دول صغيرة حتى في أحقادها!!

دول صغيرة حتى في أحقادها!!
دول صغيرة حتى في أحقادها!!

دول صغيرة حتى في أحقادها!!

اختفت عدد من الدول العربية من واجهات الثقافة والسياسة والاقتصاد، إلى حال لا مكان فيه لأي قضية وطنية، حيث تلونت في هذه البلدان كل القضايا القومية بألوان العصابات العابرة للحدود، تلك التي تدار من الكهوف والأقبية والمناطق المظلمة!!. وتحولت في هذه الدول نوافذ التنوير والتأثير إلى نوافذ تلوث عالمية؛ بفعل أنظمتها وبعض أبنائها الذين استبدلوا جمال الجداول بوسخ المستنقعات!! استعرضوا معي غالبية دول الشرق التعيس ثم تأملوا؟..انهيار في كل شيء، لدرجة التسول على كل الموائد؛ وهي التي كانت مصدر كل الموائد ومطبخها!. قطر التي لو بقيت في مجالها ونأت بنفسها عن مناكفة الكبار ومزاحمتهم على قدرهم؛ لكانت اليوم في حال أفضل من عزلتها عن محيطها الخليجي.. وربما تفوقت عالمياً في السياحة والتنظيم والأعمال والرفاهية، لكنها اختارت أن تقف في صف التنظيمات الإرهابية على أن تلحق بالعالم الأول.. بداية من (القاعدة) وانتهاء بـ(الإخوان).. ولنا أن نتخيل غباء التخلي عن دولة بحجم وتأثير مصر مقابل دعم تنظيم إرهابي، لندرك فداحة اختطاف القرار القطري. هذا ما يحدث عندما لا تؤمن بقدر الجغرافيا.. وعندما لا تقرأ التاريخ.. وعندما تحاول أن تتجاوز حقيقة حجمك وقدراتك باصطناع أوهام أدوار غير موجودة.. ومكاسب وقتية ليست إلا سكرات عابرة.. أو عندما تضحي بجوارك وامتدادك الطبيعي مقابل دعم تنظيمات إرهابية؟. المملكة هنا مثال مشرق؛ وهي تدير إقليمها المضطرب وتدافع عن هويته وبعض كياناته الشرعية، وتواصل في ذات الوقت قفزاتها الإصلاحية والتنموية نحو المستقبل، وهذا هو الفرق.. أن تحفظ جوارهم دون أن تعرقلك صراعاتهم العبثية.

المملكة اليوم حديث عالمي يتجاوز مشاغبات الصغار.. بالضبط كما يشهد الواقع على ذلك بالمقارنة بدول أخرى لديها ذات الإمكانات، وكما يشهد الواقع اليوم؛ حيث تواصل المسير رغم الخذلان والخيانات المتتابعة. ولا مشكلة مع أي بذاءة تمثّل صاحبها ولا حتى مع أي انتقاد لبلد بحجم وتأثير المملكة، يستحيل أن يتفق عليه الجميع؛ لكن المهم أن نفرّق بين انتقاد دافعه الإيمان بقيادة المملكة لمحيطها وتأثيرها ومكانتها كـ»شقيقة كبرى»، وبين انتقاد دافعه تصدير الفشل المحلي والحقد الدفين على «الشقيقة الكبرى». لقد كان المشهد مخزياً والمذيعة بلكنة قناة الجزيرة وصفاقة الافتعال تسأل خبيراً عسكرياً إستراتيجياً وهمياً «كيف هو المشهد في الرياض؟».. والضيف يؤكد أن الصواريخ عادت إلى قواعدها سالمة؛ فتحاول المذيعة الخروج من الفضيحة بسؤال مفتعل عن الحياة في الرياض وعن الناس في الرياض، وهل ينتشر الرعب بينهم، لكن الإجابة تأتي أيضاً مخيبة بقوله: إن الجميع في الشوارع لالتقاط الصور!!. سبعة صواريخ أطلقها العميل الإيراني ثم يحتفي بها سراً وعلانية من يدعون أنهم «أشقاء» بدعوى حرية الرأي أو بدعوى الحياد؟!.

* نقلا عن "الرياض"

** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى