محمد طفل سعودي قهر إعاقته بمساعدة أخيه علي..تعرف عليهما

محمد طفل سعودي قهر إعاقته بمساعدة أخيه علي..تعرف عليهما

استطاع الطفل السعودي محمد الصفار #التغلب_على_الكرسي_المتحرك، واللحاق بأحلامه، وأصبح عنواناً للتفوق الدراسي.. وبالإرادة والعزيمة الصلبة كسر محمد الحواجز، ونجح في تحدي ذاته وكسب قلوب الآخرين وعقولهم، بشخصيته الصبورة المحبة للحياة، ليطلق العنان لنفسه ويعبر عن ذاته.

استطاع محمد أن يشيع الأمل في نفوس أقرانه من #أصحاب_الهمم ليتحدوا الإعاقة وإكراهاتها، حيث أثبت أن الإصرار والطموح والرغبة في تحقيق النجاح هي المعيار الحقيقي لنجاح الإنسان مهما كانت حالة جسده.

رعاية أخيه "علي"

لم يكن من السهل على محمد تحقيق أحلامه واستكمال دراسته، والتغلب على النقص الجسدي بكمال إرادته وقوة تحديه، تاركاً وراءه الأحكام المسبقة ونظرة المجتمع السلبية، ماضٍ بثقة نحو أهدافه بمساعدة أخيه علي الذي يقرّ بأن لا صداقة تعلو على صداقة الأخ، فيترك ما يحب لأجل أخيه محمد دون كلل أو ملل.. ويواصل علي الصفار رعاية شقيقه "المعاق" وتوفير كافة متطلباته ويلازمه منذ قرابة 8 أعوام.

محمد وعلي يقطنان في جزيرة "تاروت" على أطراف مدينة القطيف، شرق السعودية. وظروف عمل والدهما خارج المنطقة، وارتباط والدتهما بساعات العمل الطويلة، دفعت بعلي لحمل "هموم" أخيه محمد الذي ولد مع #إعاقة_حركية تفاقمت مع السنوات إلى أمراض عديدة كالسمنة واضطرابات التبول والإخراج.

ويرافق علي محمد في كافة أنشطته اليومية ويقدم له الدعم والعون، حتى بات محمد مثلا يحتذى به في تحديه للإعاقة بكل إصرار وعزيمة وإقباله على الحياة. وأشار علي إلى دور أسرته التي كانت أكبر داعم له منذ البداية والتي شجعته حتى واصل دراسته بتفوق وكان دائماً هو وأخوه محمد من المتفوقين طوال سنوات الدراسة.

وبرباطة جأش ودموع سردت أم محمد لـ"العربية.نت" قصة طفلها الذي تخطى جميع المعوقات رغم ما عانى من الصعوبات، ليرسم نجاحه بإرادة وإصرار. وروت أنها استقبلت محمد "بواقع جديد مليء بالتحديات الجسدية والنفسية" وتعاملت معه "بذكاء وجرأة منذ ولادته".

وأكدت أن ابنها خضع للعديد من العمليات الجراحية، وكافح كثيراً طوال حياته كي يثبت للجميع أن #المعاق يستطيع القيام بوظائف وواجبات مثل أي شخص سويّ، إلا أن ندرة المراكز الصحية الرياضية المهيأة لاستقبال مستخدمي الكرسي المتحرك أدت إلى زيادة وزن محمد نتيجة لقلة حركته وعدم قدرته على أداء نشاط بدني.

محمد وعلي

وعن كيفية بدء مسيرة محمد في التعليم، قالت: "تأخر محمد في الالتحاق بالمدرسة لتكرار الانتكاسات الصحية المتتالية عليه، وشاءت الأقدار أن يلتحق هو وشقيقه الأصغر علي في وقت واحد، ليتشاركا صفا دراسيا واحدا منذ الصف الأول الابتدائي".

ولفتت أم محمد إلى أن أغلبية المجتمع تنظر إلى #المعاقين على أنهم "أناس غير فاعلين ولا مستقبل لهم"، مشيرةً إلى أنها سعت منذ طفولة محمد لإثبات مدى خطأ هذه النظرة‪.

واتفق والد محمد مع زوجته على أهمية أسلوب التربية الذي يقوم على دمج محمد في المجتمع وإشراكه في الأنشطة المتنوعة، مؤكداً أن ذلك ساهم في تمسك ابنه بالحياة، وإصراره على النجاح.‬

محمد وعلي في صف دراسي واحد

أما محمد فتحدث عن وجوده مع شقيقه علي في صف دراسي واحد قائلاً: "بوجود أخي أشعر بأنني أستطيع القيام بوظائفي اليومية مثل باقي الطلاب"، وأضاف "أريد أن أكون نموذجاً لمن هم مثلي لكيلا يستسلموا".

ويأمل علي أن يلهم تفوقه طلاباً آخرين على العمل لتحقيق أحلامهم بغض النظر عن الانتكاسات التي ربما يعانون منها‪.‬

من جهته، دعا الأستاذ نبراس الحليلي، القائد التربوي في مدرسة التي التحق بها محمد الصفار، الطلاب ممن هم في وضعية محمد إلى التمسك بالأمل والتخطيط للمستقبل والعمل على ترك بصمتهم في الحياة. وقال الحليلي: "يجب ألا نمر في هذه الحياة مرور الكرام، فداخل كل واحد منا، هناك قوة خفية ينبغي إخراجها، والإعاقة الحقيقية هي إعاقة الروح وليس الجسد".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى