اخبار السياسه لحق بابنيه وزوجته.. «محمد» توفي أثناء تلاوة القرآن في عزاء بالقرين

عاش الشيخ الثمانيني «محمد حسن الفردي»، ابن عزبة «الفردية»، التابعة لمركز القرين بمحافظة الشرقية، مكرساً حياته لتلاوة كتاب الله، وتعليم الأجيال قراءة وحفظ القرآن الكريم، ورغم تعرضه لابتلاءات كثيرة، تمتلت في وفاة ابنيه ثم زوجته واحداً تلو الآخر، وإصابته بالعديد من الأمراض، ظل صابراً ومحتسباً، لم يعترض على قضاء الله وقدره، إلى أن مات على ما عاش عليه، وفاضت روحه إلى بارئها وهو يتلو آيات الذكر الحكيم، في عزاء أحد أبناء القرية، ليرزقه الله حسن الخاتمة، وسط دهشة كثيرين من الأهالي، الذين تمنى بعضهم أن يموت على نفس الحال.

حزن بعد وفاة الشيخ محمد حسن الفردي

أثار خبر وفاة الشيخ «محمد الفردي»، 80 سنة، حالة من الحزن بين أهالي عزبة «الفردية»، ومحبيه من أبناء مركز القرين، بمحافظة الشرقية، وانتقلت حالة الحزن لتجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحول موقع «فيسبوك» إلى دفتر عزاء، وانهالت التعليقات التي تضمنت عبارات الدعاء للشيخ الراحل بالرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله بالصبر والسلوان.

ابن شقيق الشيخ الراحل يروي تفاصيل وفاته وهو يقرأ القرآن

قال «محمد السيد منصور»، إمام وخطيب بإدارة أوقاف القرين، ابن شقيق الشيخ الراحل «محمد حسن الفردي»، إن عمه الراحل «كان أباً ومعلماً ومربياً وناصحاً وأميناً، عمر حياته بتلاوة كتاب الله عز وجل، واشتغل في تحفيظ كتاب الله، وعلم أجيالاً يتسابقون في حفظ القرآن الكريم، وكان نعم المعلم والمربي».

وتابع أن الشيخ الراحل كان يحضر عزاءً في أحد السرادقات بالقرية، ويقرأ من خواتيم سورة القمر وفواتيح سورة الرحمن، وافتتح تلاوته بقراءة آية (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)، واختتم تلاوته، بينما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهو يردد (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، مشيراً إلى أنه قالها 3 مرات، ثم صعدت روحه إلى بارئها، لافتاً إلى أن الأهالي تجمعوا حوله ونقلوه إلى المستشفى، فأخبرهم الطبيب أنه توفي.

الصبر على الابتلاءات وحسن الخاتمة

وأردف: «نحمد الله سبحانه وتعالى على حسن الخاتمة، ونسأل الله أن يرزقنا هذه الخاتمة، ويجعل عمله الصالح في ميزان حسناته، ويرزقنا الصبر والسلوان على فراقه»، وتابع أن الشيخ الراحل ترك فراغاً كبيراً، فكان من أهل الواجب، وكان صبوراً، وابتلاه الله بفقدان أولاده الاثنين، الأول توفى إثر إصابته بالسرطان، والثاني توفي في حادث، فصبر واحتسب، ثم توفت زوجته فصبر واحتسب أيضاً.

وأوضح  أن الابن الأول توفى وهو في الفرقة الرابعة في كلية الدعوة الإسلامية، وتوفى ابنه الثاني بعد ذلك، ثم توفيت زوجته منذ ما يقرب من عامين، وكان صابراً محتسباً، كما ابتلاه الله بعدة أمراض في جسده، ومع ذلك كان لا يتوانى عن العمل والانشغال بكتاب الله تعالى، مشيرا إلى أنه كان من أعلام القراء بمركز القرين ومحافظة الشرقية.

كان معلم وأب لأجيال

وأضاف «خالد أحمد خالد»، إمام بأوقاف إدارة شمال أبو حماد: «فقدنا أباً وشيخاً ومربياً ومعلماً وروحاً كانت بيننا تسعى بكتاب الله جل وعلا، ونسأل الله أن يرحمه رحمةً واسعةً، كان بالنسبة لي أباً، وكان ابنه صديقي، ودامت صداقتنا سنوات طويله، حتى توفى إثر إصابته بالسرطان»، لافتاً إلى أنه عندما أنجب طفلاً أسماه باسم «محمود»، وهو نفس اسم صديقه الراحل، ابن الشيخ «محمد الفردي».

الشيخ الفردي كان يختم القرآن من بعد الفجر وحتى الظهر

وأضاف: «يوم الجمعة الماضية، جاء إلى المسجد ليصلي معي، وطلبت منه أن يصلي بنا إماماً، وبعدها جلسنا سوياً في المسجد، ثم التقيت به بعد يومين في المسجد، وعندما طلب مني أن أكون إماماً، رفضت حتى يكون هو الإمام إجلالاً واحتراماً وتقديراً له، وكان يختم القرآن من بعد صلاة الفجر حتى صلاة الظهر، وذكرنا بالإمام الشافعي، الذي كان يختم القرآن 60 ختمة في الشهر الواحد».

رغم كبر سنه كان يحرص على الصلاة في المسجد

وتابع «الشيخ خالد» بقوله: «كنا معه في العزاء، يستقبل الأئمة ليجلسهم بجواره، ثم تركنا وذهب ليصلي العشاء في المسجد، ولم يصلي معنا في العزاء كباقي المشايخ، حيث أصر على الصلاة في المسجد، رغم كبر سنه، وعاد للعزاء بعد أداء الصلاة، وبدأ بتلاوة سورة القمر، ثم سورة الرحمن، حيث فاضت روحه إلى بارئها».

رؤية الشيخ الراحل زوجته وابنيه المتوفين في المنام قبل وفاته

ولفت إلى أن الشيخ الراحل رأى رؤيةً منذ شهر، حيث قص عليه أنه رأى زوجته وابنيه الراحلين، وقالت له زوجته: «ألا آن الأوان أن تأتي إلينا»، واختتم حديثه قائلاً: «نسأل الله أن يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم الفردوس الأعلى».