رياضة عالمية الأربعاء تقرير.. مورينيو وكرة الثلج.. المدرب الذي عمل مترجماً وليس العكس

رياضة عالمية الأربعاء تقرير.. مورينيو وكرة الثلج.. المدرب الذي عمل مترجماً وليس العكس
رياضة عالمية الأربعاء تقرير.. مورينيو وكرة الثلج.. المدرب الذي عمل مترجماً وليس العكس

تقرير.. مورينيو وكرة الثلج.. المدرب الذي عمل مترجماً وليس العكس

عمر عبد الله

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 11:46 مساءً كتب: عمر عبد الله

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 09:23 م

الخطا الشائع هو كرة ثلج تسير بسرعة ولا تحتاج سوى لمنحدر صغير من التصديق، ومن ثم الترديد، لتصبح مع الوقت عملاق لا يمكن الوقوف أمامه، وقتها تتحول كرة الثلج إلى خطر داهم لكل من يحاول الوقوف أمامه، وهكذا الأخطاء الشائعة التي توارثتها الأجيال ويدفع ثمنها من يحاول البحث عن الحقيقة.

والحقيقة أنه لم يكن يومًا فقط مترجمًا، فهو قد مارس كرة القدم بشكل احترافي، لم يكن دخيلًا عليها، ولكن يبدو أن أحد ما في سالف العصر قرر أن يمنح الرجل شيئًا استثنائيًا كما قال هو عن نفسه يومًا ما فقال عنه جملة واحدة، كانت بمثابة النواة لكرة الثلج :"مورينيو لم يمارس كرة القدم أبدًا، هو مترجم بوبي روبسون، ومن وقتها استهوته الأمور وبات مدربًا".

من هنا بدأت كرة الثلج التي أحاطت بالمدرب البرتغالي العنيد، جوزيه مورينيو بهالة الرجل الذي جاء من المكتب إلى الملعب، وفي الحقيقة أن الأمر عكس ذلك تمامًا.

جوزيه فيلكس دوس سانتوس مورينيو، المولود في ضاحية سيتوبال بالعاصمة البرتغالية لشبونة في بدايات العام 1963، لم يكن دخيلًا على الكرة إطلاقًا بل على العكس، هو ابن كرة القدم إن صح التعبير، والده فيلكس مورينيو، كان حارسًا للمرمى، نعم هي الحقيقة مورينيو ليس مترجما تعرف على الكرة في برشلونة جالسا بجوار بوبي روبسون، هو نجل فيلكس مورينيو، حارس مرمى سيتوبال و بيلنينسيش البرتغاليين، والذي خاض معهما ما يقرب من 274 مباراة حارسًا للمرمى في الفترة ما بين 1955 وحتى اعتزاله عام 1974.

حتى هذا الأمر لم يكن الحقيقة وحده، ولكن الحقيقة أيضًا أن والد مورينيو كان مدربًا، عمل بعد اعتزاله مديرا فنيا لفرق عدة، أبرزها سيتوبال وريو أفي و يونياو ليريا ويونياو ماديرا، جميعها فرق متوسطة في الكرة البرتغالية، ولكنها كانت أحجار صغيرة، رصها القدر بدقة متناهية لتشكل شخصية مثيرة للجدل سيتابعها عشاق كرة القدم حول العالم.

مورينيو الأب هو ملهم مورينيو الأبن، بكل بساطة فتن الولد بأبيه، فكان يريد أن يصبح مثله، عشق كرة القدم، حاول أن يكون لاعبًا للوسط، بعد أن فشل في أن يكون حارسًا للمرمى.

مورينيو بالفعل لعب لأندية كثيرة كلاعب محترف، شارك في الدوري البرتغالي، كان لاعبًا في وسط الملعب، ولكنه لم يكن متميزًا، كان بطيئا ضعيفًا، ولكنه كان ذكيًا، مثل أندية بلينينسيش و ريو أفي، ووضح نبوغه في التعامل مع زملائه في غرفة الملابس، ولكنه في النهاية وجد أنه أمام مفترق الطرق، إما الاستمرار كلاعب ولن يصل إلى ما تصبو إليه شخصيته، أو يتحول إلى التدريب، القسم الثاني من حياة والده، وحسم مورينيو اختياره عام 1987 وقرر ترك الملاعب بعد فترة قصيرة في الدرجة الأولى وعالم والمحترفين.

الحقيقة الثانية التي دهستها كرة الثلج، أن مورينيو لم يعمل في كرة القدم قبل عمله كمترجم، خطأ كبير أخر، مورينيو وهو في سن الثالثة والعشرون تولى مهمة المدير الفني لفريق 17 سنة لنادي سيتوبال البرتغالي، وكانت البداية، هو مديرًا فنيًا بالفطرة، هنا علم الولد المفتون أنه سيحقق حلم أبيه، سيصبح ذا شأن في عالم كرة القدم الذي أفنى فيه الوالد عمره، الآن يا أبي ستبدأ المسيرة، رأيت في عينك نظرة الحسرة على ملاعب لم أشعلها لاعبًا، فصبرًا لقد دخلت عالمك من باب أخر، وأكملت الجزء الثاني من مسيرتك.

عامين فقط وتولى مهمة فريق 19 عاما في النادي نفسه، قبل أن يأتي رجلُا إنجليزيًا أشيب الشعر، لا يعرف عن البرتغال الكثير، ليختار الشاب الواعد ذو الشعر الأسود الثائر مساعدًا له في أندية شتريلا أمادورا وأوفارينسي وسبروتنج لشبونة، ثم ينتقل ليساعد لويس فان خال في بورتو، جوزيه مورينيو، "المترجم" خاض 5 سنوات وما يقرب من 250 مباراة كمساعد للمدرب لإثنين من أكبر المدربين في العالم وقتها، كل هذا قبل تجربة برشلونة، التجربة التي حسب الكثيرون عليها مورينيو بأنها كانت نقطة البداية.

ما بعد برشلونة تاريخ، صنعه جوزيه، عمل في الفريق الكتالوني مساعدًا ومترجمًا، قبل أن يعود كرجل أول، مع بنفيكا، عام 2000، ومن بعدها بورتو وبدأت رحلة الألقاب.

متى انهار مورينيو؟ الرجل القوي الذي عاش حياته من أجل أباه، بعد تجربة ريال مدريد عاد مورينيو من جديد إلى تشيلسي، في موسمه الأول توج بلقب الدوري، في موسمه الثاني فقد الرجل أعصابه، فقد كل شيء، فقد شغفه واتزانه، حالة والده الصحية تتدهور، يرحل مورينيو عن تشيلسي يظل بجانب والده، يأتيه عرض اليونايتد، يوافق، يتخبط أكثر.

صحة والده ليست على ما يرام، في يونيو 2017، بعد أيام قليلة من تتويج جوزيه بلقب الدوري الأوروبي، توفي فيلكس مورينيو عن عمر 79 عامًا، انهار الرجل القوي، صور جوزيه في جنازة والده توضح كل شيء، جوزيه مورينيو فقد السبب الرئيسي لقتاله في الحياة، عاش ليرفع اسم والده بعد أن خذله لاعبا، فقد تفوق الوالد داخل المستطيل الأخضر، واكتسح الابن على الدكة، مسيرة الإبن أسطورية كمدرب، ولكنها كانت لوعد قطعه على نفسه من أجل والده، الآن كل شيء انتهى.

مورينيو وحيدًا، لا طاقة له اليوم بالقتال في كرة القدم، رجل التفاصيل الصغيرة تجاوزته الأحداث، خسر كل شيء، سمعته علاقاته باللاعبين، قوة شخصيته، كل شيء انهار بعد الخامس والعشرون من يونيو، وقت أن غادره الملهم، ليرحل بعدها من يونايتد بأسوأ صورة في مسيرته.

مورينيو، عاد من جديد في المدينة التي أحبها، مورينيو الآن في لندن من جديد، ولكن بدون الأب، هو الآن طفل في السادسة والخمسين مسئولاً عن نفسه، رجل دهسته كرة الثلج وحركه ارتباطه بأبيه، الآن عاد من جديد، اختار التحدي الصعب من جديد، ذهب للاختبار بنفسه، غير مساعديه وبدأ من الصفر.

جوزيه مورينيو، المدرب الذي عمل مترجمًا، وليس العكس، أهلا بك من جديد في عالمنا المشترك.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر يلا كورة وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى