رئيس الوزراء اللبناني السابق في تعقيب على «عكاظ»: حزب الله فاقم الاختلال الكبير.. وهدد علاقة لبنان مع العرب

رئيس الوزراء اللبناني السابق في تعقيب على «عكاظ»: حزب الله فاقم الاختلال الكبير.. وهدد علاقة لبنان مع العرب
رئيس الوزراء اللبناني السابق في تعقيب على «عكاظ»: حزب الله فاقم الاختلال الكبير.. وهدد علاقة لبنان مع العرب

•• السعودية ودول الخليج ساعدتنا في بناء البُنى التحتية بعد الاعتداء الإسرائيلي

•• في رئاستي.. حقق لبنان أعلى نمو بتاريخه وأكبر تدفقات مالية

•• اختلال سياسة لبنان الخارجية جعلته يجافي مصلحته ومصلحة أبنائه

•• البعض حاول أن يغطي على بعض الحقائق ويتهجم عليّ دون وجه حق

•• خفضنا نسبة الدين العام إلى مجموع الناتج المحلي بين عامي 2007 - 2010

أكد رئيس وزراء لبنان السابق فؤاد السنيورة، أنه نجح خلال الحكومتين اللتين ترأسهما بين عامي 2007 – 2010 في تحقيق أعلى نسبة نمو بتاريخ لبنان على مدى أربع سنوات متوالية، كما حقق لبنان أكبر تدفقات مالية في ميزان المدفوعات لديه، ونجح في أن ينخفض العجز في حسابي الموازنة والخزينة.

وشدد -في رسالة إلى «عكاظ»- على أنه نتيجة للانقلاب على الحكومة مطلع 2011، فقد تحوّلت الاحتياطات الصافية إلى سلبية ابتداءً من العام 2015، كاشفا أن التدهور الذي أصاب لبنان سببه الاختلال الكبير في التوازنات الداخلية، وفي مقدمة ذلك ممارسات حزب الله، الذي أصبح يحول دون أن تتمكّن الدولة من بسط سلطتها الحصرية على كامل الأراضي والمرافق.

وفي ما يلي نص رسالة فؤاد السنيورة كما وردت إلى «عكاظ»:

حضرة الأستاذ جميل الذيابي المحترم

رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية

بيروت في 2022/6/24

تحية طيبة وبعد،

أريد أن أعبّر لكم عن تقديري واعتزازي بحرص صحيفة عكاظ السعودية على تقيّدها والتزامها الدقيق والدائم باحترام معايير الصدقية والشفافية، وعلى إبراز الحقائق بكل موضوعية، وكذلك بحرصها على دعم الشعب اللبناني في جميع قضاياه المحقة. وفي هذا المجال، أودّ أن أنقل إليكم تقديري لمبادرتكم إلى نشر مقالة كريمة على صفحات صحيفتكم الغراء بتاريخ 20 حزيران/يونيو بعنوان: «ما يقال عن السنيورة» للكاتب الأستاذ محمد الساعد، والتي تبيّن بصدق بعض الحقائق التي يحاول البعض أن يغطي أو يعتِّم عليها كما ويتهجم عليّ -ودون وجه حق- وعلى المرحلة التي توليت فيها مسؤوليات عامة في لبنان منذ العام 1992 كوزير للمالية إلى جانب دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي جميع الحكومات التي ترأسها، وبعدها كرئيس للحكومة مرتين، وعقب ذلك كنائب وكرئيس لأكبر كتلة نيابية بتاريخ المجلس النيابي اللبناني لحوالي ثماني سنوات.

إنّي ومع تقديري الشديد لما قمتم وتقومون به، فإني أود أن ألفت انتباهكم الكريم إلى بعض الحقائق الإضافية:

أولاً: إننا وبفضل الله تعالى وبفضل المساعدة الكبيرة والمقدّرة التي قدمتها دول الخليج العربي إلى لبنان، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، فقد استطاعت الحكومة وبالعمل الجاد والمثابر، أن تعيد بناء وترميم جميع البنى التحتية والأبنية والمرافق الحكومية التي دمّرها العدوان والقصف الإسرائيلي في العام 2006. هذا فضلاً عن نجاحها في إعادة إعمار وترميم مائة وخمسة عشر ألف وحدة سكنية في كل أنحاء لبنان، وذلك في خلال مدة سنتين بعد انتهاء الاعتداء الإسرائيلي على لبنان.

ثانياً: لقد نجحنا في أن يحقق لبنان، وخلال الحكومتين اللتين ترأستهما خلال الفترة الممتدة من العام 2007 وحتى 2009، وكذلك في العام 2010 وإلى حين الانقلاب الذي جرى على حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى في مطلع العام 2011، أعلى نسبة نمو بتاريخه، وعلى مدى أربع سنوات متوالية، وذلك بنسب تتراوح ما بين 9% - 9.5% سنوياً.

ثالثاً: لقد نجحنا في أن يحقق لبنان أكبر تدفقات مالية في ميزان المدفوعات لديه، وذلك على مدى تلك السنوات الأربع (2007-2010)، وكذلك أن يحقق زيادة كبيرة في صافي الاحتياطي من العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان على مدى تلك السنوات. إلاّ أنّه، وابتداءً من العام 2011، وبسبب استمرار العجز في هذا الميزان، فقد تحوّلت تلك الاحتياطات الصافية إلى سلبية ابتداءً من العام 2015.

رابعاً: لقد نجحنا في أن ينخفض العجز في حسابي الموازنة والخزينة في تلك السنوات الأربع.

خامساً: كذلك، فقد نجحنا في أن تنخفض نسبة الدين العام إلى مجموع الناتج المحلي في تلك السنوات، بحيث وصلت إلى 135% بعد أن كانت قد وصلت إلى 185% قبلها، والتي ارتفعت بعد ذلك إلى حدود مرتفعة أكثر بكثير.

هذه عيّنة صغيرة من الإنجازات التي تبيّنها مختلف المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية التي تحقّقت خلال الفترة التي كنت فيها رئيساً للحكومة. وهي التي انقلبت إلى عكسها مع التدهور الذي أصاب لبنان بسبب الاختلال في التوازنات الوطنية الداخلية التي أسهمت فيها عملية اختطاف الدولة اللبنانية والسيطرة على قرارها الحر من قبل الأحزاب الطائفية والمذهبية والمليشياوية، وفي مقدمها ما يستمر حزب الله في ممارسته ضد لبنان واللبنانيين، والذي أصبح يحول دون أن تتمكّن الدولة اللبنانية من بسط سلطتها الحصرية على كامل الأراضي والمرافق اللبنانية.

كذلك أيضاً، وبسبب استمرار وتفاقم الاختلال الكبير في التوازنات في سياسة لبنان الخارجية، مما جعل لبنان في وضع يجافي مصلحته ومصلحة أبنائه، ويهدّد استمرار علاقاتهم الصحيحة مع أشقائهم العرب ومع أصدقائهم في العالم.

أشكركم مجدداً على ما تقومون به من جهد مقدّر من خلال موقعكم الإعلامي الرفيع بما يعزز المصالح المشتركة لدول أمتنا العربية، وهو الذي أثبتت المملكة وعلى مرّ السنين التزامها وعملها الدائم والمثابر في الحرص على إعلاء شأن الأمة ودولها وشعوبها العربية.

مع صادق مودتي.

فـــــؤاد الســــنيورة


جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر صحيفة عكاظ وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى