#المصري اليوم -#حوادث - 12 ساعة من «حبس الأنفاس» لانتشال جثتين ومصابين وحطام أتوبيسين حادث قطار بضائع حلوان موجز نيوز

وقف سكان كفر علو في حلوان، أمس، أمام شريط قطار البضائع مذهولين. الكل يتأمل المنظر: «القطار دخل في أتوبيسين عمال مصنع ملابس جايين من 15 مايو.. أحدهما كان متعطلاً، والثانى حاول الدلوف إلى حارة بجوار القبضان، لكن القطار دهسهما». الكل توقع «مجزرة». الكل يُمنى نفسه بـ«أن تعدى الليلة على خير» وينتظر قدوم الشرطة والإسعاف لنقل جثتين ومصابين آخرين إلى المستشفى.
12 ساعة كاملة من حبس الأنفاس منذ وقوع الحادث في الـ4.5 مساءً. الأهالى يرفعون جثتين ومصابين «سيدات ورجال» من وسط بقايا حطام أتوبيس حاول تفادى القطار ولم يستطع: «سواق الأتوبيس هو اللى غلطان، دا طريق القطار على طول، القطار دايمًا بيمشى بأقصى سرعته، وكل واحد بنى له بيت قرب شريط القطار، ويمكن لولا وجود البيوت دى كان سواق الأتوبيس نجا والضحايا».
اختلطت أصوات الناس وصياحهم: «مش عاوزين القطار دا يعدى من هنا، أو شيلوا البيوت دى، وسواقين أتوبيسات مصنع الملابس بـ15 مايو على طول بتعدى بطريق القطار وبتمشى عكس الاتجاه»، بأصوات سارينات سيارات الشرطة والإسعاف التي أعلنت قدومها، وسط حشد إعلامى مكثف. رجال الحماية المدنية تتهيأ لرفع حطام الأتوبيسين، رفعوا الأول بسهولة والذى كان متعطلاً على الجانب الآخر من المنازل المتراصة بالقرب من شريط القطار، فيما صعب رفع الثانى لساعات، إذ كان القطار متوقفًا هو الآخر ويمثل حائط صد ضخم: «كان عليه أحجار ضخمة جدًا ورخام»، وكان يغطى حطام الأتوبيس الثانى أنقاض منزل مكون من طابق أرضى يعلوه آخر.
فريق من النيابة العامة وصل لإجراء المعاينات اللازمة، وسماع أقوال شهود العيان، والاستعلام عن ضحايا الحادث. كانت الأقاويل متضاربة بشأن سائق القطار، بعضها ذهب إلى أن «خاف وقفز والناس ضبطته وسلمته للشرطة»، وأخرى أكدت «نزل من القطار وحصل على اليد اللى بتوقف القطار وتمنع حركته.. الله ينور عليه»، لكن ما لم يكن محل شك أنه متحفظ عليه من قبل الشرطة، ووصل سرايا النيابة لمباشرة التحقيقات.
سيدة تغطى رأسها بطرحة سوداء، وآثار الدموع واضحة على عينيها، والأتربة بدت على ملابسها، شاهدت الحادث وعايشته لحظة بلحظة، وقفت وسط هذا الحشد من الناس وأغلبهم تحول لـ«متفرج» وفرحانًا بعدسات المصورين وكاميرات التلفزيون، ولا يستجيب لمطالب الأمن: «أرجوكم اخلو المكان، عاوزين نشوف شغلنا»، قالت: «كنت خارجة من بيتى اللي في الحارة المقابلة لشريط القطار، وكان القطار جاي سريع قوي كعادته، وكان هناك أتوبيسًا معطلاً على الجانب الآخر، وأتوبيسًا ثانيًا كان يحاول تفادي القطار والدخول للحارة، ولم يتمكن فالقطار دهسه أولاً وأغلب ركابه من العمال ملحقتش تنزل منه، والأتوبيس التاني حاول القطار اصطدم به برضة لكن الناس كانت نزلت بسرعة».
الشاهدة وهي سيدة ثلاثينية، تشرح أكثر أن: «الأتوبيس اللي كان ناحية الحارة يدوب كام واحد نزل منه جرى، والباقيين لم يتمكنوا بما فيهم السائق»، تكتم دموعها ولم تستطع: «طلعنا واحدة ست لحمها كله مهترئ، وواحدة تانية مش باين منها غير عينها»، تصمت ثم تقول: «مقدرتش استحمل المنظر، صوتت بأعلى صوتىّ علشان الرجالة تيجي تشيل الضحايا».
امرأة أخرى، تقطن بالقرب من شريط القطار، شاهدت «عفارة جامدة قوى»، وهى اعتادت عليها كثيرًا وأصوات القطار وسرعته الفائقة: «على طول بيجرى بأقصى سرعة، علشان بيكون محملاً بالبضائع، وهنا في تجار مخدرات وأرباب سوابق ممكن يسرقوا محتوياته لو مشى ببطئ»، ارتجف قلبها وصدمها منظر ضحية ساعدت في انتشال جسدها: «كانت عينها بس اللى باينة».
شهود عيان آخرون حكوا أن القطار سحب أحد الأتوبيسين لمسافة طويلة، نتيجة شدة التصادم، مؤكدين على أن الأتوبيسين كانا يقفان على جانبى السكك الحديد، ما دفع القطار للاصطدام بهما في اتجاهين مختلفين، ومصرع فتاتين أسفل كل أتوبيس.
وزارة الصحة والسكان، قالت في بيان رسمى لها، إن الحادث أسفر عن مصرع مواطنين اثنين وإصابة آخرين، وأنه فور وقوع الحادث دٌفع بـ16 سيارة إسعاف نقلت المصابين إلى مستشفيي (حلوان العام، والنصر للتأمين الصحي بحلوان)، لافتةً إلى أن الإصابات بسيطة وتنوعت بين كسور وكدمات وسحجات بأماكن متفرقة من الجسد.
ومن جانبه، أمر المستشار حمادة الصاوى، النائب العام، بالتحقيق العاجل في واقعة حادث اصطدام قطار بحافلتيْن في حلوان.
وانتقل فريق من «النيابة العامة» إلى موقع الحادث لمعاينته، وسوف تعلن «النيابة العامة» ما أسفرت عنه التحقيقات فور الانتهاء منها.