اخبار السياسه «مش عارفين نتجوز ولا نروح مستشفى».. صرخة فتاتين يرفض والدهما الاعتراف بهن

فتيات لم يرحمهن الآباء، يتجرعن آلاما نفسيًا، يواجهن مستقبلا غامضًا، فاض بهن الكيل، في ظل تهرب الوالدين تحمل مسؤوليتهن، والاعتراف بكيانهن وأقل حقوقهن في الحياة، فهم «آباء مع وقف التنفيذ». 

في محافظة بورسعيد، تعيش الفتاتان فيروز وملك، في حزن وظلام دامس، لم يستطيعا أن يروا النور ، ويخرجن من منزلهن مثل سائر الفتيات الأخريات، والذهاب إلى المستشفى حال مرضهما، فهما شقيقتان لايمتلكان أي مستند رسمي يثبت هويتهما، فهم ضحايا الزواج العرفي  مجهولي النسب ، على الرغم من أن والديهما على قيد الحياة، فإنه يرفض الاعتراف بهن، بعد زيجة «عرفي»، انفصلا عن بعضهما واختفت الأم عنهما وتركتهما بمفردهما، يصارعن الحياة من أجل البقاء، بينما استمر الأب معهما رافضًا أن يعترف بهما.  

فيروز:  الأب والأم تزوجا عرفي ورفضا الاعتراف بنا

وتحكي «فيروز» أن والدها ابن محافظة بورسعيد، تزوج أمها من محافظة السويس، زواج عرفي، واستقروا فى الإسكندرية وأنجبوها وأختها ملك، ثم حدث بينهما خلاف وقطعا الورقة العرفية، قائلة: « تركت أمنا المنزل ولم نعرف عنها شىء منذ كان عمري سبع سنوات، وعاد أبى بنا إلى بورسعيد ونشأنا معه، وتنقلنا من منزل إلى منزل، وأحيانا يتركنا أبي عند الجيران أو الأقارب ولم ندخل المدرسة لأننا مجهولان النسب». 

لم ندخل المدرسة مثل البنات والأب تهرب من المسؤولية

وتابعت: « كنت أسأل أبى لماذا لا ندخل المدرسة ولا نعرف القراءة والكتابة مثل البنات، يقول لأن ليس لنا ورق، وكان أبي دائم التهرب من الأمن لقيامه بأعمال مخالفة للقانون، وجرى حبسه سنة وتركنا فيها من بيت لأخر، وعند الأقارب ويحنوا علينا البعض حتى خرج أبى من السجن وقاطع أقاربنا وبدأنا نفهم أنه ليس لدينا شهادة ميلاد، وبالتالي لا توجد بطاقة شخصية، وبقينا مجهول النسب،  ومع ذلك حافظنا على نفسنا من طريق السوء رغم كل المؤثرات حولنا وغياب الأم والأب». 

وأردفت «فيروز»: «كلما نبحث عن عمل يتطلبوا أوراق رسمية وتزوج أبى بأخرى فى هذه الفترة وحدث بينها وبيننا مشكلات وتركنا المنزل، وجلسنا عند جارة لنا أيام، بس متحملتناش، لأن ظروفها صعبة، وحاليا نسكن عند صديقة لنا أهلها ناس طيبين يعاملونا معاملة حسنة». 

وأوضحت الفتاة أنها طلبت وأختها مرارًا وتكرارًا من أبيهما الاعتراف بهما وبنسبهما له رسميًا لكنه رفض، لخوفه تحمل المسؤولية كما يدعى، مشيرة إلى أن والدها هارب من أحكام قضائية، وإذا ذهب إلى المحكمة لإثبات نسبنا سيجرى القبض عليه، «لا أستطيع الذهاب إلى المستشفى لأننا ٍمجهولي النسب وليس معنا بطاقة شخصية». 

وأشارت «فيروز»  إلى أن والدهما كتب ورقة ووقع عليها ببصمته بعد تدخل العقلاء، أنهما بناته ومن صلبه نتيجة زواج عرفي بأمي لكنه رفض توثيقه بالشهر العقاري لنقدمها في المحكمة، مضيفة أنها توجهت لأقسام الشرطة لتثبتها فى محضر رسمي، إلا أنهم رفضوا مطالبين بطاقات شخصية لنا ووجود الأب، منوهة بأنهما استعانا بمحامين لاتخاذ الإجراءات القانونية لكنهم يطلبون أجرًا كبيرًا، وبعضهم ترك عنده الورق أكثر من سنة ولم يرفع القضية. 

وفي السايق ذاته، تقول «ملك»: تخطينا السن الثامن عشر ومجهولين النسب غير مقيدين بالدولة ونعيش واقع صعب، وتخلى الأب عنا ولا نجد من يساعدنا، اتخطبت أنا وأختى لشابين يخافوا علينا، لكن نريد الزواج ولا نريد أن نكرر ما عانيناه مع أولادنا ليخرجوا إلى الدنيا أيضا مجهولين النسب وأوراق رسمية». 

وأضافت إنهما تواصلوا مع مديرة التضامن الاجتماعي فى بورسعيد،  ليجرى إيداعهم فى دار القاصرات خوفا من الخروج للشارع لكن إدارة الدار رفضت، لأننا تجاوزنا السن الثامن عشر، مؤكدة أن أهل صديقتها التي يقيمون عندنا تشجعنا فى البحث عن مخرج لإصدار شهادات ميلاد رسمية، ولكن نريد أوراق رسمية لنشتغل ونصرف على نفسنا بدلًا من أن يحنوا علينا الآخرين». 

وفي السايق ذاته، طالبت الفتاتين من المسؤولين بمساعدتهن واتخاذ الإجراءات لإثبات النسب.