على خطى "حلب".. "عفرين" السورية وغصن زيتون تركي مميت

على خطى "حلب".. "عفرين" السورية وغصن زيتون تركي مميت
على خطى "حلب".. "عفرين" السورية وغصن زيتون تركي مميت

على خطى "حلب".. "عفرين" السورية وغصن زيتون تركي مميت

مواقف عالمية متباينة.. والأمم المتحدة تحذر من بوادر كارثة إنسانية

على خطى

شن الجيش التركي عمليات عسكرية واسعة على منطقة "عفرين" السورية تحت عنوان (غصن الزيتون) بزعم تركي أنه لتصفية ما أسمتهم إسطنبول إرهابيين أكرادًا، وذلك في توقيت تصاعدت فيه قوة الوجود الروسي في المنطقة، ودعم منه جيش الدكتاتور بشار الأسد إضافة لدعم إيراني، فيما تراجع الوجود الأمريكي.

فما أهم أبعاد القصة هناك التي تتحول تدريجيًّا لكارثة إنسانية؟

عن "عفرين":

تقع منطقة "عفرين" السورية على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال، وتبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترًا مربعًا، كما يبلغ عدد سكانها 523.258 نسمة حسب إحصائيات الحكومة السورية في عام 2012. كما تضم "عفرين" نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة، من أهمها عفرين المدينة وجندريسة وبلبلة وشية وراجو وشرا. و"عفرين" سياحية بامتياز، ومشهورة بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم، إضافة إلى وجود العديد من المواقع الأثرية، مثل قلعة سمعان. كما تمر سكة حديد قادمة من تركيا عبر منطقة عفرين، وتصل إلى مدينة حلب. وقد بنتها تركيا قبيل الحرب العالمية الأولى.

لماذا "عفرين"؟

وفق المراقبين فإن السيطرة التركية على "عفرين" تحقق تواصلاً جغرافيًّا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط؛ وبالتالي يعني القضاء على أي أمكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية منع الأكراد من وصول مناطقهم ببعضها. وبالنسبة للأكراد "عفرين" هي إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، والمحافظة عليها والدفاع عنها مسألة صراع بقاء بالنسبة لهم، ويطمحون إلى وصلها بالمناطق الكردية الأخرى حسب تصريحات القيادات الكردية في سوريا.

تركيا تبرر:

تقول تركيا أن عمليتها العسكرية تأتي بسبب تمركز وحدات حماية الشعب الكردي فيها، وتوليها مسؤولية الأمن فيها. وتعتبر تركيا قوات وحدات حماية الشعب جماعة "إرهابية" لصلتها القوية بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يسيطر على المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا. وترى تركيا أن مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي بإنشاء دويلة أو حكم ذاتي على حدودها الجنوبية خطرٌ على أمنها القومي؛ لأن الكيان السياسي المفترض سيكون حاجزًا جغرافيًّا وسياسيًّا بين تركيا من جهة، وسوريا والعالم العربي من جهة أخرى. كما تتوقع تركيا أن يكون هذا الكيان معاديًا لسياساتها الخارجية.

من جهته، قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو الأحد إن كل من يعارض العملية التركية في منطقة عفرين بشمال سوريا يأخذ جانب "الإرهابيين"، ويجب أن يعامَل على هذا الأساس. هذا فيما يرى المحللين أنه في حال عدم تدخل روسيا ولا قوات النظام السوري الغاشم فالمعركة ستكون قوية جدًّا بين الأتراك والأكراد مع ميلان ميزان القوى لصالح تركيا.

كما تواجه تركيا إشكالية غياب الغطاء الدولي كما كان في عملية درع الفرات التي رفعت شعار محاربة تنظيم الدولة؛ إذ لا تتفق واشنطن ولا موسكو مع أنقرة في تصنيف وحدات حماية الشعب على قوائم الإرهاب.

الموقف الدولي.. موقف مجلس الأمن تجاه تركيا:

انتهت جلسة لمجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي حول الوضع في سوريا من دون إصدار أي إدانات أو قرار.

موقف النظام السوري:

قال الديكتاتور السوري بشار الأسد إن "العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا، والتي بنيت أساسًا على دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلاف تسمياتها.

هذا، فيما قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إنه "في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في عفرين فإن ذلك سيعتبر عملاً عدوانيًّا من قِبل الجيش التركي على سيادة الأراضي السورية".

الموقف الأمريكي:

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة "قلقة جدًّا بشأن الوضع شمال غرب سوريا". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان: "نحن نتابع دعمنا في مواجهة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا كحليف للناتو، وشريك مهم في جهود إلحاق الهزيمة بداعش، ولكننا نحث تركيا على ممارسة ضبط النفس، وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة النطاق والمدة الزمنية، وأن تكون دقيقة في تجنب الخسائر المدنية".

وكانت الولايات المتحدة قد دعت تركيا إلى عدم شن العملية العسكرية في عفرين، والتركيز على قتال تنظيم "داعش"، بينما اتهمت أنقرة واشنطن بأنها تسعى إلى تشكيل "جيش من الإرهابيين" على الحدود السورية - التركية، وذلك إثر إعلان الولايات المتحدة تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل، أغلبهم من مقاتلين أكراد تصنفهم تركيا كـ"إرهابيين" بينما دعمتهم أمريكا في مواجهة "داعش".

الموقف الروسي:

قال فرانز كلينتسفيتش، عضو لجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي، إن بلاده ستدعم الموقف السوري من العمليات التي يقوم بها الجيش التركي، وذلك على الصعيد الدبلوماسي في الأمم المتحدة. ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأعمال أحادية الجانب للولايات المتحدة في سوريا "قادت تركيا إلى الغضب الشديد". وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت في بيان أن "موسكو تلقت المعلومات عن عملية عفرين بقلق، وتتابع عن كثب تطورات الوضع". مطالبة الأطراف المتحاربة بضبط النفس. فيما سحبت وزارة الدفاع الروسية قواتها من عفرين قبيل بدء العملية العسكرية التركية.

الموقف الفرنسي:

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الجارية في عفرين وإدلب والغوطة. ودعا لودريان عبر حسابه على تويتر إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

الموقف الألماني:

حذر وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل من المواجهة العسكرية بين الجيش التركي والمقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في عفرين، وأنه "سيتبعها مخاطر لا يمكن توقعها". وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "إن جهود الجميع يجب أن تستهدف تحقيق تقدم في العملية السياسية" لحل الأزمة.

الموقف الإيراني:

دعت وزارة الخارجية الإيرانية السلطات التركية إلى إنهاء العملية العسكرية في عفرين، والامتناع عن التصعيد، محذرة من أن "استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تقوية الجماعات الإرهابية مجددًا في المناطق الشمالية في سوريا، وإشعال نيران الحرب والدمار مجددًا في هذا البلد". ولكن يعتقد أن هذا الموقف صوري، والهدف الحقيقي مصالح من تحت الطاولة مع تركيا، وليس لها أي علاقة بمستقبل استقرار سوريا.

الموقف المصري: أعلنت وزارة الخارجية المصرية رفض مصر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في مدينة عفرين، معتبرة أنها "تمثل انتهاكًا جديدًا للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة، وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا".

إنسانيًّا:

دقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ناقوس الخطر متحدثة عن تنامي سقوط الضحايا من الأطفال والمدنيين نتيجة "أعمال العنف في عفرين". ولفتت إلى معاناة المدنيين في عفرين؛ إذ "العنف المستشري بلغ درجة تضطر معها العائلات إلى ملازمة أقبية المباني التي تقيم فيها". كما "أُغلقت معظم المحال التجارية، واستدعى هذا الوضع تعليق خدمات حماية الطفل التي تدعمها اليونيسف".

كما تحدثت الأمم المتحدة عن نزوح نحو خمسة آلاف شخص نتيجة الهجوم التركي على عفرين.

على خطى "حلب".. "عفرين" السورية وغصن زيتون تركي مميت

محمد عطيف سبق 2018-02-02

شن الجيش التركي عمليات عسكرية واسعة على منطقة "عفرين" السورية تحت عنوان (غصن الزيتون) بزعم تركي أنه لتصفية ما أسمتهم إسطنبول إرهابيين أكرادًا، وذلك في توقيت تصاعدت فيه قوة الوجود الروسي في المنطقة، ودعم منه جيش الدكتاتور بشار الأسد إضافة لدعم إيراني، فيما تراجع الوجود الأمريكي.

فما أهم أبعاد القصة هناك التي تتحول تدريجيًّا لكارثة إنسانية؟

عن "عفرين":

تقع منطقة "عفرين" السورية على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال، وتبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترًا مربعًا، كما يبلغ عدد سكانها 523.258 نسمة حسب إحصائيات الحكومة السورية في عام 2012. كما تضم "عفرين" نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة، من أهمها عفرين المدينة وجندريسة وبلبلة وشية وراجو وشرا. و"عفرين" سياحية بامتياز، ومشهورة بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم، إضافة إلى وجود العديد من المواقع الأثرية، مثل قلعة سمعان. كما تمر سكة حديد قادمة من تركيا عبر منطقة عفرين، وتصل إلى مدينة حلب. وقد بنتها تركيا قبيل الحرب العالمية الأولى.

لماذا "عفرين"؟

وفق المراقبين فإن السيطرة التركية على "عفرين" تحقق تواصلاً جغرافيًّا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط؛ وبالتالي يعني القضاء على أي أمكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية منع الأكراد من وصول مناطقهم ببعضها. وبالنسبة للأكراد "عفرين" هي إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، والمحافظة عليها والدفاع عنها مسألة صراع بقاء بالنسبة لهم، ويطمحون إلى وصلها بالمناطق الكردية الأخرى حسب تصريحات القيادات الكردية في سوريا.

تركيا تبرر:

تقول تركيا أن عمليتها العسكرية تأتي بسبب تمركز وحدات حماية الشعب الكردي فيها، وتوليها مسؤولية الأمن فيها. وتعتبر تركيا قوات وحدات حماية الشعب جماعة "إرهابية" لصلتها القوية بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يسيطر على المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا. وترى تركيا أن مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي بإنشاء دويلة أو حكم ذاتي على حدودها الجنوبية خطرٌ على أمنها القومي؛ لأن الكيان السياسي المفترض سيكون حاجزًا جغرافيًّا وسياسيًّا بين تركيا من جهة، وسوريا والعالم العربي من جهة أخرى. كما تتوقع تركيا أن يكون هذا الكيان معاديًا لسياساتها الخارجية.

من جهته، قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو الأحد إن كل من يعارض العملية التركية في منطقة عفرين بشمال سوريا يأخذ جانب "الإرهابيين"، ويجب أن يعامَل على هذا الأساس. هذا فيما يرى المحللين أنه في حال عدم تدخل روسيا ولا قوات النظام السوري الغاشم فالمعركة ستكون قوية جدًّا بين الأتراك والأكراد مع ميلان ميزان القوى لصالح تركيا.

كما تواجه تركيا إشكالية غياب الغطاء الدولي كما كان في عملية درع الفرات التي رفعت شعار محاربة تنظيم الدولة؛ إذ لا تتفق واشنطن ولا موسكو مع أنقرة في تصنيف وحدات حماية الشعب على قوائم الإرهاب.

الموقف الدولي.. موقف مجلس الأمن تجاه تركيا:

انتهت جلسة لمجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي حول الوضع في سوريا من دون إصدار أي إدانات أو قرار.

موقف النظام السوري:

قال الديكتاتور السوري بشار الأسد إن "العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا، والتي بنيت أساسًا على دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلاف تسمياتها.

هذا، فيما قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إنه "في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في عفرين فإن ذلك سيعتبر عملاً عدوانيًّا من قِبل الجيش التركي على سيادة الأراضي السورية".

الموقف الأمريكي:

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة "قلقة جدًّا بشأن الوضع شمال غرب سوريا". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان: "نحن نتابع دعمنا في مواجهة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا كحليف للناتو، وشريك مهم في جهود إلحاق الهزيمة بداعش، ولكننا نحث تركيا على ممارسة ضبط النفس، وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة النطاق والمدة الزمنية، وأن تكون دقيقة في تجنب الخسائر المدنية".

وكانت الولايات المتحدة قد دعت تركيا إلى عدم شن العملية العسكرية في عفرين، والتركيز على قتال تنظيم "داعش"، بينما اتهمت أنقرة واشنطن بأنها تسعى إلى تشكيل "جيش من الإرهابيين" على الحدود السورية - التركية، وذلك إثر إعلان الولايات المتحدة تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل، أغلبهم من مقاتلين أكراد تصنفهم تركيا كـ"إرهابيين" بينما دعمتهم أمريكا في مواجهة "داعش".

الموقف الروسي:

قال فرانز كلينتسفيتش، عضو لجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي، إن بلاده ستدعم الموقف السوري من العمليات التي يقوم بها الجيش التركي، وذلك على الصعيد الدبلوماسي في الأمم المتحدة. ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأعمال أحادية الجانب للولايات المتحدة في سوريا "قادت تركيا إلى الغضب الشديد". وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت في بيان أن "موسكو تلقت المعلومات عن عملية عفرين بقلق، وتتابع عن كثب تطورات الوضع". مطالبة الأطراف المتحاربة بضبط النفس. فيما سحبت وزارة الدفاع الروسية قواتها من عفرين قبيل بدء العملية العسكرية التركية.

الموقف الفرنسي:

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الجارية في عفرين وإدلب والغوطة. ودعا لودريان عبر حسابه على تويتر إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

الموقف الألماني:

حذر وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل من المواجهة العسكرية بين الجيش التركي والمقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في عفرين، وأنه "سيتبعها مخاطر لا يمكن توقعها". وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "إن جهود الجميع يجب أن تستهدف تحقيق تقدم في العملية السياسية" لحل الأزمة.

الموقف الإيراني:

دعت وزارة الخارجية الإيرانية السلطات التركية إلى إنهاء العملية العسكرية في عفرين، والامتناع عن التصعيد، محذرة من أن "استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تقوية الجماعات الإرهابية مجددًا في المناطق الشمالية في سوريا، وإشعال نيران الحرب والدمار مجددًا في هذا البلد". ولكن يعتقد أن هذا الموقف صوري، والهدف الحقيقي مصالح من تحت الطاولة مع تركيا، وليس لها أي علاقة بمستقبل استقرار سوريا.

الموقف المصري: أعلنت وزارة الخارجية المصرية رفض مصر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في مدينة عفرين، معتبرة أنها "تمثل انتهاكًا جديدًا للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة، وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا".

إنسانيًّا:

دقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ناقوس الخطر متحدثة عن تنامي سقوط الضحايا من الأطفال والمدنيين نتيجة "أعمال العنف في عفرين". ولفتت إلى معاناة المدنيين في عفرين؛ إذ "العنف المستشري بلغ درجة تضطر معها العائلات إلى ملازمة أقبية المباني التي تقيم فيها". كما "أُغلقت معظم المحال التجارية، واستدعى هذا الوضع تعليق خدمات حماية الطفل التي تدعمها اليونيسف".

كما تحدثت الأمم المتحدة عن نزوح نحو خمسة آلاف شخص نتيجة الهجوم التركي على عفرين.

02 فبراير 2018 - 16 جمادى الأول 1439

11:13 PM


مواقف عالمية متباينة.. والأمم المتحدة تحذر من بوادر كارثة إنسانية

A A A

2

مشاركة

شن الجيش التركي عمليات عسكرية واسعة على منطقة "عفرين" السورية تحت عنوان (غصن الزيتون) بزعم تركي أنه لتصفية ما أسمتهم إسطنبول إرهابيين أكرادًا، وذلك في توقيت تصاعدت فيه قوة الوجود الروسي في المنطقة، ودعم منه جيش الدكتاتور بشار الأسد إضافة لدعم إيراني، فيما تراجع الوجود الأمريكي.

فما أهم أبعاد القصة هناك التي تتحول تدريجيًّا لكارثة إنسانية؟

عن "عفرين":

تقع منطقة "عفرين" السورية على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال، وتبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترًا مربعًا، كما يبلغ عدد سكانها 523.258 نسمة حسب إحصائيات الحكومة السورية في عام 2012. كما تضم "عفرين" نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة، من أهمها عفرين المدينة وجندريسة وبلبلة وشية وراجو وشرا. و"عفرين" سياحية بامتياز، ومشهورة بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم، إضافة إلى وجود العديد من المواقع الأثرية، مثل قلعة سمعان. كما تمر سكة حديد قادمة من تركيا عبر منطقة عفرين، وتصل إلى مدينة حلب. وقد بنتها تركيا قبيل الحرب العالمية الأولى.

لماذا "عفرين"؟

وفق المراقبين فإن السيطرة التركية على "عفرين" تحقق تواصلاً جغرافيًّا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط؛ وبالتالي يعني القضاء على أي أمكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية منع الأكراد من وصول مناطقهم ببعضها. وبالنسبة للأكراد "عفرين" هي إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، والمحافظة عليها والدفاع عنها مسألة صراع بقاء بالنسبة لهم، ويطمحون إلى وصلها بالمناطق الكردية الأخرى حسب تصريحات القيادات الكردية في سوريا.

تركيا تبرر:

تقول تركيا أن عمليتها العسكرية تأتي بسبب تمركز وحدات حماية الشعب الكردي فيها، وتوليها مسؤولية الأمن فيها. وتعتبر تركيا قوات وحدات حماية الشعب جماعة "إرهابية" لصلتها القوية بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يسيطر على المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا. وترى تركيا أن مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي بإنشاء دويلة أو حكم ذاتي على حدودها الجنوبية خطرٌ على أمنها القومي؛ لأن الكيان السياسي المفترض سيكون حاجزًا جغرافيًّا وسياسيًّا بين تركيا من جهة، وسوريا والعالم العربي من جهة أخرى. كما تتوقع تركيا أن يكون هذا الكيان معاديًا لسياساتها الخارجية.

من جهته، قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو الأحد إن كل من يعارض العملية التركية في منطقة عفرين بشمال سوريا يأخذ جانب "الإرهابيين"، ويجب أن يعامَل على هذا الأساس. هذا فيما يرى المحللين أنه في حال عدم تدخل روسيا ولا قوات النظام السوري الغاشم فالمعركة ستكون قوية جدًّا بين الأتراك والأكراد مع ميلان ميزان القوى لصالح تركيا.

كما تواجه تركيا إشكالية غياب الغطاء الدولي كما كان في عملية درع الفرات التي رفعت شعار محاربة تنظيم الدولة؛ إذ لا تتفق واشنطن ولا موسكو مع أنقرة في تصنيف وحدات حماية الشعب على قوائم الإرهاب.

الموقف الدولي.. موقف مجلس الأمن تجاه تركيا:

انتهت جلسة لمجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي حول الوضع في سوريا من دون إصدار أي إدانات أو قرار.

موقف النظام السوري:

قال الديكتاتور السوري بشار الأسد إن "العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا، والتي بنيت أساسًا على دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلاف تسمياتها.

هذا، فيما قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إنه "في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في عفرين فإن ذلك سيعتبر عملاً عدوانيًّا من قِبل الجيش التركي على سيادة الأراضي السورية".

الموقف الأمريكي:

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة "قلقة جدًّا بشأن الوضع شمال غرب سوريا". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان: "نحن نتابع دعمنا في مواجهة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا كحليف للناتو، وشريك مهم في جهود إلحاق الهزيمة بداعش، ولكننا نحث تركيا على ممارسة ضبط النفس، وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة النطاق والمدة الزمنية، وأن تكون دقيقة في تجنب الخسائر المدنية".

وكانت الولايات المتحدة قد دعت تركيا إلى عدم شن العملية العسكرية في عفرين، والتركيز على قتال تنظيم "داعش"، بينما اتهمت أنقرة واشنطن بأنها تسعى إلى تشكيل "جيش من الإرهابيين" على الحدود السورية - التركية، وذلك إثر إعلان الولايات المتحدة تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل، أغلبهم من مقاتلين أكراد تصنفهم تركيا كـ"إرهابيين" بينما دعمتهم أمريكا في مواجهة "داعش".

الموقف الروسي:

قال فرانز كلينتسفيتش، عضو لجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي، إن بلاده ستدعم الموقف السوري من العمليات التي يقوم بها الجيش التركي، وذلك على الصعيد الدبلوماسي في الأمم المتحدة. ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأعمال أحادية الجانب للولايات المتحدة في سوريا "قادت تركيا إلى الغضب الشديد". وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت في بيان أن "موسكو تلقت المعلومات عن عملية عفرين بقلق، وتتابع عن كثب تطورات الوضع". مطالبة الأطراف المتحاربة بضبط النفس. فيما سحبت وزارة الدفاع الروسية قواتها من عفرين قبيل بدء العملية العسكرية التركية.

الموقف الفرنسي:

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الجارية في عفرين وإدلب والغوطة. ودعا لودريان عبر حسابه على تويتر إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

الموقف الألماني:

حذر وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل من المواجهة العسكرية بين الجيش التركي والمقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في عفرين، وأنه "سيتبعها مخاطر لا يمكن توقعها". وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "إن جهود الجميع يجب أن تستهدف تحقيق تقدم في العملية السياسية" لحل الأزمة.

الموقف الإيراني:

دعت وزارة الخارجية الإيرانية السلطات التركية إلى إنهاء العملية العسكرية في عفرين، والامتناع عن التصعيد، محذرة من أن "استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تقوية الجماعات الإرهابية مجددًا في المناطق الشمالية في سوريا، وإشعال نيران الحرب والدمار مجددًا في هذا البلد". ولكن يعتقد أن هذا الموقف صوري، والهدف الحقيقي مصالح من تحت الطاولة مع تركيا، وليس لها أي علاقة بمستقبل استقرار سوريا.

الموقف المصري: أعلنت وزارة الخارجية المصرية رفض مصر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في مدينة عفرين، معتبرة أنها "تمثل انتهاكًا جديدًا للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة، وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا".

إنسانيًّا:

دقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ناقوس الخطر متحدثة عن تنامي سقوط الضحايا من الأطفال والمدنيين نتيجة "أعمال العنف في عفرين". ولفتت إلى معاناة المدنيين في عفرين؛ إذ "العنف المستشري بلغ درجة تضطر معها العائلات إلى ملازمة أقبية المباني التي تقيم فيها". كما "أُغلقت معظم المحال التجارية، واستدعى هذا الوضع تعليق خدمات حماية الطفل التي تدعمها اليونيسف".

كما تحدثت الأمم المتحدة عن نزوح نحو خمسة آلاف شخص نتيجة الهجوم التركي على عفرين.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر سبق وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى