فكرة غير مستهلكة للصيد

فكرة غير مستهلكة للصيد
فكرة غير مستهلكة للصيد

فكرة غير مستهلكة للصيد

لا تعطني سمكة بل #علمني_ كيف _أصطاد، هكذا قالت الحكمة التي قرنت احتراف الصيد بفضيلة الصبر والقدرة على كسب العيش، وهي التجربة التي تحدث عنها المؤلف دايل كارنيجي، عندما قال "من هواياتي أن أصطاد السمك، وبمقدوري أن أجعل الطُعم الذي أثبته في الصنارة أفخر أنواع الأطعمة، لكني أفضل استعمالي طعوم الديدان على الدوام ذلك أنني لا أخضع في انتقاء الطعوم إلى رغبتي الخاصة فالسمك هو الذي سيلتهم الطُعم.. وهو يفضل الديدان فإذا أردت اصطياده قدَّمت له ما يرغب فيه، ولعل فكرة الاصطياد بحد ذاتها تحتاج إلى أن تترجم في واقعنا الحالي إلى العديد من المفارقات التي يمكن أن تشمل المتغيرات التي تحملها هذه الفكرة إيجابا وسلبا فهي يجب أن لا تقف عند حدود الصنارة والشبكة والأسماك، وإنما يمكن أن تتجاوزها إلى صيد الأفكار والفوائد والمعلومات والقدرة الذهنية على الوصول إلى تحقيق طريقة فذة في الكتابة أو في العمل من خلال رؤية خلاقة يمكن أن تتحقق من خلال التقاط الفرصة المضيئة التي قد لا تتكرر التي تجعلك تصرخ بعد طول انتظار "وجدتها".

وفي مضمون الاصطياد العديد من الجوانب التي يمكن أن نحصل عليها عندما نجند طاقاتنا للاستفادة من "مدرسة الصيد" التي ليست لها علاقة بالمادة أو عمليات النصب والاحتيال باعتبارها تتعامل مع الإنسان بصفته "صيد ثمين" يمكن استغلاله، وإنما يمكن أن نوجه الفكرة نحو طاقاتنا الإيجابية وكوامن الذات التي يمكن أن نحصل عليها من خلال التركيز في مجريات الحياة وتمعن ما فيها من عبرٍ وقصص يمكن أن تختصر فيها التجارب والقصص إلى عبرٍ وقناعات جديدة يمكن أن يتوالد منها طعم يغوي أسماك الحياة لكي تدخل إلى تجربة الاصطياد لنصل إلى الربح، فهناك نماذج في الحياة مبنية على تحمل تبعات الصيد وذكاء اختيار الطعم والعلاقة بين كافة أدوات الصيد وتضافرها للوصول إلى تحقيق الأهداف من خلال تبديل الأدوات وتكرار المحاولة للوصول إلى شعور ما أو وظيفة أو كفاءة وخبرة لا يمكن أن تنبت كالعشب فجأة وتتمدد على الأرض دون أي مقدمات، إنها لذة الوصول إلى مجهول كنت تنتظره ونتيجة غير متوقعة للصيد في الماء المالح أو في الينابيع العذبة.

يقول الجاحظ: الأفكار ملقاة على قارعة الطريق المهم كيف نتناولها؛ والجاحظ حينما يجعل المعاني مطروحة في الطريق فهذا يعني ملكية الجميع لها كالماء والهواء. ولكن العبرة في الفكر الإنساني حول كل ما هو متاح ومملوك للجميع فهناك في النهاية صيد اسمه المجهول الذي نتلذذ بانتظاره دون أن نعرفه ذلك الذي يحفزنا إلى تحمل متاعب الريح وهدير الموج في سبيل الوصول بينما يكسل البعض حتى عن مجرد البحث عن فكرة أو تغيير فهو يريد أن يحصل على الصيد السهل دون أن يبذل أي مجهود ليظل يعيش حياته كلها يبحث عمن يقوم بالجهد مستسيغا فكرة الحلول والأفكار والنتائج الجاهزة فاقدا الحماس هاربا نحو فلسفة الارتياح التي لا يمكن أن تحقق له ما يمكن أن يشعر به الصياد عندما يمسك بالسمكة ويعود ليكرر تجربة الصبر وهو يشعر بلذة الوصول إلى فكرة غير مستهلكة للصيد.

** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى