محادثات سعودية - بريطانية "زوجية"

محادثات سعودية - بريطانية "زوجية"
محادثات سعودية - بريطانية "زوجية"

محادثات سعودية - بريطانية "زوجية"

زوجي البريطاني العتيد "مبسوط" وأنا أنقل له آخر التطورات في السعودية، من قيادة السيارة إلى الأوبرا، وفي نفس الوقت "زعلان" ومنهار جدا على أن ملكيته لي قد تذهب يوما ما مع الريح. "حتى الإنجليزي يا ماما، تخيلي كيف السعودي!" هكذا أخبرت أمي ونحن نحتسي شاي الظهيرة ونتناول الماكارون الوردي.

الأخبار الجميلة لا تتوقف، كل يوم أستيقظ وأفتح موقع العربية.نت بانتظار أي خبر جديد، والـ "بريطاني" ذاته يسأل:any nice Saudi news today?”

هذا البريطاني العتيد، يحب السعودية جدا، ويحب عاداتنا ورزنا ولحمنا وكل شيء سعودي. لكنه لم يفهم قصص قصصتها له منذ اليوم الأول وحتى وقت قريب، عن الاختبارات التي كادت أن تفوتني لأن السائق الجديد هرب ولم يعد في صباحية الاختبار، أو تلك القصص عن عشقي للباليه وعزف الكمان في طفولتي والمحاولات البائسة لأمي لإيجاد معلمات في هذه المجالات. قصص كثيرة قصصتها له عن طفولتي التعيسة، ومراهقتي الأتعس، وعن قدرتي العظيمة على النسيان والتفاؤل.

جيل كامل يفهم المعاناة التي مررنا بها، إلا أن كلي يقين أن هذه المعاناة جعلت ذات الجيل مبدعا وخلاقا، في كتاباته وفِي رؤيته، في ثقافته وفِي ذائقته. هذا الجيل قرأ أكثر عن غيره، واستمع إلى أغان كلاسيكية أكثر عن غيره، والدليل استضافة حفل اليوناني "ياني"، جيل يحمل في حقيبة معاناته فلسفات لا نهاية لها، جيل السبعينيات والثمانينيات جيل فيلسوف، صنع نفسه بنفسه، وصنع ثقافته بنفسه، جيل عظيم، عظيم، لن يتكرر!

أنا فخورة، لأنني عاصرت في شبابي ما قبل وما بعد، وسعيدة لأن ابنتي نصف السعودية بالدم، في وقت ما حين تكبر ويسألها أصدقاؤها عن السعودية، سيكون في جيبها الصغير صورا لأماكن جميلة، ثقافية، تاريخية، ترفيهية، عبق وتاريخ وحاضر ومستقبل، لكي تفخر وتنتمي له "جواهر".

** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى