رياضة عالمية الجمعة كيف وضع جوارديولا خطة فوز مان سيتي بالدوري؟ احتلال ثلث الملعب

كيف وضع جوارديولا خطة فوز مان سيتي بالدوري؟ احتلال ثلث الملعب

الجمعة 17 مايو 2019 02:46 صباحاً كتب: هادي المدني

الخميس 16 مايو 2019 11:08 م

لك أن تتخيل أن فريقًا استطاع أن يجمع 198 نقطة في بطولة الدوري المحلي على مدار 76 مباراة، شهدت تسجيل 201 هدفًا، ثم بعد استيعاب الأمر تصع في حساباتك أن هذا الفريق ينافس في "بريميرليج" البطولة صاحبة أكبر عدد من الأندية الفائزة باللقب بين دوريات أوروبا الكبرى خلال السنوات العشر الماضية.

إنه مانشستر سيتي أفضل فريق لمس الكرة خلال العامين الماضيين الفائز بالدوري الانجليزي بعد أقوى صراع في تاريخ حقبة بريميرليج مع المنافس الشرس غير المحظوظ ليفربول.

لكن كيف رسم بيب جوارديولا تلك الخطة التي اعتمد عليها في مواجهة 19 ناديًا وزار الشباك خلال 36 مباراة من أصل 38 خلال الموسم الحالي؟

في بداية مسيرة جوارديولا مع مانشستر سيتي، قال المهاجم الانجليزي السابق ستان كوليمور: "إذا كان بيب جوارديولا يظن أنه ليس بحاجة لتعليم لاعبيه العرقلة (تاكلينج)، أو رقابة رجل لرجل، فإنه سوف يعود إلى إسبانيا يجر أذيال الخيبة."

لكن جوارديولا رد آنذاك قائلًا: "أنا لا أدرب اللاعبين على العرقلة لاستخلاص الكرة، أنا أريد أن ألعب بشكل جيد، أسجل أهداف، وأبحث عن المزيد، لذا لست بحاجة لذلك، لكن أعدك إن فشلت في هذا، سوف أعود إلى بلدي."

استطاع بالفعل جوارديولا أن يحقق هدف، حيث أن صاحب المركز الأول في الدوري الانجليزي هذا الموسم في الفوز على أرضة (18)، وخارج الأرض (14)، تسجيل الأهداف (95)، التسديد (683)، التمرير، الاستحواذ على الكرة (68.1%) ، كما أنه صاحب المركز الأخير في العرقلة (518).

الخسارة المبكرة التي تعرض لها مانشستر سيتي أمام ليون في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لعبت دورًا هامًا في استيعاب جوارديولا لضرورة أن يكون مرنًا بعض الشيء ويتخلى في بعض الأحيان عن فلسفته في إمتلاك الكرة والدفع بتشكيل هجومي على الدوام بعض النظر عن المنافس، وهو أمر كان له أهميته في عدة مواجهات في مراحل متقدمة من الموسم.

فكرة جوارديولا مع بداية الموسم اعتمدت بشكل أساسي على ضغط المنافس في الثلث الأخير من الملعب، وتوزيع اللاعبين بأكبر اتساع ممكن بين خطي التماس وإمتلاك الكرة على الدوام حتى تحدث ثلاث أشياء:

- تسجيل هدف: عادة ما يكون من خلال الاختراق من الأطراف بالتمريرات القصيرة المتعددة بين الجناح ولاعب الوسط المجاور له، وفي أغلب الأحيان كان الجناح الأيمن يلعب بيمينه، ولاعب الوسط الأيمن أعسر، والعكس في الجانب الأخر، لتكون كافة الخيارات متاحة فهذا يلعب عرضية قوية متوسط الإرتفاع يستقبلها لاعب العمق بالتسديد على المرمى، وذاك يمتلك خيار الاختراق في العمق أو إعادة التمرير للجناح ليخترق هو بعض ضرب التمركز الدفاعي للمنافس.

- ضربة مرمى أو ركنية: يحرص جوارديولا بشكل أساسي على ألا يفقد الكرة بالشكل الذي يسمح للمنافس بشن هجمة سريعة وهو الأمر الذي عانى منه كثيرًا في موسمه الأولى 2016-2017، لذلك فإن أن تحتسب الكرة ركلة مرمى أو ضربة ركنية.

- ارتكاب خطأ: إذا فقد لاعب الكرة يجب أن يكون هناك من يقوم بتغطيته بمحاولة استخلاص الكرة من المنافس بأي شكل، أو ايقاف اللعب عن طريق ارتكاب خطأ، وعادة من تكون هذه المهمة من لاعب الوسط المدافع، قلبي الدفاع أو اللاعب الذي لا يمتلك الكرة على الأطراف، وهذه النقطة تحديدًا كانت سر نجاح مانشستر سيتي في مواجهة الهجمة المرتدة السريعة.

هجوم مانشستر سيتي الدائم كان يشبه حركة الزجزاج، خفة شديد وتفاهم بين اللاعبين بدون كرة، وسرعة في التمرير وقدر عالية على المراوغة جعلت عملية الوصول للمرمى تبدو كمهمة مستحيل ألا تتحقق.

هذا الأسلوب الذي يبدو كألة موسيقية تنتج ألحان عذبة متقنة كان مثاليًا في مواجهة بعض الخصوم خاصة الذي يرتكن منهم للدفاع، أو من يمتلك ملاعب صغيرة ولها بعض الخصائص الصعبة كتأثير الرياح على حركة الكرة، وهو شيء صعب على ملاعب، فولهام، كريستال بالاس، برايتون، بيرنلي، وواتفورد، لكن أصحاب القمصان السماوية يلعبون دائما على الأرض تمريرات قصيرة ومتعددة تربك التنظيم الدفاعي المتكتل، ويجيدون المراوغة فلا يمكن للمنافس توقع إن كان المهاجم سيحاول المرور أم سيمرر، ويغيب تأثير الرياح حين تُسدد الكرة من مسافات قريبة من المرمى وأحيانًا على بعد أمتار قليلة من المرمى.

فإذا كان مانشستر سيتي قد نجح في التعامل مع الفرق متوسطة المستوى والصغيرة من الناحية الهجومية، والدفاعي يظل بحاجة إلى أسلوب مختلف لمواجهة الأندية الكبرى التي تمتلك القدرة على إيقافه بنوعية لاعبين أفضل وطموحات أكبر.

تعامل جوارديولا مع المواجهات الكبرى وإن كان قد خسر واحدة أمام تشيلسي، وتعادل في الأخرى أمام ليفربول خارج الأرض، لكنه كان متميزًا في التلون أمام الخصم بالشكل الذي يسمح له بتحقيق النتيجة الجيدة.

حين خسر جوارديولا أمام تشيلسي ربما تكون كانت المواجهة الأسوأ بالنسبة لمان سيتي بالرغم من أنه امتلك الكرة كثيرًا في الشوط الأول، لكن التعادل مع ليفربول في آنفيلد شهد إهدار ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة كانت كفيلة بحسم النقاط الثلاث بعد سنوات لم يذق فيها السكاي بلوز طعم الفوز على ملعب عصيب للغاية بالنسبة لهم.

لكن ماذا يختلف في مانشستر سيتي أمام الكبار؟

- كانت النقطة الفارقة هو إدراكه لعدم إمكانية الاعتماد على عنصر واحد في وسط الملعب بخصائص دفاعية بحتة وهو فيرنادينيو، فوضع بجانبه لاعب له قدرات دفاعية، وهو جوندوجان سواء بدأ أساسيًا أو شارك في وقت غير قليل من الشوط الثاني على حساب دافيد سيلفا تحديدًا.

- عدم السماح للأطراف الدفاعية بحرية كبيرة في التقدم للأمام كان من أهم الأشياء، حتى يحرم المنافس من استخدام سرعة لاعبيه أو المهارة بإرسال الكرات سريعًا بتمريرة طولية واحدة خلف المدافع المتقدم.

- برناردو سيلفا كان بمثابة كنز بالنسبة لطريقة لعب مانشستر سيتي فهو اللاعب الذي يفعل كل شيء، ممرر جيد، ينفذ التعليمات بدقة سواء تواجد في الوسط أو كنجاح، يلعب في وسط الملعب وفي الجناح، يهاجم جيدًا ويدافع جيدًا، ويتحرك بدون كرة.

- بدلًا من أن يمارس مانشستر سيتي عادته في امتلاك الكرة بالثلث الأخير من الملعب يفعل الأمر نفسه في الثلث الأوسط، وهو أيضًا شيء يوقف الهجمات السريعة من جانب الخصم من خلف قلبي الدفاع أو من أحد الأطراف.

- أحيانًا ما كان يلعب بدون إصرار على إمتلاك الكرة وهو الأمر الذي حدث في مواجهة ليفربول على ملعب آنفيلد.

قدرة جوارديولا على التلون في خططته، ليس بالإختراع كما اعتاد في السنوات الماضية، لكن بقراءة المنافس والاستسلام أحيانًا لضرورة تركيز القوة الدفاعية، كانت العنصر الأهم في مشوار مانشستر سيتي بالدوري خلال الموسم الحالي.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر يلا كورة وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى