بـ«السد التنزاني».. مصر تعزز علاقاتها مع دول حوض النيل

[real_title]  

 في خطوة تعكس بين تفاصيلها، مدى سعي مصر إلى تعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل في الفترات الأخيرة، وقعت الحكومة برئاسة مصطفى مدبولي اليوم عقد إنشاء مشروع سد "ستيجلر جورج"، لتوليد الطاقة الكهرومائية في تنزانيا.

 

وفق بيان لمجلس الوزراء، فإن مراسم توقيع عقد إنشاء السد الذي يقع على نهر روفينجي، بتنزانيا، جرت في العاصمة دودوما، بحضور رئيس البلاد، جون ماجوفولي، ورئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي.

 

ورسى تنفيذ "السد التنزاني" على شركتي المقاولون العرب، والسويدي إلكتريك، فيما أشارت تقارير صحفية إلى أن قيمة المشروع تبلغ 2.9 مليار دولار.

 

ونقلت بوابة صحيفة الأهرام، عن محسن صلاح، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب قوله إن المشروع يعد من "أهم وأكبر المشروعات القومية والتنموية في تنزانيا".

 

 

المدة والتكلفة

 

وأشار رئيس الشركة في تصريحاته إلى أن المشروع يستهدف إنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة تصل إلى 2115 ميجاوات، فضلا عن التحكم في كميات المياه خلال فترات الفيضان، ومن ثم توفير الاحتياجات المائية اللازمة للدولة.

 

وسيبدأ إنتاج الطاقة بحلول أبريل 2022، ومن المتوقع إنجاز المشروع في غضون 36 شهرًا، وفق المصادر ذاتها.

 

ويتكون مشروع السد من أعمال تصميم وإنشاء سدود للطاقة الكهرومائية، ومحطات كهرباء، بطول يبلغ 1025 متر، وارتفاع 130 متر، بالإضافة إلى إنشاء 4 سدود أخرى لتخزين المياه بأطوال 1.4 كم، 7.9 كم، 4.6 كم، 2.6 كم. وسيبلغ إجمالي مخزون المياه المتوقعة 33 مليار متر مكعب.

 

لكن المشروع معارضة من المدافعين عن البيئة الذين يقولون إن تشييد سد على نهر ينساب عبر محمية سيلوس، المشهورة بالأفيال ووحيد القرن الأسود والزراف وكثير من الأنواع الأخرى، قد يؤثر على الحياة البرية ومواطن هذه الحيوانات.

 

وسيبدأ العمل في المشروع في يناير من العام المقبل، على أن يتم افتتاحه عام 2022.

 

وتبلغ تكلفته 2.9 مليار دولار، فيما يصل عدد العاملين فيه إلى نحو 5 آلاف شخص بين مهندسين وعمال.

 

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى، مساء الجمعة الماضي، اتصالا هاتفيا من نظيره التنزاني، استعرضا خلاله تطورات مشروع السد.

 

تعزيز العلاقات

 

تعد تنزانيا إحدى دول حوض النيل الـ11، وتطل على بحيرة فيكتوريا (أكبر بحيرات وسط إفريقيا)، والتي تعد منبع النيل الأبيض، الرافد الرئيسي لنهر النيل.

 

وخلال السنوات الماضية، تسعى مصر إلى تعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل، لمواجهة تعثر مفاوضات سد "النهضة" الإثيوبي، الذي تخشى أن يؤثر على حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب) مصدر المياه الرئيسي للبلاد.

 

بينما تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد عديدة، لاسيما في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي المصب، السودان ومصر.

 

وتشهد العلاقات المصرية مع دول إفريقيا تقدماً في الفترة الأخيرة، وهو ما أكد عليه بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية،أإن الرئيس السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس التنزاني، أعرب خلاله الرئيس ماجوفولي عن تقديره للعلاقات بين البلدين، مثمناً التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.

 

بدوره رحب السيسي برسو عطاء سد "ستيجلر جورج" على شركة مصرية، مؤكداً تطلع مصر لتعزيز العلاقات مع تنزانيا، وحرصها الدائم على دعم جهود التنمية في دول حوض النيل.

 

كما رحب السيسي بدعوته لوضع حجر الأساس لمشروع السد التنزاني، مؤكداً أنه "سيتم على نحو تفتخر به مصر وتنزانيا والقارة الأفريقية، وسيمثل نموذجاً يحتذى به للتعاون بين الأشقاء الأفارقة".

 

وحرصت مصر خلال الفترات الأخيرة على عمل مشاريع تنموية، في دول مثل أوغندا وجنوب السودان وتنزانيا وغيرها، ترتبط معظمها بإقامة سدود مائية لدرء مخاطر الفيضانات ومنع هدر مياه نهر النيل.

 

كما تسعى مصر لإنشاء خط ملاحي نهري للربط بين نهر النيل والبحر المتوسط ليمر بجميع دول حوض النيل وينتهي عند بحيرة فيكتوريا.

 

مصر في قلب إفريقيا

 

من جانبها، قالت وزارة المائية في بيان لها حول إنشاء السد التنزاني، إن مصر ليست ضد أن تبني الدول الإفريقية الأخرى سدود لديها، والدليل هو تعاونها مع تنزانيا لبناء سد عملاق، مؤكدة أنها تقف بجانب تنمية أي دولة بالقارة السمراء وتدعمها، طالما أنها لن تضر بمصالح الدول المجاورة.

 

وأشارت إلى أن مصر تتعاون أيضا مع جنوب السودان وصممت سدا هناك، بالإضافة لمشروع سد أوغندا، وغيرها، وهو بمثابة رسالة قوية أن مصر لا تعارض بناء السدود في الدول الإفريقية، بل تساعد في إنشائها، ما لم تضر بمصالحها.

 

ويقام على ضفاف نهر الروفيجي وهو نهر داخلى طوله 600 كيلو متر وإيراده يتراوح من 10 إلى 58 مليار متر مكعب سنويا، ما يعنى أن السد لا يؤثر على المياه في مصر لأنه بعيد كل البعد عن نهر النيل.

 

 

رسالة ضمنية

 

توقع مراقبون أن تكون شراكة مصر في بتاء سد "روفينجي" رسالة ضمنية موجة إلى المسؤولين في إثيوبيا، أن مصر قادرة على المساهمة في استكمال بناء سد النهضة الذي يواجه مشكلات في إنشاؤه، ولكن وفق شروط تحددها القاهرة.

 

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قد أعلن خلال شهر أغسطس الماضي عن مشكلات تواجه بناء سد النهضة مؤكدا أنه بسبب الإدراة الفاشلة للمشروع.

 

وأوضح آبى أنه رصد تأخرا فى تنفيذ الجوانب الكهروميكانيكية من جانب هيئة المعادن والهندسة المتعاقد معها وهو ما يهدد المشروع.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى