سلمان ينتصر بمواقفه

سلمان ينتصر بمواقفه
سلمان ينتصر بمواقفه

سلمان ينتصر بمواقفه

الحروب التقليدية التي سجلها التاريخ ولا يزال تبحث عن الانتصار مهما كانت مشروعية الوسيلة، والانتقام إلى حد فناء الإنسان والمكان، والخروج إلى حالة استعراض على أنقاض الموت والفقر والجوع والمرض والشتات، وكلها محصلة للحروب التي فقدت أهدافها، وأخلاقها، وإنسانيتها.

نحن في المملكة نقود تحالفاً عربياً للحرب في اليمن، ولكن لدينا أهداف محددة أهمها التصدي لميليشيات الحوثي الانقلابية من المساس بأمن المملكة وسلامة أراضيها، وعودة الحكومة اليمنية الشرعية وفق المرجعيات الثلاث، ومواجهة المشروع الإيراني من التمدد في الدول العربية، وتحديداً المجاورة لحدودنا.

الشعب اليمني الشقيق لم يكن هدفاً ولن يكون، والمواقف السعودية أثبتت انحيازها الكامل له في تقرير مصيره، والنهوض بمكانته وإمكاناته في مشروع الخلاص من ميليشيات الحوثي، وقدّمت له الدعم الإنساني غذاءً ودواءً وكساءً من خلال مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، وعسكرياً لتحمل تكاليف مقاومته، وسياسياً في ترميم مواقفه واستعادة حقوقه واستضافة قياداته، واقتصادياً في الحفاظ على استقرار عملته وثرواته ومعيشة إنسانه.

آخرها إعلان خادم الحرمين الشريفين عن إيداع مبلغ ملياري دولار كوديعة في حساب البنك المركزي اليمني؛ لتعزيز الوضع المالي والاقتصادي هناك، وتحديداً سعر صرف الريال الذي سينعكس إيجاباً على الأحوال المعيشية للمواطنين اليمنيين، وتخفيف معاناتهم من جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية الإيرانية التي نهبت مقدرات الدولة، والاستيلاء على إيرادات المؤسسات الحكومية بما فيها بيع مشتقات النفط وتحصيلها بالريال، والتلاعب بسعر صرف العملات لتحقيق مصالحهم الشخصية.

المملكة لو كانت تفكر بعقلية الانتصار في حربها في اليمن لتركت الشعب في جوع وفقر ومرض، واستغلت الفرصة للانقضاض على ما تبقى من إنسان وكيان، ولو أرادت أيضاً أن تنهي حربها لحصدت الأرواح في مهمة عسكرية على الأرض، ولكنها لا تريد أن تنتصر في أهدافها إلاّ بأقل الخسائر الممكنة، ولا تريد أن ينتصر في النهاية إلاّ الشعب اليمني الذي عانى كثيراً، ومن حقه أن يعود إلى حضنه العربي، وجاراً عزيزاً للمملكة، وحليفاً لأشقائه العرب.

الإعلام المأجور، والمنظمات الإنسانية المسيّسة حاولت ولا تزال أن تنال من مواقف المملكة في اليمن، وتحمّلها ظلماً المأساة الإنسانية والاقتصادية التي افتعلها الحوثي لتغطية فشل مشروعه السياسي، وعجز قدراته في إدارة الدولة، وإثارة الصف اليمني ضد حلفائه؛ كل ذلك الكذب والمراوغة ينتهي دائماً بمواقف الملك سلمان الصادقة والواعية تجاه إخوانه اليمنيين، ويفضح ويعرّي تلك الوسائل والمنظمات بسلامة نواياه، وثبات منهجه، وعزيمة قدرته، ويكسب شهادة حق للتاريخ من أن الملك سلمان خاض حرباً في اليمن للدفاع عن عروبته، وحماية المنطقة من التمدد الإيراني الأخطر على أمنها واستقرارها.

*نقلاً عن صحيفة "الرياض"

** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى