أهم العوامل التي تؤثر في حركة الداوجونز

أهم العوامل التي تؤثر في حركة الداوجونز
أهم العوامل التي تؤثر في حركة الداوجونز

مؤشر الداو جونز الصناعي يعتبر أقدم وأشهر مؤشرات البورصة العالمية على الإطلاق، حيث تم إنشاؤه عام 1896 من قبل “تشارلز داو”، ومازال إلى اليوم من أهم المؤشرات التي يترقبها المستثمرون في العالم أجمع، حيث يضم المؤشر ثلاثين من أكبر الشركات الأمريكية متداولة في بورصة نيويورك وبورصة ناسداك.

 

عادة عندما يقال السوق إرتفع أو انخفض، فإن المقصود هو مؤشر الداو جونز الصناعي، ولقد شهد المؤشر ارتفاعات قوية خلال الأشهر الماضية، فقد استطاع اختراق حاجز 20000 نقطة من بداية عام 2017 حسب بيانات منصة  UFX (يو اف اكس)، والذي كان يمثل حاجزا نفسيا قويا، في هذا المقال سوف نتطرق إلى أهم العوامل والمتغيرات التي تحرك المؤشر صعودا ونزولا.

 

1-السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي:

 

تمتلك البنوك المركزية العديد من الأدوات من أجل التحكم في حركة وبحجم سيولة الأموال المتداولة في السوق، وتعتبر أسعار الفائدة أهم وأقوى هذه الأدوات، فرفع وخفض الفائدة يؤثر بقوة على أسواق المال ومؤشر الداوجونز.

 

فعندما يقوم الاحتياطي الفيدرالي مثلا برفع أسعار الفائدة، فإن تكاليف إقراض الشركات من البنوك التجارية سوف ترتفع، وهذا سوف يؤثر سلبا على الأداء المالي للشركات والتي تعتمد بقوة على هذه القروض في تمويل أعمالها.

 

إضافة إلى ذلك، فإن هناك علاقة طردية بين أسعار الفائدة، وأسعار الفائدة على سندات الحكومة وبالتالي فإن رفع سعر الفائدة سوف يرفع العائد على السندات، ما يجعلها أكثر جاذبية من سوق الأسهم، خاصة إذا أضفنا إليها العامل الأول المتعلق بارتفاع تكاليف الاقتراض.

 

كما أن ارتفاع أسعار الفائدة يعني ارتفاع فوائد الادخار البنكي، وهو ما قد يجذب جزء من رؤوس الأموال الموجودة في سوق الأسهم.

 

وعليه في الغالب ما لم تكن هناك ظروف استثنائية قوية، فإن رفع سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي سوف يدعم مؤشر الداوجونز، على الأقل من الناحية النظرية.

 

2-تقارير الأداء الفصلي للشركات:

 

تقوم كل الشركات المدرجة في البورصات بإصدار تقرير فصلي كل ثلاثة أشهر، حول الأداء المالي للشركة وتوقعاتها المستقبلية وتعد فترة إصدار التقارير والتي تكون بعد ثلاثة أسابيع إلى شهر من نهاية كل فصل، فترة تذبذب وتغير كبير في قيمة المؤشرات المالية ومنها الداوجونز ولا يمكن معرفة حجم وجهة تأثير هذه التقارير، لأنها تتعلق بصف خاصة بكل شركة على حدي، ولكن بصفة عامة إذا كان أداء أغلب الشركات إيجابيا فإن مؤشر الداوجونز سوف يرتفع، مثلما حدث بعد صدور نتائج الفصل الثاني من العام الجاري 2017.

 

3-السياسة:

 

السياسة من الاقتصاد والاقتصاد من السياسة هذه حقيقة ومؤشر الداوجونز يعبر بصورة كبيرة عن شعور المستثمرين اتجاه حالة الاقتصاد، لذلك فمن الطبيعي أن يتأثر الداوجونز وكل المؤشرات الأخرى بالحالة السياسية للبلد.

 

كمثال على ذلك فإن مؤشر الداوجونز إرتفع بأكثر من 23% من انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

هذا الارتفاع القوي للمؤشر جاء بعد تفاؤل الأسواق بوعود ترامب بإصدار قانون ضرائب جديد يتضمن تخفيضات مهمة على الأرباح الشركات، طبعا لم يكن هذا هو العامل الوحيد في ارتفاع المؤشر خلال هذه الفترة ولكنه كان من أهمها.

 

4- تدفقات رؤوس الأموال:

 

طبيعة الأسواق المالية اليوم والتي تعتمد على التداول الإلكتروني عبر الإنترنت، سواء تداول الأسهم مباشرة، أو عن طريق وسطاء العقود مقابل الفروقات CFDs سهلت وسرّعت كثيرا من حركة رؤوس الأموال بين مختلف الأسواق المالية العالمية والبورصات، وأصبحت قيمة المؤشرات المالية وأسهم الشركات تتأثر كثيرا بتدفقات المالية والتي تسيطر عليها الكثير من العوامل، أهمها النقاط المذكورة سابقا ودرجة الاختلاف فيها من بلد إلى أخر ومن سوق مالي إلى آخر.

 

فمثلا بعد انتخاب ترامب وتفاؤل المستثمرين بالوعود التي أطلقها، تدفق حجم كبير من الأموال إلى الأسواق الأمريكية قادما من مختلف دول العالم وخاصة الصين التي كانت تعاني من بعض الأزمات الإقتصادية، وهذا ما أدى إلى زيادة سرعة ارتفاع المؤشرات الأمريكية وعلى رأسها الداوجونز.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى