ولا يكتفي عبدالرحيم بعمل بروفة أو اثنتين، إذ تستمر البروفات طوال الشهر لتجربة الأجهزة بشكل دقيق، لدرجة أنه يقف خطيبا في بروفة اطمئنانية لخطبة عرفة، للتأكد من قوة الصول ووصوله بشكل واضح لمتلقيه حول العالم، ما دفع «عكاظ» لدخول غرفة التحكم والتعرف على المهندس كرنديس، الذي أكد أنه عمل في غرفة التحكم لثمانية مواسم متتالية، ليطمئن على نقل خطبة عرفة، مشيرا إلى أن مهماته تبدأ قبل موسم الحج بشهر كامل، يتفقد خلالها اللواقط والسماعات الداخلية والخارجية كافة، وكذلك منبر الخطيب، وتزويدة باللواقط اللازمة، ووضعها في مكانها المناسب. مضيفا: لا مكان هنا للخطأ، فخطبة عرفة تنقل لأنحاء العالم الإسلامي كافة، عبر القنوات الفضائية كافة، وعلى الهواء مباشرة.
وأردف قائلا: أعيش شهرا كاملا على أعصابي، إذ إنني أهتم بكل صغيرة وكبيرة منذ لحظة دخول هذه الغرفة، وحتى انتهاء الخطبة، مشيرا إلى أن خطبة عرفة هذا العام ستنقل للعالم من خلال 1312 سماعة، بقوة 44 ألف واط، منها 120 سماعة خارجية تم نصبها على ست منارات للمسجد، وفي الساحات الخارجية، فيما وضعت 1238 سماعة داخل المسجد ليسمع عبرها المسلمون في عرفات خطبة يوم عرفة، لافتا إلى أنه يتابع خطيب عرفة عند صعوده للمنبر عبر شاشة تلفزيونية بالغرفة، حتى يفتح له الأجهزة لإلقاء الخطبة «تتوفر لدينا احتياطات كبيرة لتلافي أي خطأ قد يحدث بسبب انقطاع الصوت أو توقف أحد الأجهزة دون علمنا، ما يعني ضرورة إجراء تجارب عدة على جميع الأجهزة البالغ عددها نحو 70 جهازا، إضافة إلى تجربة سماعات المسجد الداخلية بأكملها، وبشكل يومي، بحيث نطمئن على أنها في كامل جاهزيتها منذ دخول شهر ذي الحجة».
ومع دخول يوم عرفة -والحديث ما زال لعبدالرحيم- يبلغ استعدادنا ذروته، ونتطلع جميعنا للحظة الفارقة، وقت صعود الإمام على المنبر، وبدء الخطبة، يحدونا أمل كبير ألا ينقطع صوته لأي سبب، لذا لدينا جهاز احتياطي بقوة 40 ألف واط للطوارئ، إذ ننقل إليه الأجهزة بسرعة متناهية، حتى لا ينقطع صوت الإمام أثناء الخطبة التي ينتظرها العالم الإسلامي من العام إلى العام.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر صحيفة عكاظ وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري
