الوفد -الحوادث - زواج بالإكراه موجز نيوز

الوفد -الحوادث - زواج بالإكراه موجز نيوز
الوفد -الحوادث - زواج بالإكراه موجز نيوز
زواج بالإكراه

[real_title] كتب ـ محمد تهامى: / إشراف - شادية السيد

فى ركن من أركان محكمة الأسرة بإمبابة سقطت مغشياً عليها. التفت حولها عدد من السيدات اللاتى أتين لحضور دعواهن وبسرعة قمن بإحضار بعض من الماء والعصائر لها وأجلسوها ولسان حالهن: «اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته».. وكلهن فضول ليعرفن ما بها ومن الذى أوصلها الى هذا الوهن والضعف والحزن الذى يحاوطها.

لم يتجاوز عمرها الـ ٢٥عاماً ولكن ملامحها كساها الحزن والألم كأنثى تعدت الستين نظرت إليهن وجسدها يتصبب عرقاً وعيناها يذرفان الدمع الغزير. قدرى أن أكون ضحية والدى. نعم لا تستغربن هذا ما حدث أبوى، ضيعنى. ولدت لأب صاحب مزاج ومدمن كل المكيفات ما رخص منها وما زاد سعره.

وأم كادحة. مسكينة اتخذت من الخدمة فى البيوت والأسواق مصدراً للرزق كى تأتى بقوت يوم أطفالها الستة. نعم ستة من الأبناء دون مصدر رزق وأب مدمن وأم أعياها التعب. بالكاد استطعت بفضل امى ان أحصل على مؤهل متوسط. شعرت بالسعادة وعلى الفور بدأت البحث عن عمل كى أخفف أعباء أمى وأساعدها فى بلواها وبالفعل حصلت على عمل فى محل لبيع الملابس وبدأت أساعد أمى بكل ما احصل عليه من مرتب وبعض الجنيهات من زبائن المحل. ورغم ضيق الحال بدأت أمى تتنفس الصعداء وأصبح لديها رفاهية ان تنال قسطاً من الراحة ولو يوماً فى الأسبوع. مرت بى الأيام هكذا أشعر ببعض الرضا لانى اساعد امى وإخوتى وتمنيت دوام الحال. ولكن فى احد الأيام عدت الى

المنزل لأجد والدى ومعه رجل تبدو عليه علامات الثراء من كم الحلى التى يرتديها فى يديه ورقبته. لم اتوقف طويلا عند هذا ربما يكون أحد رفقاء السوء. جاء يشاركه فى جلسة المزاج ولكن خاب ظنى طلب منى والدى تقديم مشروب للرجل والجلوس معه..حدثت نفسى. هل جُن والدى. يريدنى ان اشاركه فى جلسات المزاج. قدمت المشروب وخرج الرجل ووجدته يبلغنى ان هذا الرجل الساقط فى الحلى ما هو إلا عريس جاء للزواج منى. جن جنونى، إنه يكبرنى بعشرات السنوات ولا يملك من الشهادات سوى شهادة ميلاده وليس ذلك فقط بل متزوح من ثلاث زوجات ولديه عدد كبير من الأولاد ولكنه غنى وسوف يصرف على امك واخواتك وعلى البيت وسوف تتزوجينه. حاولت وهربت وتوسلت ولكن كل ذلك باء بالفشل ورضخت لجبروت والدى وحاولت ان أبدو راضية امام حزن ودموع امى. وقلت ربما يكون هذا الرجل سيكون العوض لى تزوجنا رغما عنى وكانت الطامة الكبرى الرجل اسكننى مع زوجاته الثلاث. ومنذ ثانى يوم لزواجى ابلغنى فى بيته مجرد خادمة لزوجاته وأطفاله وعندما يحدث خلاف بينى وبين إحدى زوجاته انال منها ما لذ وطاب من السب والقذف والمعايرة بفقرى بل والضرب أحياناً كثيرة وأمام هذا القهر والتعدى والألم تركت المنزل وعدت لابى أرجوه ان يرحمنى من هذا الجحيم ولكنه اعادنى اليه دون رحمة بحجة انه ينفق عليه وامى واخوتى. ولم يتوان زوجى فى اهانتى وأخذ حكم بطاعته. وبدا الانتقام منى وسلب حق الإقامة مع زوجاته وخصص لى غرفة متواضعة أعلى المنزل ليس بها اى وسائل معيشة وكان لا ينسى ابدا ان يذكرنى بان ابى باعنى له واننى مجرد خادمة. ووسط كل هذا اليأس. رزقنى الله بطفل جميل. ظننت انه سيغير معاملة زوجى ويكون طاقة نور لى. ولكن حدث عكس ما توقعت. اخذ زوجى الطفل منى ومنعنى من رؤيته حاولت التخلص من حياتى عدة مرات بتناول كميات من الأدوية وامتنعت عن الطعام حتى ضعف جسدى واقتربت من الموت وخاف زوجى من مسئولية موتى فنقلنى الى أحد المستشفيات وعندما تحسنت حالتى بعض الشىء هربت من المستشفى لمنزل صديقة لى وأقمت دعوى خلع ودعوى لاسترداد طفلى الرضيع. السيدات حولها نسين ما جئن من اجله ونسين همهن واخذن يخففن عنها آلامها وتبرعن بالدعاء بالهلاك لوالدها الرجل الذى لا يعرف الرحمة. كيف يفعل هذا بفلذة كبده وتساقطت الدموع من عيونهن وكل منهن تنعى حظها وعذابها مع زوجها ورحلتها التى لا تريد ان تنتهى مع محاكم الاسرة ولم يقطع حديثهن وتعاطفهن مع بقايا المراة التى سقطت بينهن سوى صوت إلحاحب الجهورى بالنداء عليها كى تدخل الى مكتب التسوية بمحكمة الأسرة كى تحكى حكايتها. ويحاول القائمون على مكتب التسوية محاولة اقناع الزوجة بالتنازل عن دعواها ولم الشمل. قامت تلملم نفسها وبقايا من قوتها كى تستطيع الوصول وسط الزحام. نظرت إليهن نظرة من اليأس والألم ولسان حالها يقول لا تتركونى وحدى.وهن بادلنها النظرات. وطمأن بعضهن وتسمرن فى مكانهن ربما تخرج إليهن مرة أخرى. فقد جمعهن الألم والحزن وقهر الرجال!

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى #اليوم السابع - #حوادث - رئيس حقوق الإنسان: الرئيس السيسى حريص على استمرار دعم القضية الفلسطينية