[real_title] تباينت آراء خبراء اقتصاديين وسياحيين، حول إعلان وزيرة الاستثمار سحر نصر إنشاء مدينة ترفيهية فى مطروح على غرار مدينة ديزنى لاند العالمية، حيث أكد البعض أنه كان من الأولى لوزيرة الاستثمار أن تدعو المستثمرين الأجانب لمشروعات إنتاجية وليست ترفيهية لزيادة الإنتاج وخفض الأسعار. فيما رأى البعض الآخر، أن إنشاء المدينة فى مرسى مطروح وتوجيه الاستثمارات السياحية لمدن البحر المتوسط بالتوازى مع البحر الأحمر اتجاه صحيح يصب فى صالح السياحة المصرية رغم ضعف حجم السياحة فى البحر المتوسط مقارنة بالبحر الأحمر. خبراء اقتصاديون قالوا إن الصناعة وهي العامل الرئيسي للنهوض لم تشهد خلال السنوات الثلاث السابقة أى تطور يذكر بل زادت أعباؤها ومشاكلها المالية والإدارية والإنتاجية، موضحين أنَّ الصناعة بالنسبة للحكومة فى دائرة النسيان وتأتي في المرتبة الثانية على المستوى الاقتصادي. وديزني لاند العالمية هي مدينة ألعاب افتتحت لأول مرة في 17 يوليو 1955 في كاليفورنيا الأمريكية وتملكها شركة والت ديزني الأمريكي، كما تقع ديزني لاند في أماكن كثيرة في العالم منها كاليفورنيا وفلوريدا وطوكيو وباريس وهونغ كونغ. 60 مليار جنيهوأعلنت مصر، الخميس، عن توقيع عقد استثماري لإقامة مدينة ترفيهية متكاملة بالعلمين ( شمال غرب) على غرار"ديزنى لاند" بتكلفة استثمارية 3.3 مليارات دولار (60 مليار جنيه). وقالت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية في بيان، الخميس، إن المشروع باستثمار أمريكي سعودي، دون أن تذكر نصيب كل جانب وموعد تنفيذ المشروع ومصادر التمويل وفرص العمل التي سيوفرها. وتعد تلك المنطقة من أكثر المناطق تميزًا علي ساحل البحر المتوسط ومن أكبر المناطق الترفيهية السياحية، وأيضاً منطقة قرية سيدي شبب بالضبعة، لبحث فرص الاستثمار السياحية والعقارية لمشروعات كبرى تهدف للمساهمة في التنمية السياحية وإتاحة المزيد من فرص العمل. وأوضحت أن المشروع سيكون مركزا اقتصاديا واستثماريا يعتمد على تحسين المناخ الاستثماري ويساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي والقومي ويحقق التنمية لكافة القطاعات الآخرى كالسياحة والزراعة وتنميه عمرانية متكاملة، وتوفير الآلاف من فرص العمل. فى السياق ذاته، كشف اللواء علاء أبو زيد، محافظ مطروح، عن تخصيص 5 آلاف فدان بالمحافظة لإنشاء مدينة ترفيهية على غرار مدينة ديزني العالمية باستثمارات أمريكية تقدر بـ3 مليارات دولار. لا نعرف احتياجاتنا وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، قال إن الدولة تسير بالنوايا الحسنة ولا تهتم بالصناعة رغم أنها عامل رئيسي للنهوض بالاقتصاد المتردي. وأضاف النحاس، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن مشكلة الاقتصاد المصري هي عدم تحديد الأولويات وما نحتاجه قائلا "إحنا لغاية دلوقتى مش عارفين نصنع قلم رصاص أو استيكة فما بالنا بالصناعات المتطورة والتى نحتاجها بكثرة". وأوضح الخبير الاقتصادي، أننا لا نملك مصانع لمنتجاتنا الأساسية ونعتمد حتى الآن على الاستيراد بشكل كبير سواء فى الغذاء أو الخامات والمواد المستخدمة فى الصناعة. وأشار إلى أننا نفتقد الإدارة والخطة الواعية لإنقاذ القطاع الصناعى المصري مما هو فيه الآن كما أن الدولة لم تحاول إعادة تشغيل المصانع المتوقفة والتى تجاوز عددها 7 آلاف مصنع أو تشغيل جزء منها. لن تجلب العائد المرجو وفى هذا الصدد، قال مجدى البنودى، الخبير السياحي، إنه كان من الأفضل أن تكون تلك المدينة الترفيهية فى محافظتى شرم الشيخ والغردقة بالبحر الأحمر وليس مدن البحر المتوسط. وأضاف البنودى، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن مدينتى شرم الشيخ والغردقة تفتقدان لبعض الأنشطة الترفيهية التى يحتاجها السياح وخصوصا العرب والتى من خلالها يمكن أن نجذب عددا أكبر منهم إلينا، مثل المنتجعات الرياضية والصحية العلاجية والمسارح والسينمات وغير ذلك مما يحتاجه السائح العربى الذى يذهب لشرم الشيخ والغردقة ولا يذهب للساحل الشمالى ومطروح. وأشار الخبير السياحى إلى أن إنشاء هذه المدينة الترفيهية فى مطروح لن يجلب العائد المرجو منها إذا تم مقارنتها مع إقامتها فى مدن البحر الأحمر، لأن السياحة فى البحر المتوسط ليست بالحجم الموجود فى البحر الأحمر كما أن مدينة مطروح لا تعمل طوال العام إلا فى موسم الصيف أما البحر الأحمر فهو غنى بالحياة البحرية والأنواع النادرة من الأسماك التى تجذب السياح إليه طوال العام. اتجاه صحيح بينما قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن هناك مشاكل خاصة بالاستثمار فى بعض مناطق الساحل الشمالى ومطروح بسبب الألغام منذ الحرب العالمية الثانية ولكن الحكومة تعمل على حلها حاليا، مشيرا إلى أن الاتجاه للاستثمار فى الساحل الشمالى صحيح. وأضاف "حلقة"، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن مرسى مطروح والساحل أصبحتا واجهة مهمة فى السياحة المصرية يجب الاستثمار فيهما رغم أنهما لا تعملان إلا فى أشهر معدودة فى العام ولذلك فإن زيادة الاستثمار وبناء المدن الترفيهية والسياحية سيؤدى إلى ارتفاع أعداد السياح بها والعمل شهورا أكثر. وأوضح نقيب السياحيين، أنه لا يجب أن تكون الاستثمارات السياحية فى اتجاه واحد فقط وإنما يجب أن تتعد الأوجه لتكون فى مدن البحر المتوسط والأحمر معا حتى نفتح أبواب وفرص عمل جديدة للمصريين، مشيرا إلى أن الاستثمار فى الساحل الشمالى ومطروح سيكون قيمة مضافة للاستثمار فى شرم الشيخ والغردقة. المدينة لا تخدم عامة الشعبالدكتور سرحان سليمان، الخبير الاقتصادي، قال إنه طالما كانت الاستثمارات فى إنشاء المدينة الترفيهية فى مطروح أجنبية، فإن الدولة لن يضرها شئ منها ولن تؤثر على الموازنة العامة ولكن سيكون دور الحكومة فى هذه الاستثمارات توفير الخدمات الأساسية لها كالكهرباء والمياه وتسهيل الإجراءات. وتساءل سليمان، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، كيف نبنى مدينة ترفيهية وسط حالة اقتصادية متردية والأسعار فى بلدنا مرتفعة جدا .. من سيذهب لهذه المدينة الترفيهية؟، مشيرا إلى أن هذه المدينة ستخدم طبقة وفئة معينة من الشعب لن تزيد على 5% ولن يستفيد منها عامة الشعب المصري. وأوضح الخبير الاقتصادي، أنه كان من الأولى لوزيرة الاستثمار أن تشجع المستثمرين الأجانب على الدخول فى مشروعات إنتاجية صناعية أو زراعية وليست ترفيهية لزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار ولكنها لم تفعل ذلك للأسف. ديزنى لاند وقطارى الإسكندرية فيما قال الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادى، إنه حينما تعلن وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى عن اعتزام مصر إقامة مدينة ملاهٍ عالمية بتكلفة تصل إلى 2.5 مليار دولار، فإن أول ما يتبادر للذهن هو أولويات خطة الاستثمار العام أو حتى الخاص الذى تختص الدولة بتشجيعه ورسم خرائطه. وأضاف نافع، فى مقال له بإحدى الصحف المصرية أغسطس الماضي عقب أول إعلان عن المدينة: "وحينما يعقب هذا التصريح حادث بشع لاصطدام قطارى بورسعيد والإسكندرية بخورشيد، والذى أودى بحياة ما يزيد على أربعين شخصا وجرح العشرات، فإن سلسلة حوادث القطارات فى مصر تُستدعى سريعا من الذاكرة الحديثة، وتاريخ نشأة السكك الحديدية فى مصر كثانى دولة فى العالم بعد بريطانيا العظمى يُستدعى من ذاكرة تاريخ مصر الملكية". وتابع: "الرابط بين ديزنى لاند مصر ــ والتى لا أعلم ما هى الحاجة الملحة لإنشائها فى ظل وجود ديزنى الأوروبية فى أشهر المقاصد السياحية لتعوض على سائحى العالم القديم بُعد مسافة ديزنى لوس انجلوس ــ وقطار الإسكندرية هو بدائل الإنفاق الحكومى وجذب استثمارات القطاع الخاص من جهة، وضوابط إدارة المخاطر التى يجب أن تتمتع بها خطوط السكك الحديدية ومدن الملاهى على السواء". وأوضح نافع، أن الاستثمار الخاص الذى يمكن أن تجتذبه إعادة هيكلة السكك الحديدية وخصخصتها جزئيا من شأنه أن يراعى عناصر الأمن والسلامة وضوابط الحد من المخاطر، عطفا على أن يخضع فى إدارته لهذا المرفق الخطير لرقابة الدولة بمختلف أجهزتها، بعيدا عن الإدارة الحكومية الباهتة التى صدرت للعالم أسوأ صورة عن مصر، تلك التى يلتقط فيها المسعفون الصور بجوار الجثث والحطام! صورة بائسة مجردة من المهنية ناهيك عن الإنسانية بالطبع. وأضاف: "استثمار يعود على الدولة بكثير من المزايا، ويشتبك مباشرة مع أبرز التحديات، تلك المتصلة بتراجع كفاءة البنية الأساسية". وتقول الحكومة المصرية دائما، إنها تعمل على تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار المحلي والأجنبي على حد سواء، وأنها تضع حل مشاكل المستثمرين وإزالة المعوقات التي تقف في طريقهم في رأس الأولويات. ومطلع يونيو 2017، أقر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قانون الاستثمار الجديد الذي تُعوّل عليه البلاد، لتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية. وجاءت مصر في المركز 11 عربيًا في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2018، الصادر عن البنك الدولي في أكتوبر الماضي. وإجمالًا ارتفع صافي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر إلى 7.9 مليارات دولار في العام المالي 2016/2017 مقابل 6.9 مليار دولار في العام المالي السابق له.