رياضة عالمية الجمعة قبل قرعة المونديال.. "التاريخ" ينتظر مصر وثلاثي العرب في روسيا

الجمعة 01 ديسمبر 2017 03:22 صباحاً سيخوض، ولأول مرة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، أربعة منتخبات عربية نسخة روسيا 2018 الصيف المقبل في مشاركة استثنائية، وذلك قبل خمسة أعوام على انطلاق النسخة المقبلة، ولأول مرة أيضا، على أرض عربية وهي "قطر 2022".

ويأتي على رأس الأربعة العرب، المنتخب المصري صاحب أكبر عدد من التتويجات بكأس الأمم الأفريقية بواقع 7 مرات، منهم ثلاث متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 ، إلا أن أرقامه العالمية ليست على نفس المستوى، حيث شارك في ثلاث نسخ فقط لكأس العالم خرج منها جميعا من الدور الأول، كان آخرها في مونديال إيطاليا 1990.

ونجح الفراعنة في التأهل لنسخة روسيا 2018 تحت قيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي اعتمد على النجم المتألق هذا الموسم في ليفربول الانجليزي، محمد صلاح، لينسج حوله فريقا متكتلا به العديد من المحترفين بالإضافة للكثير من اللاعبيين المحليين بالدوري المصري الممتاز.

ولم يمنع وصوله للمونديال من إثارة الكثير من الشكوك حول امكانية نجاحه في بلاد الدب الأبيض نظرا للأداء الدفاعي الذي ينتهجه.

ولازم الفراعنة لعنة الفشل في الوصول لخوض منافسات المونديال على مدى 27 عاما تقريبا، رغم السيطرة الكاملة على القارة السمراء مطلع القرن الحالي تحت قيادة المدرب الوطني حسن شحاتة، وفي ظل وجود لاعبين كبار أمثال محمد أبو تريكة، أفضل لاعب في أفريقيا عام 2008 من الـ"بي بي سي"، والمهاجم المخضرم حسام حسن، ولاعب أياكس وسيلتا فيجو السابق أحمد حسام ميدو، وآخرين وصفوا بأنهم أفضل جيل في الكرة المصرية حينها، وخصوصا في ظل الأداء الممتع المصحوب بالنتائج المبهرة على المستوى القاري.

وفي كل مرة يخوض فيها المنتخب المصري تصفيات كأس العالم، ينتهي الأمر بالإحباط وتعجب الجماهير من هذا التناقض بين السيطرة الكاملة تقريبا على القارة السمراء الذي يصاحبه في نفس الوقت الفشل في عبور بوابة المونديال.

لجأ الاتحاد المصري لكرة القدم هذه المرة إلى المدرسة الأرجنتينية، وتعاقد مطلع مارس عام 2015 مع هيكتور كوبر (62 عاما) الذي يحظى بسجل تدريبي طويل ومتنوع ومرموق جدا، قاده لتولي مسئولية الكثير من الأندية في معظم قارات العالم تقريبا، بدءا من فريق هوراكان المحلي ببلاد التانجو ومرورا بالليجا الإسبانية والسيري آ الإيطالية وكذلك بالدوري الإماراتي عبر بوابة نادي الوصل الذي كان آخر تجاربه قبل القدوم إلى بلد الأهرامات.

وحقق كوبر، الذي درب في السابق أندية فالنسيا ومايوركا وبيتيس في إسبانيا وانتر وبارما الإيطاليين بالإضافة لمنتخب جورجيا، أرقاما رائعة مع الفريق الوطني المصري.

وقاد كوبر، المرشح لجائزة أفضل مدرب في أفريقيا، الفراعنة في 30 مباراة، انتهت 20 منها بالفوز و4 بالتعادل و6 هزائم، منها نهائي أمم أفريقيا في الجابون 2017 الذي خسره أمام الكاميرون بنتيجة 1-2 ، في حين لم يشهد مشوار تصفيات المونديال إلا خسارة واحدة أمام أوغندا بهدف نظيف.

أما من حيث اللاعبين، فالأبرز هو محمد صلاح، هداف ليفربول والدوري الانجليزي الممتاز هذا الموسم برصيد 12 هدفا والمرشح بقوة للفوز بلقب أفضل لاعب أفريقي هذا العام، فيعتمد كوبر كذلك على لاعب ارتكاز آرسنال محمد النني ومهارة الجناح الشاب لنادي اتحاد جدة السعودي محمود عبد المنعم "كهربا".

ولجأ كوبر أيضا للارتكاز على خبرة حارس المرمى المخضرم عصام الحضري (44 عاما)، والذي أصبح أكبر لاعب يخوض نهائيات الأمم الأفريقية في نسخة الجابون، والذي سيصبح أكبر حارس يشارك في نهائيات كأس العالم حال خوضه لأي مباراة في روسيا 2018 (45 عاما حينئذ)، محطما رقم الحارس الكولومبي الأسطوري فريد موندراجون الذي خاض مونديال البرازيل 2014 وهو في الـ41 من العمر.

واعتادت منتخبات غرب أفريقيا أن تحجز ثلاثة مقاعد قارية في نسخ كأس العالم، من أصل خمس، خلال العقدين الأخيرين، حيث قاد ديديه دروجبا ويايا توريه كوت ديفوار لأول مونديال في تاريخها عام 2006 رفقة توجو في ظل تألق إيمانويل أديبايور، بالتبادل مع فرق نيجيريا وغانا والسنغال والكاميرون، ليكون العام الحالي بداية لعهد جديد تتسلم فيه منتخبات شمال أفريقيا زمام المبادرة وتقتنص فيه تذاكر الحدث العالمي.

وكان أبرز إنجاز أفريقي في النسخ الأخيرة من كأس العالم هو وصول نجوم غانا السوداء إلى ربع نهائي نسخة 2010 بعد التغلب على المنتخب الأمريكي في الدور السابق، إلا أن رفقاء أساموا جيان لم يتمكنوا من عبور الفخ الأوروجوائي، في ظل تألق القائد دييجو فورلان، والذي نصبه لهم المهاجم لويس سواريز الذي تسبب في ركلة جزاء حاسمة في الوقت القاتل لم ينجح القائد الأسمر في ترجمتها ويصطحب زملائه لمغادرة المسابقة العالمية الأبرز والأكبر.

حينها، لم يكن هناك سوى فريق واحد هو من ينجح في تمثيل عرب أفريقيا في بطولات كأس العالم، حيث تأهلت تونس لنسخة ألمانيا 2006 ، والجزائر لبطولة جنوب أفريقيا 2010 ، وهو ما اختلف تماما هذه المرة بعد أن نجحت كل من تونس والمغرب في مرافقة "الفراعنة" إلى روسيا، ليكون أيضا المونديال الأول الذي يتأهل إليه ثلاثة فرق شمال أفريقية، بالإضافة لكل من نيجيريا والسنغال.

ويأتي تأهل المنتخب التونسي بعد غياب عن النهائيات العالمية طال لـ12 عاما، وذلك بعد أن نجح المدرب الوطني، والعربي الوحيد في مونديال روسيا 2018 ، نبيل معلول، في إحياء أمل "نسور قرطاج"، فيما أضاف المدرب الفرنسي هيرفي رينار إلى سجله الأفريقي الحافل بالنجاح إنجازا جديدا بقيادة "أسود الأطلس" لنهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخهم بعد 20 عاما من الانتظار، في الوقت الذي فشل فيه "محاربو الصحراء" الجزائريون في تكرار التأهل بعد أداء باهت للغاية في التصفيات، ليصبح لشمال أفريقيا ثلاثة ممثلين في الحدث الكبير العام المقبل.

ونجح معلول في قيادة تونس إلى المونديال مع لاعبيه الذين لم يكن يبرز من أسمائهم إلا وهبي الخزري، لاعب وسط رين الفرنسي المعار من ساندرلاند الانجليزي، والذي يثير الجدل في أغلب الأوقات، وقلب الدفاع المخضرم أيمن عبد النور الذي انتقل الصيف الماضي من فالنسيا الإسباني إلى أولمبيك مارسيليا الفرنسي، بالإضافة لكل من للجناح يوسف المساكني الذي يلعب في دوري نجوم قطر بقميص نادي الدحيل، والحارس المخضرم وقائد المنتخب وفريق النجم الساحلي المحلي، أيمن المثلوثي (33 عاما).

أما في المغرب، فنجم المنتخب يجلس على مقاعد الاحتياط، وهو المدرب الفرنسي هيرفي رينار (49) المتخصص في التألق مع المنتخبات الأفريقية وقيادتها للنجاح، والمدير الفني الوحيد الذي توج بكأس الأمم الأفريقية مع منتخبين مختلفين، وهما: زامبيا عام 2012 ، وكوت ديفوار عام 2015.
وعلى أرض الملعب، هناك ثلاثة نجوم متألقة في الدوريات الأوروبية، وهم: حكيم زياش، لاعب وسط أياكس الهولندي، ومهدي بنعطية، مدافع يوفنتوس الإيطالي، وسفيان بوفال، لاعب وسط ساوثامبتون الانجليزي، بالإضافة للظهير الشاب لريال مدريد الإسباني، أشرف حكيمي.

ويكمل رباعي العرب المونديالي، أو بالأحرى كان أول أضلاعه، المنتخب السعودي الذي اعتاد على الحضور العالمي منذ نسخة 1994 ولكنه غاب مرتين متتاليتين في نسختي 2010 و2014 ، ليصبح مونديال روسيا 2018 هو المشاركة الخامسة في تاريخه، بلاعبين قادمين من الدوري المحلي، باستثناء لاعبين اثنين فقط، وهما: مختار علي، لاعب ارتكاز فيتيسه آرنهم الهولندي، وفارس عابدي، لاعب فريجينيا كافالييرز الأمريكي الذي اختاره المدرب الأرجنتيني أنطونيو بيتزي بعد أن لعب لمنتخب الولايات المتحدة تحت 18 عاما.

يذكر أن التأهل السعودي جاء تحت قيادة المدرب الهولندي فان مارفيك الذي أقيل شهر سبتمبر الماضي عقب حجز مقعد الفريق العربي في الحدث العالمي، ليتولى الأرجنتيني إدجاردو باوزا المهمة الفنية لـ"لأخضر" لمدة شهرين فقط أقاله بعدها الاتحاد الوطني للعبة بعد خسارة وديات بلغاريا والبرتغال وغانا، ليأتي الدور على الأرجنتيني الآخر خوان أنطونيو بيتزي الذي سيقود صفوف السعودية في المونديال.

وكانت المشاركة الأولى للفريق الوطني السعودي في نسخة الولايات المتحدة عام 1994 هي الأفضل في تاريخ "الأخضر" بعد أن حقق فوزين على المغرب 2-1 وبلجيكا 0-1 بعد أن كان خسر أولى لقاءاته من هولندا 2-1 ، ليحتل وصافة المجموعة السادسة خلف الطواحين ويتأهل لدور الـ16 الذي خسر فيه من منتخب السويد القوي للغاية حينها بنتيجة 1-3 ، ليصبح الخروج من دور المجموعات هي النتيجة الثابتة للفريق العربي-الآسيوي في نسخ: فرنسا 1998 ، وكوريا واليابان 2002 ، وألمانيا 2006 والتي كانت الأخيرة له قبل الوصول إلى روسيا.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر يلا كورة وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى