تقرير في الجول – الراحة السلبية.. جزء أساسي من كرة القدم لا نعرفه في مصر

بعد انتهاء الموسم الكروي في أوروبا ومعظم بلدان العالم مع نهاية شهر مايو يحصل لاعبي الفرق والأندية على فترة من الراحة السلبية يبتعد فيها عن ممارسة كرة القدم بشكل نهائي سواء في المباريات أو التدريبات.

الراحة السلبية مهمة بالنسبة للاعبي الكرة للابتعاد عن أجواء المنافسة والضغط العصبي والنفسي الذي يتعرضوا له طوال الموسم خلال المنافسة في أكثر من مسابقة سواء مع الفرق أو المنتخبات.

ومع اقتراب الموسم الكروي الجديد 2016/2017 من الانطلاق خلال أيام قليلة عاد الكثير من اللاعبين لفرقهم من أجل الالتحاق بفترة الإعداد في نهايتها، بينما لم يعد البعض الآخر حتى الآن.

زيدان يغامر ببدلاء الريال في السوبر لإراحة الأساسيين

في مباراة السوبر الأوروبي بين ريال مدريد وإشبيلية حرص زين الدين زيدان المدير الفني للملكي على إراحة عددا من اللاعبين الأساسيين والدفع بالبدلاء والوافدون الجدد.

ريال مدريد يمتلك أكثر من لاعبا وصلوا للأدوار النهائية في بطولة الأمم الأوروبية مع منتخباتهم وهذا جعلهم يبتعدوا عن الفريق في فترة الإعداد مثل جاريث بيل نجم منتخب ويلز الذي وصل لنصف نهائي اليورو، كذلك لاعب وسط ألمانيا توني كروس ولوكا مودريتش لاعب منتخب كرواتيا، بالإضافة إلى مدافع البرتغال بيبي الذي خاض المباراة النهائية أمام فرنسا.

وقبل كل هؤلاء اللاعبين يأتي كريستيانو رونالدو الذي تعرض لإصابة في نهائي اليورو ولا يزال في فترة الراحة السلبية حتى الآن ولم يتدرب مع ريال مدريد.

لم يعودا حتى الآن

الأمر في إنجلترا مختلف بعض الشيء عن إسبانيا، فهناك بعض اللاعبين الذين لم يتدربوا مع فرقهم ولا مرة مثل أوليفيه جيرو مهاجم أرسنال الذي مازال يقضي راحة سلبية بعد وصوله مع منتخب لنهائي اليورو. ولم يتدرب جيرو نهائيا مع أرسنال استعدادا للدوري الذي ينطلق بعد أربعة أيام.

نفس الحال بالنسبة لمواطنه بول بوجبا المنتقل حديثا لمانشستر يونايتد من يوفنتوس لم يتدرب ولا مرة سواء مع فريقه القديم أو الجديد وتأكد غيابه عن انطلاق الدوري الإنجليزي.

حضروا متأخرين

وهناك عددا من اللاعبين قضوا راحتهم السلبية أكثر من زملائهم وعادوا مؤخرا للتدريبات الجماعية لفرقهم مثل أليكسيس سانشيز لاعب أرسنال الذي وصل لنهائي كوبا أمريكا مع منتخب بلاده تشيلي، وكذلك نجولو كانتي لاعب وسط تشيلسي ومنتخب فرنسا.

أجويرو وإيجواين

ثنائي هجوم منتخب الأرجنتين جونزالو إيجواين وسيرجيو أجويرو عاد مؤخرا للتدريبات الجماعية قبل أيام قليلة من بداية الموسم، بعدما وصل هذا الثنائي لنهائي كوبا أمريكا وظهر عليهما التأثر بفترة الراحة وعدم ممارسة أي تدريبات ما يجعلهما مهددان بالغياب عن فريقهما يوفنتوس ومانشسستر سيتي في انطلاقة الدوري الإيطالي والإنجليزي لحين استعادة لياقتهما البدنية كاملة.

الراحة السلبية في مصر

بالفعل يحصل لاعبي كرة القدم في مصر على راحة سلبية لمدة لا تتجاوز شهرا، لكن اللاعبين اللذين يحصلون على الراحة هم لاعبي الفرق الصغيرة الغير مشاركة في بطولات إفريقيا والتي تودع بطولة كأس مصر مبكرا نظرا لتلاحم المواسم المتواجد منذ عدة سنوات في الكرة المصرية.

أما بالنسبة للاعبي الأهلي والزمالك فلا يعرفون معنى لمصطلح الراحة السلبية، بنهاية الدوري تبدأ مباريات دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا يتخللها مباريات بطولة كأس مصر إلى أن وصل الحال بقطبي الكرة المصرية إلى خوض مباراة كل 3 أيام طوال العام بالكامل.

هذا الأمر يجعل لاعبي الأهلي والزمالك في مستوى بدني ضعيف عند مواجهة باقي الفرق في دوري الأبطال، فمثلا لعب الأهلي أمام زيسكو في الجولة الأولى من دور المجموعات بعد 4 أيام فقط من مواجهة المصري في الدوري، على الجانب الآخر لعب زيسكو هذه المباراة بعد 18 يوما من أخر مباراة لعبها في الدوري الزامبي.

عمر جابر مدافع منتخب مصر الذي انتقل من الزمالك إلى بازل هذا الصيف قال عقب خوضه أول مران مع فريقه السويسري ""رأيت أشياء في التدريبات أراها لأول مرة، فضلا عن أن هذه هي أول فترة اعداد اخوضها منذ خمس سنوات، لأن المواسم السابقة مع الزمالك كانت متلاحمة دائما".

هل يوجد حلول؟ جوزيه يجيب

وبسبب تلاحم المواسم في الكرة المصرية منذ سنوات عديدة لتوقف مباريات الدوري أكثر من مرة خلال الموسم من أجل المنتخبات المختلفة وبعض الأحداث الأخرى، كان يحرص مانويل جوزيه المدير الفني السابق للأهلي على إراحة اللاعبين الأساسيين في الفريق خلال الجولات الأخيرة من الدوري بعد حسم المنافسة لمنحهم قسطا من الراحة والابتعاد عن كرة القدم حتى يعود اللاعبين بعد ذلك وهم في اشتياق للممارسة كرة القدم وهذا يجدد الدوافع لدى اللاعبين.

نفس الأمر فعله الزمالك الموسم الماضي عندما لم يشرك اللاعبين الأساسيين في الجولتين الأخيرتين من الدوري بعد حسم اللقب لمنحهم فترة من الراحة قبل المشاركة في مسابقة الكأس والبطولة الإفريقية.