فيديو.. سديم طفلة سعودية تتحدث الفصحى وتتحدى الأدباء

فيديو.. سديم طفلة سعودية تتحدث الفصحى وتتحدى الأدباء

تعابير كلامها تنبض بالحياة، وعبر مهارتها الواضحة في الإلقاء، تجذب الفتاة السعودية "سديم النهدي" حشداً من الأطفال وذويهم، فينصتون لها وكأن على رؤوسهم الطير، ويندمجون معها ويبدو عليهم التأثر بما تحكي، وبرغم صغر سنها الذي لم يتجاوز السنة الثالثة عشرة، إلا أنها تتحدث اللغة العربية الفصحى بطلاقة تثير إعجاب ودهشة الكبير قبل الصغير، كما لو كانت خطيبة مفوهة، أو أديبة محنكة.

سديم طالبة في الصف الأول المتوسط بمدرسة ثنائية اللغة بمدينة الظهران شرق السعودية، لسانها ينطق بما لا تنطق به ألسنة قريناتها من عربية فصحى، وتتمتع بمخيلة خصبة، مكنتها من كتابة ثلاث قصص قصيرة للأطفال، التي تبرز فيها مخيلة الفتاة الصغيرة في نسج الأحداث، وفي تقديم شخصيات مبتكرة، كما تعكس القليل من شخصيتها، والأحداث التي تصادفها في الحياة.

حفظ الأسرار في حياة الصغار

"العربية.نت" التقت سديم في مدرستها، وتحدثت عن بدايتها في تأليف "لن أفشي سرًا بعد اليوم" الذي يعود تأليفه لكونها أفشت سرًا عن إحدى زميلاتها، ما جعل تلك الزميلة تغضب عليها وتقطع علاقتها بها، وهو ما دعاها لتوثيق تجربتها بأسلوب قصصي، يعمق مفهوم حفظ الأسرار في حياة الصغار، وتتناول في قصة أخرى ظاهرة التنمر عند الأطفال، وتمتلك سديم مهارات أدبية خولتها لقراءة قصة من تأليفها ورسومها أمام أطفال مدرستها، إضافة إلى أنها تشارك في كثير من المبادرات الأدبية وتقدم العديد من البرامج التي تشجع فيها على الكتابة والتحدث باللغة العربية، وتلتحق بعدد من الأنشطة الثقافية والتفاعلات الأدبية .

وعلى صعيد متصل، تشارك سديم في عدد من ورش كتابة القصة القصيرة لمدارس الصغار في المنطقة الشرقية، تستعرض لهم القصص القصيرة لتشجيعهم على الكتابة والتأليف، وتقدم تعريف القصة وكيفية كتابة قصة ورسم الصور الدلالية والأشكال، التي تساعد على تأليف القصص وتشجعهم على كتابة القصص من وحي خيالهم الواسع، ثم سردها على زملائهم المشاركين، ومنحهم فرصة لعرض موهبتهم في تأليف القصص، وتشجيعهم وتدريبهم على استخدام اللغة العربية كلغة أساسية في سرد قصصهم، وصناعة حلقة وصل بين الأمهات والأطفال واللغة العربية، ودعم الأطفال الموهوبين، في محاولة لإعادتهم لحب اللغة عن طريق كتابة القصص وتعليمهم فنون الكتابة بشكل مبسط.

برامج تلفزيونية بالفصحى

وعن سر اتقانها اللغة العربية الفصحى قالت: "لغتي هي لغة القرآن الكريم، تعلقي بها بدأ منذ أن بدأت أستمع إلى الآيات القرآنية، ومن ثم البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال وغالبيتها باللغة العربية الفصحى، ولا أنس دور أسرتي التي شجعتني من خلال دفعي ومتابعتي للكتابة القصصية، التي تساعدني على تنمية قدراتي الذهنية، وتطوير مهاراتي في القراءة وإكسابي حصيلة لغوية أكبر، كما أنها تساعدني في توطيد علاقتي مع عائلتي ومدرستي والمجتمع وخلق جو من المتعة والتسلية، ومزجت بين موهبتها في الكتابة والرسم، وتصرفات وسلوكيات الطلبة، وتستهدف من خلال قصصها سلوكياتهم في المدارس".

شُغِفت سديم منذ طفولتها بالكتب، إذ لا يكاد يقع كتاب بين يديها إلا وتكب عليه بنهم لتطلع على ما فيه، مما أكسبها فصاحة وسلاسة لغوية مشهودة، وكان لوالديها الدور الكبير في دعمها وتشجيعها.

تحصيل دراسي

وتؤكد سديم على أن اكتساب المهارات اللغوية بصورة صحيحة، يؤدي إلى اكتساب تحصيل دراسي عال، وتهدف من خلال برامجها التدريبية إلى تعليم اللغة منذ الصغر وتمكين الطفل من التعرف على أدوات المعرفة عن طريق تزويده بالمهارات اللغوية الأساسية في القراءة والكتابة والتعبير، ومساعدته على اكتساب عاداتها الصحيحة والسليمة، وتولي اهتماما كبيراً بتدريسها وتعلمها؛ لأنها ترى أن اللغة هي الوسيلة الأولى التي تؤدي إلى تحصيل المعرفة الإنسانية وتكوين الخبرة وتنميتها.

وعبرت والدة سديم عن فخرها بابنتها التي تعتز بعروبتها، وتصر على جعل العربية الفصحى لغة الحديث مع زملائها والهيئات الإدارية والتدريسية أيضا، مشيرة إلى أنها تهتم بدعمها من خلال المتابعة والإشراف على ما تكتب، وتوضح أن تبني محاولاتها للكتابة القصصية كحافز لها للاستمرار في المطالعة وتثقيف ذاتها، والخروج بمؤلفات قصصية تتسم بالإبداع، والتعبير عما يجيش بدواخلها، وتتابع سديم قنوات الأطفال الثقافية التي تحاكي عقلية الطفل بلغة عربية فصيحة، وتقلد طريقة كلامهم ولا تتواصل مع عائلتها إلا بالفصحى ويستجيبون معها بالحديث بالفصحى في المنزل تشجيعاً لها، مضيفة أنهم يساعدونها على اختيار كتب وقصص منوعة لزيادة مخزونها اللغوي لتصبح كاتبة ماهرة كما تحلم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى