اخبار السياسه «فاغنر» تطارد داعش في سوريا.. هل انتهى خطر التنظيم الإرهابي؟ (فيديو)

«فاغنر» تطارد داعش في سوريا.. هل انتهى خطر التنظيم الإرهابي؟ (فيديو)

عادت مجموعة «فاغنر» الروسية لإثارة الجدل مرة أخرى بعد أسبوع من الانتقادات التي وجهت إلى روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي، حول دور المجموعة الروسية في دعم السلطات الانتقالية في مالي، ولكن هذه المرة عن طريق سوريا، إذ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا مجموعة من الصور ومقاطع الفيديوهات التي أظهرت الإنتشار الواسع لمقاتلي «فاغنر» وهم يتجولون في البادية السورية بصحبة فرقة «صائدوا داعش» ويتحدثون فيما بينهم باللغة الروسية. 

التواجد الفعلي لمقاتلي مجموعة «فاغنر»

وغرد جندي سابق في فرقة «صائدو داعش»، والذي بات يعرف على منصتي تويتر وتليجرام باسم «محمد هنتر» بما محتواه أن التواجد الفعلي لمقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية في سوريا بدأ في سبتمبر من عام 2015، ويضيف بأن حجم المشاركة الفعلية لقوات «فاغنر» في الصراع السوري، كانت أكبر مما كان يعتقده العالم الغربي والعربي.

رواية مختلفة للأحداث

في وقت سابق من عام 2017، أعلنت فرقة «صائدوا داعش» أن تحرير بلدتي حويسيس وعقيربات في ريف حماة الشرقية تم نتاج جهود القوات المنضوية تحت لواءها، إلا أن في الوقت الحالي قدمت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي رواية مختلفة للأحداث التي جرت في الماضي، و قال إن الانتصار في تلك المعارك الاستراتيجية على الإرهاب تحقق بيد قوات «فاغنر» و كذلك شاركت «فاغنر» في معركة تحرير دير الزور، ونشر العديد من الفيديوهات لكي يثبت صحة ما يدعيه، وهي ذات المعلومات التي أكدها مركز الأبحاث الاستراتيجية و الدولية «Russia’s corporate soldiers».

وكانت قوات «فاغنر» تستخدم الدبابات والسيارات المدرعة وقذائف الهاون بشكل نشط خلال عملياتها التي نفذتها في تحرير مدينة دير الزور، إذ يظهر مقاتلين روس من شركة «فاغنر» في ضواحي مدينة دير الزور وعبورهم لنهر الفرات باستخدام القوارب المطاطية. 

وكانت روسيا تخطط في البداية لاستخدام قوات «فاغنر» في حماية المنشآت الحساسة وبعض الشخصيات الهامة، أو في عمليات نقل الأسلحة والذخائر بين المناطق والجبهات، لكنّ تدهور الأوضاع الأمنية في عدة مدن ومحافظات سورية والانتشار الكبير لعناصر تنظيم داعش الإرهابي في أوقات سابقة، أدى إلى ضرورة استخدام قوات «فاغنر» في المعارك المباشرة مع تنظيم داعش الإرهابي.

ويشير معهد أبحاث «CMI» النرويجي إلى تواجد قرابة 20 شركة عسكرية خاصة في روسيا أبرزها «فاغنر» وميزتها على الشركات الأخرى هي أنها تستطيع تنفيذ عمليات عسكرية كاملة: تحرير المدن، واقتحام مواقع العدو، فضلا عن 20 ألف شركة حماية خاصة، ورغم أن الشركات العسكرية الروسية ما تزال محظورة وغير مقننة في بلدها، فإنها تواصل العمل في الداخل والخارج.

مراحل مختلفة للعملية العسكرية الروسية في سوريا

ويوضح المعهد في دراسة له بعنوان «الاستخدام الروسي للشركات العسكرية والأمنية الخاصة.. التداعيات على الأمن الأوروبي والنرويجي»، أن الشركات العسكرية الروسية، خاصة «فاغنر»، لا يمكن وصفها بالكبيرة، لكنها نشطة للغاية، فضلا عن الإمكانات العالية التي يمتلكها مقاتلوا هذه القوات من عدة وعتاد، إذ ذكرت عدة مصادر أن فقط اولئك الذين خدموا في الجيش سابقًا وشاركوا في حروب سابقة كحرب الشيشان (1994-1996، 1999-2009)، أو حرب أوسيتيا الجنوبية (2008)، أو حرب دونباس (2014) يمكنهم الانضمام إلى قوات «فاغنر» مما يعني ميزات عسكرية كبيرة قادرة على القيام بمهام قتالية خاصة ونوعية، بحسب شبكة «سكاي نيوز عربية».

وأشارت الدراسة إلى تواجد ما يقرب من الـ 1000 إلى 3000 عنصر من قوات «فاغنر» خلال مراحل مختلفة للعملية العسكرية الروسية في سوريا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، إذ لا أحد حتى الآن يستطيع أن يجزم بعدد القوات الفعلية التي شاركت على أرض الواقع، بحسب المركز النرويجي.

وأضافت الدراسة: «أشارت عدة مراكز للبحوث والدراسات السياسية إلى دخول مجموعة فاغنر إلى العديد من الدول التي تشهد صراعات، وهذا أمر يدلل على حتمية مشاركتها في الحروب ضد تنظيم داعش الإرهابي، لكن تظل هذه المشاركة محاطة بالأسرار حتى وقتنا الحاضر، حيث إن تنظيم داعش الإرهابي تسبب في قتل و تشريد و نزوح آلاف السوريين، وما زال يتردد في نشرات الأخبار الإعلان عن الجرائم التي ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها حتى الآن، فبالرغم عن الإعلان عن زوال خطره في سوريا من قبل الكثير من الجهات إلا أنه لا يزال حتى اليوم نشطا في بعض مناطق البادية السورية، ويقوم باعتداءات متكررة على مناطق متفرقة، سواء عن طريق الكمائن أو المتفجرات أو العبوات الناسفة والتي كان آخرها في منطقة الشعلة التي استشهد فيها نحو 40 جنديا من الجيش العربي السوري».

17452265631633973086.jpg

وتشهد محافظة دير الزور غيابا للاستقرار الأمني، وتواجه الحكومة السورية صعوبة في السيطرة على الأوضاع هناك، فخلال أسبوع فقط نفذ إرهابيو تنظيم داعش الإرهابي سلسلة من الهجمات ضد عناصر للجيش العربي السوري على طريق تدمر- السخنة في الفترة بين 18 سبتمبر وحتى 21 من الشهر ذاته، وكذلك تعرضت إحدى القوافل العسكرية لكمين نصبه تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح 19 جنديا من قوات الجيش العربي السوري.

ووفقا للنتائج التي أحرزتها قوات «فاغنر» في محاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا فإن هذا النوع من القوات يبدو سلاحا فعالاً في الحرب ضد الإرهاب، بحسب الدراسة النرويجية.

ويرجع تأسيس «فاغنر» عام 2014 إلى ديمتري أوتكين، العميد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، وظهرت لأول مرة شرقي أوكرانيا ثم نشطت في جزيرة القرم، ويتولى «أوتكين» القيادة الميدانية والجوانب التقنية الخاصة بعملها.

وتقدر تحقيقات صحفية روسية عدد المنضمين لـ«فاغنر» بما يتراوح بين 3500 و5 آلاف مقاتل، بعضهم ذوو أصول من دول الاتحاد السوفيتي السابق القريبة من روسيا.

واعتبر مراقبون في أحاديثهم لقناة «سكاي نيوز عربية»، أن الشركة العسكرية الروسية الخاصة «بمثابة ذراع غير رسمية لموسكو»، من أجل ترسيخ تواجدها في المناطق التي ترغب في مد نفوذها إليها.

انتقادات أوروبية لروسيا 

وفي سياق متصل، تجددت التوترات بين مالي وفرنسا، بعد أن أدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات جديدة، شكك بها في شرعية القيادة المؤقتة للدولة الإفريقية، حسبما أفادت وكالة «بلومبرج» للأنباء الأربعاء الماضي، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية في مالي إلى استدعاء السفير الفرنسي لدى البلاد. 

وانتقد الاتحاد الأوروبي وفرنسا توجه الشركة الروسية للعمل في مالي، وهو ما ردت عليه موسكو بأن الحكومة الانتقالية هي التي طلبت من المجموعة المساعدة في القتال ضد المتمردين، وأن الحكومة الروسية لا علاقة لها بهذا التعاون، بحسب شبكة «سكاي نيوز».

ويذكر أنّ حدّة التوترات تصاعدت بين فرنسا ومالي منذ أن اتهم رئيس وزراء مالي، شوجيل كوكالا مايجا، فرنسا بالتخلي عن بلاده «في منتصف الطريق» في المعركة ضد المتطرفين.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى