قصتي مع "الدُخلة البلدي"

قصتي مع "الدُخلة البلدي"
قصتي مع "الدُخلة البلدي"

"الدخلة البلدي" عادة موجودة في بعض قرى ونجوع مصر وبعض المدن الصغيرة، بدأت في التراجع لكن لا يمكننا القول بأنها انتهت. ولمن لا يعرف معنى تعبير “الدخلة البلدي” فهو التعبير الدارج عند فض غشاء بكارة الفتاة باستخدام - الرجل أو سيدة من العائلة أو ربما قابلة البلدة - أصبع اليد بدلا من ايلاج العضو الذكري لفض الغشاء.

التقينا إحدى السيدات اللاتي مررن بهذه التجربة، وحكت لنا عن معاناتها. امرأة في نهاية عقدها الثالث من إحدى قرى الدلتا، تخجل من ذكر اسمها منفرداً لأنه "عيب" أن يناديها الناس باسمها بعد أن اصبحت زوجة وأم لرجال، على حد تعبيرها. لذلك فضّلت عدم ذكر اسمها، واكتفينا نحن أن نناديها باسم كنيتها "أم عمرو".

تبدو عليها إمارات جمال ذوى مع رحلة الزواج والانجاب، وما بينهما من صعوبات الحياة وتحدياتها.

تلمع عيناها بخجل وحياء وقليل من مرارة تبدو أكثر على ملامح وجهها الذابل حين تتذكر ليلة زفافها، وتنطلق في سرد ما حدث في ذلك اليوم فتقول:

"عندنا عيب نتكلم عن اللي بيحصل بين الراجل ومراته "ليلة الدخلة". ما ينفعش أصلاً. زمان كانت اللي تتكلم عن الحاجات دي الناس تعتبرها "جريئة وعنيها مفتّحة"، وأهالينا تطلب مننا اننا نبعد عنها، علشان ما تفتّحش عنينا على "قلة الأدب"".

و تستطرد: "كل اللي فاكراه إن أمي طلبت مني أكون تحت أمر جوزي في أي حاجة يعملها أو يطلبها مني، كمان ابو عمرو يبقى ابن عمي. فسمعت كلامها وقلت لنفسي "خليها على الله يعني هو ايه اللي ممكن يحصل؟"".

ستات دخلوا عليّ

تضحك بخجل وكسوف وتستكمل حديثها: "بعد ما الزفة انتهت ودخلنا أوضتنا، لقيت أمي ومرات عمي الكبير و"الداية" اللي بتولد ستات البلد داخلين عليّ أنا وهو. أخدوني في ركن بعيد وقالوا لي اننا “عاوزين نأخد الشرف دلوقتي علشان رجالة العيلة مستنيين برة". ماكنتش فاهمة يعني إيه، و ليه هما اللي يعملوا ده مش ابو عمرو جوزي. ابو عمرو كان سنه صغير وقتها ماكملش عشرين سنة، بس عمي كان عاوز يفرح بيه لأنه ابنه الوحيد. علشان كده جوزونا بدري، وبالفعل دخلوا هما عليّ وقامت أمي بتكتيفي، ومسكت مرات عمي والداية كل واحدة رجل علشان يمنوعني من "الترفيص"، وقام ابو عمرو بفض بكارتي باصبعه بعد ما لف عليه منديل قطن أبيض علشان الدم يبان فيه".

تشرد أم عمروا قليلاً وتستكمل: “الموضوع كان مؤلم وقاسي قوي، وعقّدني من الجواز. افتكرت ان الجواز كله هايبقى كده. كنت خايفة ومش عارفة اعمل ايه، كل اللي قدرت عليه وقتها إني اعيّط بحرقة وكسوف. خرجت ستات العيلة بالمنديل اللي عليه ”شرفي” و هما بيزغردوا، وانا مش عارفة اضحك علشان شرفي، ولا أعيّط أكتر بسبب اللي حصل لي. بس الدنيا مشيت وأبو عمرو كبر واعتمد على نفسه بعد كده".

تضحك في خبث وتستطرد حديثها" وزي ما انتم شايفين معايا ٤ ولاد غير عمرو".

خوفاً من الفضيحة

تركنا السيدة وقمنا بعمل مسح صغير لمعرفة أسباب فض غشاء البكارة بهذه الطريقة العنيفة. البعض أنكر وجود هذه العادة، وقال انها اندثرت مثل عادات كثيرة، والبعض الآخر فضّل ألّا يتحدث عنها، باستثناء قليلين هم من فتحوا قلوبهم لنا وقالوا أن هذه العادة كانت موجودة بالفعل لدى أهل الصعيد، وفي قرى الوجه البحري، ودلتا مصر، وبعض المناطق الشعبية بالقاهرة. لكن قلّت هذه العادة بمرور الوقت نظراً لزيادة الوعي. وكانت أغلب الأسباب تنحصر في أن الزوج صغير السن ولم تكن له أية تجارب جنسية مطلقاً قبل الزواج، فتكون الدخلة البلدي هي الحل للتغلب على رهبة الليلة الأولى.

إحدى السيدات لفتت نظرنا إلى سبب آخر خطير وهو ان الزوج يكون بالفعل يعاني من عدم قدرته الجنسية، لكنه يصر على الزواج ويقوم بفص بكارة زوجته يدوياً، وتتحول الفتاة إلى سيدة فقط أمام الناس في هذه الليلة، ولتبدأ معاناتها مع زوج لا يعترف بضعفه الجنسي أو يعاني من مشاكلة صحية يتكتم عليها، ولا يلجأ إلى العلاج لما فيه من تقليل لـ "رجولته" من وجهة نظره. تستمر المعاناة او تنتهي بالطلاق، وهو أمر نادر الحدوث لأن الأسرة لا تريد "فضائح".

اللافت للنظر أن في بعض المناطق الشعبية، خاصة مناطق العشوائيات بالقاهرة، تصر بعض الأسر على ممارسة هذا الطقس، بل وتشترط على العريس الدخول  بابنتهم "بلدي" حتى يقطعون الشك باليقين في سلوك ابنتهم. لذلك يشترطون على الزوج المقبل أن تكون الدخلة "على رؤوس الأشهاد"، حتى تقف الألسنة عن ملاحقة ابنتهم وسمعتها. يتم الحدث في مشهد أسطوري لينتهي بزفة "المنديل" أو قطعة القماش التي عليها قطرات دم ابنتهم دليل على شرفها وعفتها، وسط زغاريد وأغاني شعبية تتحدث عن الشرف.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الفجر وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى