قمة الظهران قمة القدس بامتياز

قمة الظهران قمة القدس بامتياز
قمة الظهران قمة القدس بامتياز

قمة الظهران قمة القدس بامتياز

ليس غريباً أن يجمع خطباء قمة الظهران العربية على اعتبار القضية الفلسطينية أحد ثوابت السياسة العربية، مدينين قرار الإدارة الأميركية بنقل سفارتها قريباً إلى القدس.. هذه التي أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خطابه أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من أمن الدولة الفلسطينية وسيادتها وسلامة أراضيها.

هذا الموقف السعودي في نصرة القضية الفلسطينية هو أحد ثوابت السياسة الخارجية للمملكة، هو ما يزيل اللبس عما أشيع عن صفقة القرن في وسائل الإعلام الإيرانية والتركية والقطرية، وفنده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جملة أحاديثه لوسائل الإعلام والصحافة الأميركية، مؤكداً أن موقف المملكة ينطلق من حديث الملك سلمان للرئيس الفلسطيني أن أهل مكة أدرى بشعابها، والرياض داعمة لما يراه الفلسطينيون.

هذا الموقف هو نفسه ما أسس له الملك عبدالعزيز في موقفه المناصر للمجاهدين الفلسطينيين وقتذاك، وقد نصحهم باتباع نهج المقاومة الداخلية تداركاً لتداعيات نكبة سنة 48 وما سبقها من مسلسل الهجرات اليهودية من دول أوروبا والعالم العربي برعاية الوكالة اليهودية.

وقد أكد الملك عبدالعزيز حينها على دعم الفلسطينيين من الداخل، ومن يتصفح الوثائق السعودية في هذا المجال تتضح لهم الصورة المشرقة بكل وضوح، وهو ما يجعل حكومة المملكة تواصل دعمها السياسي والإنساني والمالي حتى اليوم.

ما أعلن عنه الملك سلمان قبل أن يعطي الكلمة للرئيس الفلسطيني فاجأ العالم بإطلاق قمة الظهران باسم القدس، وهذه أبلغ رسالة سعودية تؤدى بكل جرأة للإدارة الأميركية.

ولا شك أن هذا الموقف السعودي يدعم ما عبر عنه أمين عام الجامعة العربية من ضرورة صياغة مفهوم موحد للأمن القومي العربي لمواجهة التآكل في معالجة أزماته المتوالية والمركبة في الجغرافيا السياسية العربية وفي الصميم منها قضية فلسطين.

مع ما أشار إليه أحمد أبوالغيط من حال الدمار في النفس والحجر في سورية هي صورة من صور التضعضع العربي المنعكس في اليمن حيث تهيمن الميليشيا الحوثية مطلقة صواريخها المدانة عربياً على أمن المملكة وقد ارتهن الحوثيون لسياسة النظام الإيراني المتهورة في أحداث الاضطراب الأهلي بتدخلاته السافرة في عدد من الدول العربية.

ومن المخاطر المهددة للأمن القومي العربي هو استمرار إيران في سياستها الموهومة بأحلام عظمة إمبراطورية قائمة على عسكرة المجتمع وتبديد ثروات الشعب الإيراني على حروب خاسرة، أصبحت غير مقبولة من قبل الشعب الإيراني، خاصة قواه الاجتماعية الجديدة الشابة، في عصر الحقوق المدنية والعولمة الثقافية، وانفتاح الأسواق العالمية.

إن الروحية المشجعة التي أشاعها الملك سلمان في أجواء افتتاح القمة، تحتاج لصياغة استراتيجية موضوعية بآليات عمل مشترك حثيثة، هو ما قدمته المملكة من ورقة للقمة وما دعا إليها أمين عام الجامعة العربية وأكد عليها أمير الكويت والرئيس المصري.

آملاً كما يأمل كل من تابع فعاليات افتتاح قمة الظهران العربية، أن نجد الأصداء الإيجابية من خلال إعادة بناء مؤسسات العمل العربي المشترك، برؤى جديدة قادرة على إطلاق تحول عربي بثقافة سياسية جديدة، تكون قادرة على مطارحة الحلول العملية لأزمات العرب البنيوية في كل مجال، للخروج من حال الإحباط العام في الشارع العربي نحو بصيص أمل، بدأ يتضح في قمة الظهران حماية للنظام الإقليمي العربي الذي انطلق من قمة الظهران الأولى سنة 1956م.

* نقلا عن "الرياض"

** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى