علي جمعة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير.

إنهاء خصومة ثأرية لأول مرة بتأشيرة عمرة

وأضافت خلال حديثها لـ«الوطن» بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، أنها نجحت في إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين بمحافظة الأقصر، وذلك منذ أيام فقط، في واحدة من أحدث حالات إنهاء الخصومات الثأرية التي شاركت فيها، بالتعاون مع القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة.

وقالت صفاء عسران، إنه تم الاتفاق على إتمام الصلح بحصول ولي الدم «صاحب الحق» والذي كان يطالب بالثأر، على تأشيرة عمرة بدلًا من درع التسامح الذي كانت تقدمه وزارتا الشباب والرياضة والداخلية.

وأكدت أنه لأول مرة يتم منح ولي الدم تأشيرة عمرة، بدلًا من تقديم الواقع عليه الحق كفنه لأهل القتيل، وذلك في أول موقف مغاير منذ أن بدأت تشق طريقها في مبادرات الصلح وإنهاء خصومات الثأر.

وأشارت إلى أنها تلقت وعودًا من أكثر من جهة بتسهيل الحصول على تأشيرة العمرة، لتسليمها لولي الدم وأهل القتيل، وذلك عقب سماح السلطات المصرية بفتح باب التقديم للعمرة.

سر تحول فتاة الصعيد من صحفية إلى قاضية إنهاء خصومات

وكشفت المعروفة بـ«قاضية الصعيد» سر تحولها من صحفية إلى قاضية إنهاء خصومات ثأرية، فقالت: «منذ صغري وأنا مغرمة بالعمل التطوعي في المدرسة والجامعة، وجيناتي الوراثية كلها تتجه للتفاعل الإيجابي مع مجريات الحياة، وهذا ظهر بوضوح عندما تخرجت في كلية الإعلام، قسم العلاقات العامة، وأردت أعمل صحفية، وكان أول تكليف لي أن أقوم بتغطية حدث صلح خصومة ثأرية بين عائلتين في قنا، واستمرت ما يقرب من 8 سنوات، وكان يفشل في إنهائها كل عمداء القرى والنجوع الذين استعانت بهم مديريات الأمن للتوصل إلى صلح، ومن يومها وأنا صممت أن أتدخل بنفسي بين أطراف العائلتين».

وسائل الإقناع بإنهاء الخصومات الثأرية

وأضافت: «بعد دراسة كل جوانب الخصومات الثأرية، إلى أن استطعت أن أمسك ببعض خيوط الحل التي وفقني الله إليها، مؤكدة أن الله رزقها صدق النوايا وحسن الإلقاء والإقناع، فتنقلت بين الطرفين بكل وسائل الإقناع، وكانت المفاجأة أنها وجدت قبولًا من معظم أفراد العائلتين، فضغطت على كل الدوافع الإنسانية عند كبار العائلتين، ومن لهم الصوت المسموع والرأي الأول والأخير، وعرضت كل اقتراحاتها لإتمام الصلح».

وتقول: «إنها فوجئت بأن هذه الاقتراحات، لاقت استحسان الطرفين بسرعة غريبة وتوفيق من الله، أدهشني قبل أن يدهش كل الحضور، وتم الصلح تحت رعاية اللواء مجدي القاضي، مدير أمن قنا في ذلك الوقت، قبل ترقيته إلى مساعد وزير الداخلية لأمن منطقة جنوب الصعيد». 

فكرة استبدال الكفن بالدرع

وتابعت صفاء عسران: «بعد مرور الوقت، ونجاحي في إنهاء أكثر من حالة خصومة ثأر، فكرت في فكرة تريح نفوس المتخاصمين وقت الصلح، وتبعد عنهم ذكريات الدم والخصومة، وهي إلغاء فكرة تقديم حمل الكفن واستبدالها بشيء آخر أكثر رقيًا وتحضرًا.

وأوضحت أنه راق لها فكرة استبدال الكفن بالدرع، على أن يقوم الواقع عليه الحق، بحمل درعًا رمزيًا مختومًا بخاتم وشعار إحدى الجهات الرسمية، وتقديمه لصاحب الدم أو أهل القتيل، لافتةً الى أنها انتهزت فرصة مشاركتها في مسابقة بوزارة الشباب والرياضة، وكان يحضرها الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب.

وتابعت: «أنها قابلته وعرضت عليه الفكرة، وكان رد فعله سريعا، حيث رحب بها وقرر تقديم دعمه الشخصي، إلى جانب دعم الوزارة لكل المبادرات وتوفير الدروع التي أطلقا عليها درع التسامح لكل حالات إنهاء الخصومات الثأرية، وحثني وحمسني على الإسراع في تنفيذها فورًا بدلًا من حمل الكفن لأهل القتيل».

وأكملت «قاضية الصعيد»: «وجدت اهتماما كبير من وزير الشباب والرياضة بجانب اهتمام القيادات الأمنية بكل محافظة بالحالات التي أقوم بإنهاء الخصومات فيها، وكان الوزير ومعاونيه على تواصل مستمر معي لتذليل كافة العقبات، ودعم المبادرات التي أقوم بها.

واختتمت: «في أحد اللقاءات التي جمعتني بالدكتور أشرف صبحي، طرحت فكرة حفر شعار درع التسامح.. من شيم الرجال، برعاية وزير الشباب والرياضة مشمولة بتوقيع الوزير على الدرع، حيث لاقت ترحيبًا كبيرًا من الوزير، كما لاقت استحسان أهل القتيل أصحاب الدم، خاصة أن تسليم الدرع يتم في حضور قيادات وزارة الشباب والرياضة والقيادات الأمنية بالمحافظة التي يتم فيها الصلح».