اخبار السياسه أمينة صبري تحكي عن دور «صوت العرب» في قضايا الأمة: «حملتها على كتفها»

أصوات شهدت على الكثير من الأحداث التاريخية، علقت في آذان الأمة العربية بجملة رنانة «صوت العرب من القاهرة»، منذ انطلاق إذاعتها في 1953، مستمرة لـ68 عامًا، كانت خلالها «إذاعة صوت العرب المصرية» الناطق بلسان الأمة العربية، والشاهدة على أهم أحداثها، منها نصر أكتوبر العظيم، ومن قبله تأميم قناة السويس، والعدوان الثلاثي، وحتى لحظات الانكسار في نكسة 1967، وهو ما يلقي الضوء عليه الفيلم الوثائقي «صوت العرب»، من إنتاج وحدة الأفلام الوثائقية بشبكة قنوات DMC.

أمينة صبري: «صوت العرب» إيمان من عبدالناصر بعروبة المنطقة

من بين الشاهدين على بعض هذه الأحداث، أمينة صبري، رئيس شبكة صوت العرب الأسبق، التي تحدثت عن دور «إذاعة صوت العرب المصرية» في أهم قضايا الأمة العربية، قائلة إن كل خدمة عالمية لا بد أن يكون المخطط لها واضع أهدافها، ومنذ بداية انطلاق «صوت العرب» كان هدفها إيمان جمال عبدالناصر بعروبية المنطقة، والمصير الواحد لها، وأهمية أن تأخذ البلدان العربية مصيرها في إيديها، وتتحكم في ثرواتها وقراراتها المصيرية بنفسها.

رئيس «صوت العرب» الأسبق: «ناصر» أدرك أهمية الإعلام

ثورة 23 يوليو كان من بين دوائرها المهمة في سياستها الداخلية والخارجية هى الدائرة العربية، بحسب حديث «صبري» مع «الوطن»، مضيفة أن الدائرة العربية كانت في قلب السياسة المصرية الخارجية، والتي تبنتها ثورة 23 يوليو، ونظرًا لأن جمال عبد الناصر، لم يكن هو مفجر ثورة 23 يوليو فقط، ولكنه بجانب ذلك كان مثقفًا أدبيًا وسياسيًا لدرجة عالية، ما جعله يدرك أن نجاح السياسة متوقف على وجود منصة إعلامية أو عرض إعلامي لأفكارها، حتى تقنع بها الناس، وضرورة وجود حامل لهذه الأفكار للمستهدف، مستكملة أن «عبدالناصر» أدرك أهمية الإعلام في الترويج لسياسات ورؤوي معينة، وإنشاء رأي عام معين.

تأثيرات «صوت العرب» في القضايا العربية الهامة

«صوت العرب» كانت نشأتها لتحمل رؤية مصر العربية للوطن العربي، وتبني القضايا الوطنية العربية، من بداية نفي فرنسا لملك المغرب، والتي كان لـ«صوت العرب» دور مهم في الاعتراض على أنه ليس من حق فرنسا ذلك، وأن البلدان العربية هى صاحبة القرار في حاكمها، وبسبب ذلك الضغط خضعت فرنسا، وأعادت السلطان محمد مرة أخرى، وكانت هذه بداية انطلاقة تأثير «صوت العرب» في الأمة العربية، حسبما أوضحت «صبري»، ومنها تبنت باقي القضايا العربية، مثل احتلال جنوب اليمن، وقضايا الجزائر واليمن والأردن، وغيرها، لافتة إلى أن «صوت العرب» حملت راية التوجه العربي والعروبي للسياسة المصرية، خاصة وأن «عبدالناصر» كان يؤمن بأن أهمية مصر في تأثيرها على محيطها.

صبري: نقلنا نبأ انتصار أكتوبر بتأنٍ خوفا على سمعة الإعلام المصري 

بداية عمل أمينة صبري، لإذاعة «صوت العرب» كان قبل انتصار أكتوبر المجيد، مستعيدة ذكريات تلك اللحظات التاريخية التي شهدت عليها، وأن ذلك النصر الكبير أعاد التوازن النفسي للمصريين، بعد نكسة 67، متحدثة عن المشاعر التي عاشتها في لحظات إعلان الانتصار، وعبور الجيش المصري خط برليف، حيث كانت في هذا الوقت مذيعة صغيرة في «صوت العرب»، موضحة أنه برغم الفرحة الشديدة، إلا أنهم كانوا يشعرون بالمسؤولية في نقل أنباء الانتصار بشكل من التأني والهدوء، والتأكد من جميع التفاصيل قبل إذاعتها، خوفًا على مصداقية الإعلام المصري: «مكناش بنروح»، مضيفة أن أغلب الأدباء والفنانين تواجدوا في «صوت العرب» للتبرع والمشاركة في ذلك الانتصار، مثل عبدالحليم حافظ، بليغ حمدي، شادية، وردة.