أعوام السعودية والإمارات

أعوام السعودية والإمارات
أعوام السعودية والإمارات

أعوام السعودية والإمارات

أقل من ثلاثة أعوام تفصلنا عن اكتمال عقد كامل من التحديات الأكبر في تاريخ المنطقة، لكن أبرز ما شهدته هذه الأعوام هذا النموذج الرائد النوعي في العلاقة السعودية الإمارتية التي باتت محور الاستقرار الأهم وأبرز مظاهر القوة في الإقليم.

ترى كيف ستكون الأوضاع في المنطقة بدون ذلك الأداء العالي الذي سجلته الرياض وأبوظبي منذ العام ٢٠١١ وأدارت من خلاله كل ملفات المنطقة بما جعلها تتجاوز آثار ومخططات الفوضى التي كادت تعصف بكل المنطقة ؟

كنا بلا شك أبرز وأهم أهداف تلك الفوضى، ولذا كان من الضروري العمل على تحييدها ووقف انهيار الدولة العربية الوطنية، ولأننا دول الاستقرار أرضا وواقعا ولأن التنمية والمدنية والإعلاء من شأنها هي أبرز محاورنا فقد جعلنا منها القيمة الأبرز التي نعمل على أن تعم المنطقة وأن تكون خط المواجهة الأول أمام الفوضى والتطرف والميليشياوية.

ترتبط السعودية بالإمارات بالقيم التي تتجاوز العلاقات السياسية إلى مدى يشمل المصير العام وبناء العوامل المشتركة التي ندير من خلالها المستقبل معا ونواجه كل التحديات.

هذا النموذج من العلاقة هو الأكثر تأثيرا وازدهارا في المنطقة وهو الذي مثل ضمانة كبرى لأمن المنطقة وبخاصة في السنوات الأخيرة.

تشترك السعودية والإمارات في قيم كبرى تفسر جانبا من هذا الأداء العالي على كل المستويات؛ التاريخ الذي اكتسبته الأسرتان الحاكمتان جعل منهما أطول وأعرق التجارب السياسية في المنطقة ويمثل التأسيس الأصل الأبرز في تشابه التجربتين:

شرعية التأسيس: أي أن الحكام في كل من الرياض وأبو ظبي الذين أسسوا لهذين الكيانين هم أصلها وليسوا حكاما عابرين، وهو ما يجعل من الارتباط بالأرض وتنميتها والالتفاف مع مختلف مكوناتها قيمة عليا في كلتا التجربتين.

المشترك الأبرز أيضا بين النموذجين هو: الوحدة ؛ التي تمثل عاملا مشتركا يؤسس لأبرز عناصر القوة، فالمملكة العربية السعودية أضخم وحدة ضمت أقاليم متنوعة جعلت من شبه الجزيرة العربية كيانا موحدا ثريا بتنوعه، بينما تمثل الوحدة أيضا الأساس الذي قامت عليه الإمارات العربية المتحدة، والكيانات التي تنطلق من الوحدة كأساس تحمل شرعية كبرى، مثلها مثل بقية التجارب العالمية، كالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.

اليوم وفي واحد من أبرز مواقف دفع الفوضى ومواجهتها تبذل الرياض وأبو ظبي جهودا في اليمن لاستعادة الشرعية، ومواجهات سياسية لمختلف القضايا في المنطقة وتديرها انطلاقا من قيمها المشتركة بكل اقتدار.

إن من أبرز عوامل القوة في هذه العلاقة المصيرية تلك الثقة الشعبية من مواطني البلدين في كل ما تقوم به القيادتان، وذلك التطلع المستمر إلى مزيد من الخطوات التي تجسد حجم الإخاء والولاء المتبادل بين الكيانين.

ومثلما يدهش هذا النموذج اليوم كل العالم، ويمنح مناخا اجتماعيا شعبيا جديدا ومؤثرا للغاية فبإمكانه اليوم أيضا المضي في خطوات أوسع وأكثر تحفيزا وتجسيدا للوحدة التي تتبدى ملامحها في كل اتجاه.

* نقلاً عن "عكاظ"

** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى