النصر يحتضر

النصر يحتضر
النصر يحتضر
إبراهيم الموسى (الرياض)
في الوقت الذي فرحت الجماهير النصراوية فيه بعودة العالمي لمنصات التتويج بعد طول غياب في خطوة تحسب للإدارة بقيادة الأمير فيصل بن تركي، عادت الإخفاقات لفارس نجد ليعود معها للمربع الأول، في وقت برعت الإدارة مع نهاية كل موسم على تأكيد الوعود بأن الموسم القادم سيكون أحلى، ومرت المواسم ولا شيء يتحقق فالنصر يحتضر والجماهير تتحسر والأماني تضيع.

«عكاظ» فتحت الملف النصراوي أمام النقاد الذين فندوا الأسباب، ووضعوا الحلول أمام كل مهتم بالشأن النصراوي في محاولة لإنعاشه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

الروقي: المعاناة قديمة

يؤكد الإعلامي الرياضي الدكتور نايف الروقي أن النصر يعاني منذ موسمين ضياعا فنيا وإداريا وما يظهر الآن ما هو إلا مجرد نتائج لوضع النصر السيئ، فالفريق ظهر في مبارياته محطما نفسيا، وغرت إدارته ومحبيه نتائجه في البداية التي لو كان الاتحاد والشباب بعافيتهما لانكشف حاله مبكرا من خلال المركز المتأخر الذي سيقبع فيه، والمشكلة أن هناك من أقنع المتابعين بأن النصر يمتلك أقوى العناصر المحلية التي تغيرت عطاءاتها بتغير الظروف والزمان، فنواقص الفريق تبدو كبيرة لعل من أهمها الحاجة الماسة إلى إدارة قوية تعطي الحقوق حتى تستطيع المطالبة بالواجبات، كما يحتاج إلى حارس مرمى أجنبي على مستوى عالٍ مع سد بعض النواقص على مستوى الأجانب المتواجدين الذين يستغرب أنهم يملكون سيرة جيدة قبل قدومهم ثم ما تلبث أن تنقلب الحال بعد فترة من تمثيلهم للفريق، ما يدل على أن المعاناة الإدارية والمادية هي من جعلت غالبية اللاعبين يلعبون كتأدية واجب، وما حركة إبراهيم غالب بعد تغييره إلا تأكيد على الأوضاع الإدارية السيئة في النصر الذي لم يتبقَ منه إلا جماهيره.

أبوغانم: المحسوبيات حطمت الشباب

فيما يرى الإعلامي الرياضي خالد أبوغانم أن ثورة العطاء والنتائج التي ظهرت مع قدوم الجهاز الفني الجديد بقيادة الأرجنتيني غوستافو كوينتيروس هي نتيجة للحماس الذي يصاحب عطاءات اللاعبين مع كل تغيير ثم لا تلبث أن تعود إلى مربعها الأول، فظهر عدم التفاهم والتناغم بين اللاعبين وغوستافو الذي يجاهد من أجل تحقيق النجاح بيد أن مساعيه فشلت في ظل الضعف الإداري الواضح على مستوى إدارة الفريق من خلال ضعف مردود اللاعبين وعدم مبالاتهم التي ظهرت بوضوح مع حركة إبراهيم غالب غير المبررة حتى وإن تم الخصم من مرتبه الذي نتمنى أن يكون صحيحا وليس وسيلة لامتصاص الغضب الجماهيري. وأضاف: «يجب ألا تنخدع الجماهير بقوة فريقها وتكامل صفوفه تلك النغمة التي يرددها البعض، فالنصر بحاجة إلى محور مميز وصانع لاعب ذي لمسة ساحرة ورأس حربة تقليدي يترجم مجهود المجموعة مع إدارة جديدة قوية على كل الأصعدة، لتتمكن من تسيير أمور الفريق بحزم ودون محسوبية، مع العمل على منح الصاعدين فرصة إثبات الوجود في ظل فقد فرصة المنافسة في هذا الموسم لتجهيزهم للمواسم القادمة بدلا مع التعامل معهم بأسلوب الإحباط والتحطيم».

الملحم: ترشيح الهلال أحبطهم

ويقول الكاتب والناقد الرياضي الدكتور خليفة الملحم: «لا شك أن النصر يمر بمرحلة عدم اتزان سواء على المستوى الإداري أو الفني ما تسبب بضياع الفريق تكتيكيا لتظهر اجتهادات اللاعبين في وقت لم يستفد من تواجد اللاعبين الأجانب المؤثرين، وكان ظهور الفريق مع الجهاز الفني الجديد في بعض المباريات بمستوى مميز ونتائج مرضية نتيجة طبيعية لثورة التغيير التي لم تدم طويلا، وربما ظهر ذلك واضحا من مباراته المؤجلة مع فريق الباطن وما تلاها من مباريات».

واستطرد: «ربما أن مشكلة لاعبي النصر إضافة إلى المشكلات الإدارية والمالية -ويضاف لهم فريق الأهلي- اعتقادهم بأن البطولة ذهبت للهلال ما تسبب في ظهور الفريقين بمستويات متأرجحة متناسين أن اللقب يحصل عليه من يجمع أكبر قدر من النقاط دون النظر للترشيحات وما بقي من مؤجلات».

الحربي: غوستافو بريء

من جانبه، يؤكد المدرب الوطني عبدالوهاب الحربي على أن النصر ينقصه الكثير ليعود فارسا كما كان فاللاعبون المحترفون بحاجة إلى تغيير على أن يكون واحد منهم حارس مرمى مميزا، فالموجودون الآن لم يقدموا تلك الإضافة إلى العناصر المحلية التي تحتاج للتدخل لحل مشكلة الظهير الأيسر التي عجز البدلاء عن سدها بعد رحيل حسين عبدالغني، في وقت رفض الحربي تحميل المدرب غوستافو مسؤولية تدهور عطاء النصر باعتبار أنه قدم إلى فريق لم يشرف فيه عليه في أهم المراحل وهي مرحلة الإعداد التي يبدو أنها لم تكن بمستوى الطموح ولم يكن له يد في اختيار المحترفين بحسب نظرته وإنما عمل بحسب الإمكانات المتاحة لديه.

خميس: ذهب جيل الطيبين

«أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» بهذا الحديث الشريف استهل المدرب الوطني سلطان خميس كلامه الذي قال فيه: «يجب أن تعي الجماهير أن من مكونات الأداء المميز هو راحة اللاعبين النفسية من خلال أخذ حقوقهم أولاً بأول، فالكرة لم تعد هواية كما كانت، بل أصبحت مهنة ومصدر رزق لا يقبل التأجيل والمماطلة، فبالتالي بقاء اللاعبين دون تسليمهم حقوقهم سيؤدي إلى إحباطهم وخوضهم للاستحقاقات كأداء واجب، فمن هنا على كل فريق يبحث عن منجزات أن تكون حقوق اللاعبين أول اهتمامات إدارته، فالانتماء والعشق ذهب مع جيل الطيبين، وأصبح الوضع أعطني حقي أعطيك حقك وإن قصرت فتحمل التبعات».

الأحمدي: الظروف عطلت الانطلاق

وأخيرا برأ المدرب الوطني بندر الأحمدي الإدارة النصراوية مما وصل إليه حال الفريق من ضياع مرجعا ذلك لانخفاض مستوى معظم اللاعبين والغيابات المؤثرة التي صاحبها ضعف مردود اللاعبين الأجانب مع تغيير المدربين، وهذه العوامل بلا شك تعطل انطلاقة أي فريق مهما كان حجمه، مشيدا بإدارة الأمير فيصل بن تركي قياسا بما قدمته للنصر من عمل منذ توليها مهماتها الإدارية الذي أعاد الفريق لمنصات التتويج ورافقه اهتمام وعمل على الفئات السنية، وزاد: «جاءت ردة فعل الإدارة النصراوية سريعة على تصرف إبراهيم غالب بخصم 50% من مرتبه وهذا دليل على آلية عمل إدارة الكرة وحزمها في فرض النظام والانضباط».


جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر صحيفة عكاظ وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى