رياضة عالمية الأربعاء عقل المباراة.. يوم للتاريخ .. أياكس بالكرة الشاملة يصنع كابوسا للسيدة العجوز والسيرك مستمر 

الأربعاء 17 أبريل 2019 11:42 ص

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.

لا شك أن أليجري هو أحد الموهوبين الكسالي في عالم التدريب في كرة القدم كما ذكرت من قبل ولكن سقطته الكبري كانت في المقولة الشهيرة (من يريد المتعة فليذهب إلي السيرك ) .

في السيرك يوجد الكثير من الفنون منها ترويض الأسود والالعاب الاكروباتية والمهرجين وهناك ايضا السحر.

وفي كرة القدم لا يوجد تفسير علمي للسحر إلا عن طريق الكرة الشاملة، فكما يحاول الساحر أن يستغل إنشغال المتفرجين بشىء ليقوم بشيء مختلف فيثير انبهارهم، تأتي الكرة الشاملة لتضع المشاهدين في السيرك ( أقصد ساحة الملعب ) يقفون منبهرين بمدي سهولة تناقل الكرة بسهولة حتي لحظة التهديف.

إذا كنت قد شاهدت مباراة أياكس ويوفنتوس بالأمس فأنت من المحظوظين، كأنك سافرت عبر آلة الزمن لتري مباراة من الزمن القديم، مباريات أياكس في السبعينيات في دوري الأبطال أو مباراة ألمانيا وهولندا في نهائي كأس العالم 1974

بنفس التفاصيل البسيطة التي بدأت بها الكرة الشاملة بدأ أمس إيريك تين هاج مدرب أياكس إمستردام خطته لنصب السيرك مستعينا بخطة 4-2-1-3 ..بتواجد لاعب ذو طابع خاص ( فان دي بيك ) لا تستطيع تصنيفه كلاعب إرتكاز ولا هو بصانع ألعاب ولا هو مهاجم متأخر ولا برأس حربة ولكنك ستجده في كل هذه الأماكن يؤدي السهل .

(كرة القدم لعبة سهلة ولكن لعب الكرة السهلة أمر في غاية الصعوبة ) ..مقولة عراب كرة القدم يوهان كرويف ، كيف يدير تين هاج منظومة أياكس وكيف جعلهم يلعبون الكرة كما رأينا بالأمس ؟

هل تتذكر كيف كنا نلعب قديما ونحن صغار ؟ الفطرة كانت تجعلنا نذهب جميعا إلي المكان الذي تتواجد فيه الكرة ، نعم الإنتشار هام جدا للسيطرة علي مساحات الملعب ولكن والكرة معك يجب أن تسيطر أولا علي الكرة ولا تفقدها قبل أن تفكر في السيطرة علي المستطيل الأخضر.

الصراعات الفردية في موقف الجناح لاياكس ضد الظهير لليوفي يقوم بتغطيتها قلب الدفاع جهة الظهير مع تراجع الجناح الهجومي للسيدة العجوز هذا يستلزم عنصرا هجوميا زائدا يتحرك لاعب الوسط المساند وظهير الجنب لأياكس فيصبح العدد (3 ضد 3 ) هنا يظهر دور فان دي بيك وتاديتش ليكونا خماسي مع ( زياش وشون وفيلتمان ) 

ذلك بالضروة سيجلب ( ديبالا وماتويدي وكوادو أساموا وبونوتشي وبيانتش ) معهم ..بالطبع أنت تتخيل المشهد ، معركة بين عشرة لاعبين في مساحة بعيدة علي أطراف الملعب وهنا تصبح السيطرة علي الكرة هي الأهم ، ومن تكون تدريباته مرتكزة علي الكرة سيخرج بسهولة من تلك الكماشة ليذهب إلي باقي مساحات الملعب ..جهة نيريس ودي يونج .

الأمر الذي يبدو معقدا كان سهل تفسيره عند لعب الكرات الثابتة في منتصف ملعب أياكس ..زياش ونيريس ينضمان للعمق وبالتالي يأتي معهم أساموا ودي تشيلو ولا يوجد احد علي الأطراف ! لماذا الأجابة قادمة ؟ 

عندما يرسل دي ليخت الكرة الطويلة إلى العمق بطريقة معينة يسيطر عليها زياش أو نيريس في العمق وهنا تصبح مساحات الملعب الخالية علي الأطراف أكبر ما يمكن وتصبح مهمة دفاع اليوفي معقدة بين التفكير في الحصول علي الكرة مع صعود دي بيك ودي يونج وشون مع تقارب شديد بين تاديتش وزياش ونيريس في نفس الوقت أطراف الملعب جاهزة لأي من ظهيري الجنب للإنطلاق دون أزمة، ما يزيد الأمر صعوبة هي تحركات السداسي ( الوسط والهجوم ) في شكل يصعب فهمه .

 ستجد زياش ( الجناح الأيمن ) يسجل هدفا أبيض من جهة اليسار وتجد فان دي بيك لاعب الوسط يسجل هدف التعادل من داخل منطقة الجزاء ورغم ضخامة جسده ستجده يتحرك بسهولة في المساحات وعندما تصبح الأمور صعبة يسدد بطريقة ( البليسنج ) من خارج منطقة الجزاء في أقصي الزاوية اليسري لتشيزني ..ربما يبدو أمرا عاديا ولكن الدهشة ستزيد عندما تعرف أن دي بيك قام بذلك وهو واقف دون أن يقوم بإستدعاء أي عزم سدد الكرة من أسفل قدمه وذهبت بتلك الدقة وأنقذها تشيزني بأعجوبة.

بعض الأصدقاء تحدثوا عن الأرقام التي كانت متقاربة بين أياكس واليوفي ولكن من شاهد المباراة سيتأكد بالفعل من مدي عدم صحة الإعتماد علي الأرقام كأساس لفهم كرة القدم وأن التفسيرات التي توضع لتحليل الأرقام أولي بها أن توضع لتفسير الأداء. فضلا عن أن الأرقام بالأساس تم تطوير نظم مستحدثة منها لإعطاء نقاط عن مدي جودة التمريرات وغيرها ورغم ذلك لم تستطع أن تقدم تحليلا متكاملا عن الأداء.

قوة إنقضاض وسط أياكس علي الكرة وغلق كافة المنافذ أمام المستحوذ علي الكرة من لاعبي يوفنتوس أمر مشابه لما يحدث والكرة معهم، يتجه لاعب للضغط وأخر لغلق منافذ الهجوم وأخر للوسط وأخر للدفاع وربما أخر لإستخلاص الكرة ولو قام لاعب من اليوفي بتخطي وسط الملعب سيجد لاعبا تلو لاعبا يظهر أمامه في منافسه علي الكرة حتي يستخلصها في أقل زمن ممكن.

إستخلاص الكرة في أقل زمن ممكن، التحول السريع، السيطرة بأفكار مختلفة في العمق والأطراف كلها أفكار هجومية لا تنتمي إلي زمن التقوقع ( الجرينتا ) ولكنها مرتبطة بالعقل لإن كرويف قال أن كرة القدم تلعب بالعقل أما القدمين فللمساعدة .

فكرة اليجري في إستخدام ديبالا كرابع للوسط من أجل وضع زيادة عددية أمام ثلاثي وسط أياكس أمر لم ينجح ، ليس السبب في ديبالا فقط ولكن لإن الهولنديين لديهم القدرة علي التنقل بين 4-2-1-3 و 4-3-3 و 3-4-3 تماما مثلما يجيد ليبرون جيمس لعب كرة السلة وهو مغمض العينين.

حتي تتأكد بنفسك من مدي جودة الأسلوب الذي يصيب الجميع بالعدوي ، تاديتش عمره 30 عاما وكان يلعب في ساوثهامبتون ، بليند كان لفترة قريبة في تشكيلة لويس فان خال مع المان يوناتيد ولم يقدما ما يقول أنهما سيكونا إضافة خارقة لفريق أغلبه من الشباب ولكن لإن الأسلوب الذي يتم التدريب عليه لسنوات فعال ظهرا الإثنان بمستوي رائع ..مفاجأة أخرى. 

حكيم زياش يبلغ من العمر 26 عاما والدنماركي لاسي شون في الثانية والثلاثين من العمر ، أي أن الفريق به عناصر خبرة وبعضها لم يلعب في أياكس طيلة حياته ولكنه الأسلوب المذهل الذي إبتدعه رينوس ميتشلز وقام يوهان كرويف بإحيائه منذ 7 مواسم في عملاق هولندا .

لإنها سلسلة لن تنقطع فإن المدير الفني إيريك تين هاج عمل من قبل مع بيب جوارديولا أثناء قيادة الاخير لبايرن ميونيخ ، قد تكون منبهرا بأسلوب أياكس مع مجموعة الشباب المطعمة بالكبار لمجرد الوصول إلي الدور قبل النهائي بالإطاحة بريال مدريد ويوفنتوس بأسلوب ساحر ولكن روما فعلها الموسم الماضي وأطاح ببرشلونة ولم ينل كل هذا الصخب ..لماذا ؟ لجودة أسلوب اللعب.

أخيرا .. ركض عشرة لاعبين بزاوية مائلة علي شكل هرمي أكثره في الأطراف وأقله في العمق أمر لن تفسره الأرقام ولكنك تحتاج لتشاهده بعينيك لتعرف معني الكرة الشاملة ، والسيرك سيستمر .

 للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك إضغط هنا

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر إضغط هنا