توقعات بانتعاش العلاقات الاقتصادية بين مصر وأمريكا بعد فوز ترامب اقتصاد

سيؤدى فوز دونالد ترامب القادم من الحزب الجمهورى بمنصب الرئاسة فى الولايات المتحدة، إلى انتعاش العلاقات الاقتصادية بين مصر وأمريكا، بعد فتور خلال السنوات الأربع الأخيرة التى تمثل الفترة الثانية من عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وفقا لتوقعات خبراء ورجال أعمال.

السفيرة ماجدة شاهين، أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، قالت إن ترامب أكد خلال حملته الانتخابية أنه يرغب فى القضاء على داعش «وتحقيق هذا الهدف سيدفعه إلى التعاون الاقتصادى مع دول المنطقة ومصر ستكون فى مقدمة هذه الدول».

وأوضحت شاهين أن ترامب صرح بشكل واضح خلال الحملة الانتخابية عن رغبته فى التعاون مع مصر، متوقعة أن تشهد العلاقات الاقتصادية فى حكم ترامب تعاونا أكبر مقارنة بعهد أوباما.

وبحسب بيانات وزارة التجارة والصناعة، فإن الصادرات المصرية إلى السوق الأمريكية تراجعت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث قدرت فى 2012 بـ884.7 مليون دولار، ثم تراجعت إلى 823.6 مليون دولار فى 2013، لتنخفض إلى 824.3 مليون دولار فى 2014.

وترتبط مصر مع الولايات المتحدة باتفاقية الكويز (المناطق الصناعية المؤهلة)، والتى تتيح لأصحاب المصانع التى تدخل فى هذه الاتفاقية التصدير إلى الولايات المتحدة بدون جمارك بشرط أن تكون المنتجات المصدرة بها نسبة محددة من خامات إسرائيلية الصنع.

وبحسب بيانات البنك المركزى، فإن الصادرات المصرية إلى السوق الأمريكية خلال الفترة من يوليو وحتى ديسمبر الماضى مثلت أقل من 8% من حركة الصادرات المصرية إلى أسواق العالم، فى حين بلغت الواردات من هذه السوق 4.5% فقط من إجمالى واردات مصر خلال هذه الفترة.

من جانبه، يرى عمر مهنا، رئيس مجلس الأعمال المصرى الأمريكى، أن ما أسفرت عنه الانتخابات الأمريكية من نجاح لترامب يدل على أن المجتمع الأمريكى صوت ضد الإدارة الحالية، وسياساتها، وهذا يعنى أن الإدارة الحالية ستغير من تلك السياسات.

وتوقع مهنا أن تساهم القرارات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة المصرية أخيرا من تحرير كامل لسعر الصرف، وإلغاء الدعم عن المحروقات، فى فتح الباب أمام الشركات الأمريكية لزيادة استثماراتها فى مصر، وتزيد من قدرة الشركات المصرية على التصدير إلى السوق الأمريكية.

وأشار مهنا إلى أن زيارة وفد مكون من 27 شركة أمريكية لمصر أخيرا كانت بهدف معرفة مدى قدرة مصر على إحداث تغييرات هيكلية فى الإصلاحات التى كانت تطالبه به المؤسسات الدولية، مضيفا «لا أعتقد أن أحدا كان يعتقد أن تتم هذه الإصلاحات بهذه السرعة، وهذه الكيفية».

من جهته، قال عضو سابق فى مجلس الأعمال الأمريكى، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حصل على وعد من ترامب عندما كان مرشحا بلقائه فى البيت الأبيض.

«السيسى التقى ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة فى سبتمبر الماضى، وترامب تعهد بلقائه فى البيت الأبيض حال فوزه بالرئاسة، وهو ما يعنى أنه سيكون هناك تعاونا أكبر من الذى شهدته الفترة الأخيرة فى حكم أوباما»، تابع عضو المجلس.

وأكد العضو السابق أن الدور القادم يجب أن يكون للجانب المصرى، مشيرا إلى أهمية تنظيم لقاء بين الشركات المصرية المصدرة لهذه السوق، وممثلين من اتحاد الصناعات لعرض فرص الاستثمار، ومدى المنافع التى يمكن أن يحققها المستثمر الأمريكى، خصوصا بعد الإصلاحات التى قامت بها مصر الأسبوع الماضى.

وأضاف العضو السابق أن هناك قطاعات كثيرة من الممكن أن تحقق صادرات جيدة إلى السوق الأمريكية، مثل قطاع الصناعات الغذائية، والكيماويات، فضلا عن قطاع النسيج.