#فيتو - #اخبار السياسة - خلافات متى المسكين والبابا شنودة.. صراع فكري أغرق دير أبو مقار بالدماء

#فيتو - #اخبار السياسة - خلافات متى المسكين والبابا شنودة.. صراع فكري أغرق دير أبو مقار بالدماء
#فيتو - #اخبار السياسة - خلافات متى المسكين والبابا شنودة.. صراع فكري أغرق دير أبو مقار بالدماء

خلافات متى المسكين والبابا شنودة.. صراع فكري أغرق دير أبو مقار بالدماء

النائب العام يستعجل تقرير الصفة التشريحية لـ«رئيس دير أبو مقار»

"حادث أبو مقار".. عنوان عريض سيظل لفترة يتصدر عناوين الصحف، وبرامج الفضائيات، حتى في أحاديث الغرف المغلقة وجلسات النميمة، التكهنات كثيرة، التحليلات منتشرة، المعلومات الرسمية وغير الرسمية لا حدود لها، لكن تبقى الحقيقة غائبة لحين انتهاء التحقيقات، والإعلان الرسمي.

ربط الكثيرون بين مقتل رئيس دير الأنبا مقار في وادي النطرون، والاتجاه غير المعلن عن الوحدة بين الكنائس، خاصة أن البعض قال إن الأنبا إبيفانيوس هو عراب الصفقة، وذهبوا يؤكدون ذلك بعد إعلان البابا تواضروس أنه مرشده الروحي، أو أنه يستشيره في كل قراراته.

الخلافات الفكرية القديمة في دير الأنبا مقار، عززت فكرة البعض حول أن مقتل الأنبا إبيفانيوس جاء نتيجة الخلاف الفكري، في حين ذهب آخرون إلى أنه راح ضحية قربه من البابا، نظرا لوجود خلافات على بعض قراراته وسياساته الكنسية، في الوقت الذي لم تنته التحقيقات لتعلن الحقيقة.

الحادث يعد تطورا خطيرا في الخلافات الكنسية، مثلما يردد البعض، خاصة أنه خرج من حيز الكلام إلى استخدام السلاح والقتل، والأزمة بين أبناء البابا شنودة واتباع متى المسكين، أخذت حيزا كبيرا في هذه الفترة.

و في عودة إلى خلاف الكبيرين نجد أنه لم يتخط حدود الورق، حيث كان كل يرد على الآخر بالورقة والقلم، فكر يبارز فكر، وظلت العلاقة طيبة بينهما قائمة على الود والمحبة.

البابا شنودة كان يرى في متى المسكين المعلم، ويعتبره أستاذه، لكنه لم يمنعه هذا من مواجهته، والرد على ما يراه مخالفا لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، خاصة أن المسكين كان يميل إلى الانفتاح على الكنائس الأخرى، والوحدة، وهو ما كان يرفضه البابا شنودة.

بدأ الخلاف بين القطبين في منتصف عام 1956، حيث انتقل القمص متى من دير السريان إلى صحراء دير الأنبا صموئيل، وانتقل معه عدد من الرهبان، كان من بينهم الراهب أنطونيوس (البابا شنودة) ولكن سرعان ما نشأ الخلاف الفكري هناك، فقرر أنطونيوس تركه، وعاد لدير السريان في مايو 1957، ومنذ تلك اللحظة لم يعد القمص متى مرشدا روحيا له.

في الستينيات عبر الراهب أنطونيوس عن انزعاجه من كتابات القمص متى، وذلك خلال رسائل متبادلة بينه وبين الدكتور وهيب عطاالله (الأنبا غريغوريوس فيما بعد)، خاصة عندما وجد أن المنشورات تقول إنها تصدر بمراجعة الأخير، فسأله عن رأيه فيها، وأكد الأنبا غريغوريوس له أنه بالفعل راجع كتابات القمص متى ونبهه لأخطاء موجودة بها، ولكنه لم يأخذ برأيه وطبعها كما هي.

استمر الخلاف العقائدي بين كل من القمص متى والأنبا شنودة، وكان أبرزها يدور حول مسألة "تأليه الإنسان"، و"عقيدة الكفارة والمبادلة الخلاصية"، "النقد الكتابي والتشكيك في صحة أجزاء بإنجيل مرقس وبعض عبارات إنجيل متى"، و"دور الأعمال الصالحة في نوال الخلاص"، و"مفهوم الوحدة مع الطوائف الأخرى"، ومسائل أخرى.

البابا شنودة كان يرى أخطاء في كتابات متى المسكين، منذ كان أسقفا للتعليم، ومن منطلق الأمانة كان يرد على الأخطاء، لكن تظل مساحة الحب متواجدة، وأكد البابا شنودة أنه أرسل للقمص متى أكثر من مرة ملاحظاته، إلا أن الأخير صمم على طبع كتبه بنفس ما جاء فيها، مما دفع البابا للرد على كتبه في محاضرات بالكلية الإكليريكية دون ذكر اسم المؤلف، وأكد نفس الكلام صديق القمص متى والأستاذ بمعهد الدراسات القبطية الدكتور مينا بديع عبد الملك في مقالة بعنوان "لا تنس محبتك القديمة للبابا شنودة"، أن القمص متى رفض تنفيذ ما جاء في مراجعات البابا والأنبا غريغوريوس، مشيرا إلى أن الأخير وصف القمص متى بأنه "راهب أمين لكن لا يدرك خطورة التعبير اللاهوتي الخاطئ".

وزاد الصدام بين الطرفين بعدما أعاد القمص متى طبع كتاب "الكنيسة والدولة" بطبعة مزيدة مرة أخرى أثناء أحداث السبعينيات، فيقول البابا "الكتاب عندما طبع لأول مرة عام 1963 لم يكن ضدي، وإنما ضد البابا كيرلس والأنبا صموئيل، لكن توقيتات إعادة طبعه لم تكن صدفة، فإعادة طبعه في 1977 تزامن مع إعلان الكنيسة للصوم أثناء موضوع قوانين الردة والشريعة، والمرة التالية في عام 1980، تزامنت مع قرار الكنيسة باقتصار عيد القيامة على القداس، فالطبعات الجديدة تصدر دائما عندما يكون هناك خلاف مع الدولة لاستعدائها علينا، وكان يوزع الكتاب على كل الرسميين الذين يزورون الدير".

وفي الكتاب يحذر القمص متى الكنيسة من تربية "عقدة اضطهاد" في أولادها، متهما البعض بـ"بترويج شائعات عن الاضطهاد بهدف إثبات الوجود"، مشيرا إلى أنه لا يوجد اضطهاد للأقباط، وأنه حتى ولو حدث ووجد، فإن مقاومته و"المطالبة بحقوق للجماعة" تعتبر "مقاومة للصليب" و"استهتار بالسلطان الزمني"، وأن الكنيسة "ما يزال بها فكر قسطنطين الملك، أول من قاد حرب صليبية" – على حد تعبيره..

وردا على اتهام القمص متى للكنيسة بالتدخل في السياسة، أكد البابا أن القمص متى حينما طبع الطبعة الأولى من الكتاب تحت عنوان "مقالات بين السياسة والدين"، كان يحوي مقالات عن "الاشتراكية المسيحية" لإرضاء النظام الناصري، وأنه لإرضاء الرئيس السادات قام بإزالة هذا الجزء في الطبعات التالية في السبعينيات بعد انتهاء الحقبة الاشتراكية، بالإضافة لإنكاره وجود اضطهاد في عصر السادات.

بدأت الأمور تسير في اتجاه المصالحة حينما زار البابا دير الأنبا مقار في نوفمبر 1996، وتبادل الاثنان كلمات التحية، وحدثت عدة لقاءات أخرى بعد ذلك، إلا أن الخلاف اللاهوتي بقى كما هو، وهنا يقول البابا شنودة في حديثه لجريدة "الأهرام"، "الأب متى المسكين ما من مرة كان مريضا إلا وزرته وسألت عليه، ولكن العقيدة شيء والعلاقات الاجتماعية شيء آخر".

الربط بين حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس، والخلافات بين أتباع متى المسكين، وتلاميذ البابا شنودة، أمر وارد، لكن في النهاية لا حقائق ثابتة حتى الآن حول الحادث، وبالعودة إلى الكبيرين نجد الحب والاحترام كان مشتركا بينهما، والخلاف الفكري كان مكانه في الكتب والمقالات.

ويقلل البعض من افتراضات وقوف ذلك الخلاف الفكرى، وراء مقتل الأنبا إبيفانيوس، نظرا لوجود ذلك الخلاف منذ سنوات طويلة، ولم تشهد أي من مثل تلك الحوادث التي من المتوقع أن يكون وراءها هدف جنائى آخر ستسفر عنه التحقيقات.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر فيتو وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى