كورونا والخسائر المفزعة.. زائر غامض وقاتل متوحش

كورونا والخسائر المفزعة.. زائر غامض وقاتل متوحش
كورونا والخسائر المفزعة.. زائر غامض وقاتل متوحش

[real_title] "أي حرب تلك التي فُرِضت على العالم جبرًا.. شعوب تواجه عدوًا لا يرونه، لا يشعرون به، فقط يتسلّل إلى رئاتهم، ومن هنا تحتشد قوافل الموت".. إنّه فيروس كورونا، ذلك الذي لا يُرى بالعين المجردة، لكنه أقام الدنيا ولم يقعدها، وخلّف دمارًا ضخمًا بين المال والعباد.

 

"كورونا" الذي انتشر في الصين في نهاية العام الماضي، ومنها تسلَّل إلى أغلب بلدان العالم، لم يحل العالم لغزه إلى الآن، فقط تحاول السلطات إخفاء مواطنيها في منازلهم حتى لا يطالهم هذا الفيروس اللعين، مع تحمُّل تبعات اقتصادية مؤلمة .

 

الآن وبعدما سجّل كورونا انتشارًا سرطانيًّا عاصفًا، أصبح اقتصاد أكبر الدول مهزوزًا رهن هذا الفيروس الغامض ولم يستطع أحد أن يجد له علاجًا حتى الآن، ما دفع العديد من الدول لأنّ تغلق محالها التجارية وتوقف حركات الطيران، وتفرض حظر التجوال.

 

وكم من خسائر اقتصادية كبيرة باتت تلاحق العديد من دول العالم على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي يواصل حصد الأرواح حول العالم، حتى أودى بحياة ما يزيد عن 18 ألف شخص، وأصاب أكثر من 400 ألف آخرين.

 

 

 

الخسائر التي تكبدها العالم بسبب مكافحة فيروس كورونا دفعت البنك الدولي للإعلان أنّه قد يسخر موارد تصل إلى 150 مليار دولار على مدى الـ 15 شهرًا المقبلة، لمساعدة الدول النامية على محاربة جائحة وباء كورونا.

 

كما دعا رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس، مجموعة العشرين إلى السماح للبلدان الأشد فقرًا بتعليق جميع مدفوعات الديون الثنائية بينما تحارب الفيروس، وقال إنّه ينبغي السماح للدول الأفقر بتركيز مواردها على الإجراءات الصحية في مواجهة الأزمة

 

.

 

 

ترامب..الإغلاق سيدمر البلاد

 

الإجراءات التي سلكتها أمريكا كغيرها من الدول للحد من انتشار فيروس كورونا، باتت تهدد اقتصاد أكبر وأقوى دول العالم، بحسب الرئيس دونالد ترامب الذي قال إنّ الإغلاق العام في الولايات المتحدة والذي بدأ يتسبب بأزمة اقتصادية يمكن أن "يدمر" البلاد.

 

ترامب صرّح اليوم الثلاثاء: "يمكن أن ندمر بلدًا إذا أغلقناه على هذا النحو" موضحا أنه سيعيد الأسبوع المقبل تقييم تداعيات الإغلاق الذي دعا البعض إلى تنفيذه لـ15 يومًا، مضيفًا: "لو تُرك الأمر للأطباء سيقولون فلنغلق العالم كله".

 

وتابع: "يمكن أن نخسر عددا معينا من الأشخاص بسبب الإنفلونزا، ولكن قد نخسر عددا أكبر إذا أغرقنا البلاد في انكماش كبير"، محذرا من حدوث آلاف عمليات الانتحار.

 

ووصلت الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة إلى 600 والإصابات المؤكدة تناهز 50 ألفًا.

 

وبحسب روجر داو، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية السفر الأمريكية، فإن الولايات المتحدة، تعرضت لخسائر اقتصادية فادحة منذ تفشي فيروس كورونا المستجد، موضحا أن الاقتصاد الأمريكي تكبد خسائر بلغت 800 مليار دولار حتى يوم 19 مارس الجاري، منها 35 مليار دولار في مجال صناعة السيارات وحدها.

 

وقال داو في تصريحات لشبكة "سي إن إن": إن أزمة كورونا ستزيد من مشكلة البطالة في أمريكا، فنحو 4.6 مليون عامل في مجال صناعة السفر سيفقدون وظائفهم.

 

كما تعرّضت البورصة الأمريكية لخسائر فادحة خلال الأيام الماضية بعد تفشي الفيروس في الولايات الأمريكية الـ50، فقد انهارت بورصة وول ستريت، وسجّل مؤشّرها أسوأ جلسة له منذ الانهيار المالي في 1987 بخسارته 10% من قيمته.

 

وكان ترامب قد أعلن تخصيص 100 مليار دولار لإجراء اختبارات مجانية لفحص فيروس كورونا، ومنح إجازات مرضية مدفوعة الأجر للمصابين بالفيروس.

 

فيما أعلن البيت الأبيض أنه يتفاوض مع مجلس الشيوخ لإقرار مبلغ إضافي بقيمة 500 مليار دولار، لاحتواء الأضرار الاقتصادية لفيروس كورونا، وسيخصص لدفع شيكات لفائدة جميع الأمريكيين البالغين الذين يتقاضون دخلا سنويا أقل من مليون دولار بحلول السادس من شهر أبريل المقبل

 

.

 

 

تسونامي اقتصادي عالمي

 

ورغم أنّ الإجراءات الاحترازية التي تلجأ إليها الدول للحد من تفشي فيروس كورونا، ربما تخفض عدد المصابين والمتوفيين جراء هذا الوباء العالمي، إلا أنه يهدد أيضا بتسونامي اقتصادي عالمي كما توقع ذلك كبير الاقتصاديين في وكالة موديز مارك زاندي.

 

وقال زاندي، إنّ فيروس كورونا قد يتسبب في المزيد من الخسائر الكبيرة على مدى الأيام المقبلة، وصفها بأنها "تسونامي اقتصادي عالمي"، وذلك في ظل تقليص الشركات للاستثمارات وتسريح العمالة وتعليق الطيران ووقف الأنشطة التجارية.

 

كما توقع كبير الاقتصاديين في وكالة موديز، أن ينكمش النمو الاقتصادي في الصين بنحو 27% خلال الربع الأول من العام الحالي، كما أن تداعيات الفيروس الاقتصادية ستعتمد على مدى فعالية السياسات النقدية والمالية في احتوائه.

 

 

خسائر الطيران ستصل لـ 252 مليار دولار

أحد القطاعات التي تأثرت بشكل كبير جراء تفشي فيروس كورونا في العديد من دول العالم، هو مجال النقل الجوي، فقد توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "الإياتا"، هبوط إيرادات شركات الطيران بمختلف دول العالم بنحو 252 مليار دولار، إذا استمر الوضع الحالي من تعليق حركات الطيران المدني لمدة 3 أشهر فقط.

 

وقال الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي ألكساندر دو جونياك، خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء: "قطاع النقل الجوي يواجه أسوء أزمة في تاريخه، إذ تشير توقعاتنا الحالية إلى أن القطاع سيشهد سيناريوهات أسوء من تلك التي توقعناها خلال الأسابيع الماضية".

 

 

وبحسب جونياك، فإن شركات الطيران تحتاج إلى دعم بنحو 200 مليار دولار لتحافظ على بقائها، وهو ما يتطلب دور الحكومة في هذه الفترة  لمساندة القطاع للحفاظ على بقائه.

 

وكانت أولى شركات الطيران التي كنت ضحية فيروس كورونا، شركة الطيران البريطانية "فلايبي"، التي أعلنت إفلاسها في يوم الـ 5 من مارس الجاري، بعدما كبدها الوباء المستجد خسائر فادحة، بعدما كانت أكبر مشغل للرحلات الداخلية في المملكة المتحدة، وتنقل نحو ثمانية ملايين مسافر سنويا من 43 مطارا في أوروبا و28 في بريطانيا.

 

كما أن شركة أميركان إيرلاينز، قلصت الرحلات الدولية بنسبة 75% حتى السادس من مايو، وأوقفت تشغيل كل أسطولها من الطائرات عريضة البدن تقريبا.

 

إيطاليا خسائر تصل لـ 100 مليار دولار

 

إيطاليا التي أصبحت تحتل المرتبة الأولى عالميًّا في تسجيل الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد، فقد تصل خسائرها على المستوى الاقتصادي إلى نحو 100 مليار دولار، حسبما أعلن رئيس اتحاد الصناعات الإيطالية، فينسينزو بوكيا.

 

وقال رئيس اتحاد الصناعات الإيطالية، إن خسائر بلاده الاقتصادية بعد وقف كافة الإنتاج غير الضروري بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء البلاد، قد تصل إلى 100 مليار دولار شهريًّا.

 

وأوضح  أن قرار وقف الإنتاج غير الضروري يعني وقف 70 % من الإنتاج، منوها  إلى أن حجم الإنتاج المحلي يبلغ 1800 مليار يورو (حوالي 1950 مليار دولار) سنويا.

 

وفي ظل ما تشهده إيطاليا من وقف للإنتاج بسبب تفشي فيروس كورونا، فتحول اقتصادها من اقتصاد الطوارئ إلى الاقتصاد العسكري، وفقا لما نقلته "روسيا اليوم".

 

خسائر إسرائيل..45 مليار شيكل

 

على صعيد الخسائر الاقتصادية أيضًا، قدّر خبراء اقتصاد حجم خسائر إسرائيل المباشرة وغير المباشرة نتيجة تفشي فيروس كورونا، بـ 45 مليار شيكل، أي نحو 12.9 مليار دولار.

 

فبحسب ما نقلته القناة 12 العبرية عن خبراء إسرائيليين، فإن الإجراءات الأخيرة المتبعة في تل أبيب بشأن خفض عمل القطاع الخاص بنسبة 70% وإعلان الطوارئ في القطاع العام ستفاقم من الخسائر.

 

وذكر تقرير موسع لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن إسرائيل ستخسر ثمانية مليارات شيكل- بما يعادل 2.16 مليار دولار-  حتى نهاية شهر مارس الجاري، بفعل الإجراءات المتخذة لمواجهة الفيروس، وستكون تلك الخسائر على مستوى خزينة الدولة فقط ولا تشمل خسائر القطاع الخاص.

 

ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن الخسائر المتوقعة هي فقط نيتجة عدم تحصيل ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة، وضرائب الشراء والتعريفات، مع زيادة الإنفاق الحكومي.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى