الوفد -الحوادث - الحب الأعمى.. ! موجز نيوز

الوفد -الحوادث - الحب الأعمى.. ! موجز نيوز
الوفد -الحوادث - الحب الأعمى.. ! موجز نيوز
الحب الأعمى.. !

[real_title] كتبت - هدى أيمن:

تخطو خطوات ثقيلة، بهيئتها المرتبكة، إنها «مى» ظلت لسنوات تتنقل بين أروقة ومكاتب محكمة الأسرة بزنانيرى، لتثبت قدميها وتجد نفسها داخل غرفة تتحايل على ظلامها بمصابيح إضاءتها باهتة، وجدرانها متساقطة الدهان، تقف قابضة بإحدى راحتيها على يد ابنها، الذى يقاوم النعاس خوفًا من عقابها، وبالأخرى تمسك بأوراق الدعوى القضائية التى أقامتها ضد زوجها، لتلزمه بدفع نفقة لها ولولديها، لكنها فى انتظار أن يفرغ الموظف ألقابع على مقعد خشبى متهالك من أعماله الكتابية كى تقدمها له، وخلال ساعات انتظارها الطويلة أخذت الزوجة تسترجع تفاصيل ذكريات سنوات عاشتها مع رجل أحبته ووقفت إلى جواره، وتغلبت معه على مصاعب الحياة، فكافأها بهجره لها ولولديه، وتركهم فى مهب الريح، لا يقوون على مواجهتها، تعصف وتقذف بهم فى غياهب ظلمات الجوع والحاجة ومد اليد لكل من فى امكانه مد يد المساعدة لها ولطفليها حاولت معه مرارا وتكرارا كى يتحمل مسئولياته تجاه عائلته ولكن دون جدوى ودفعها دفعا الى الى التوهان فى دهاليز محكمة الاسرة وغياهب دروبها كى تحصل على قوت يومها واولادها وتستطيع الانفاق على تعليمهم ومرضهم وتكفيهم شر الحاجة.

تشيح الزوجة ببصرها صوب نافذة زجاجية مشروخة من المنتصف كقلبها وهى تسرد روايتها: «تزوجته بعد قصة حب، جعلتنى أتغاضى عن أشياء كثيرة، ولم أبالِ بالفارق الاجتماعى والمادى الكبير بينى وبينه، وعلى الرغم من هذا الفارق وافق والدى عليه، بعدما انخدع بطيب سيرته، وكذلك أنا وقعت فى الفخ الذى نصبه لى، فيما كان يُبديه لى من حسن الخلق والطباع، وحديث الجميع عن شهامته ورجولته، ووصفه بالملاك المتجسد فى صورة بشر، والشهم الذى يخصص وقته لخدمة الناس، ولقضاء حوائجهم، العالِم بتعاليم الواجب والأصول، ظننت وأهلى أنه الرجل المناسب، واعتبره أبى أنه السند الذى سيصون ابنته الوحيدة إذا حدث له مكروه».وأنه من كان يتمناه زوجا لابنته ولم يعر انتباهاً انه فقير الحال ولا يملك من حطام الدنيا ما يجعل ابنته

تعيش فى نفس مستوى حياتها فى منزل والدها ولكن كما يقال ابى قال ساعتها اننى اشترى رجلا يكفى خلقه ودينه وسيكون سندا لابنته وحاميا لها وانه سيكون مطمئنا عليها فى كنفه وتم زواجنا فى حفل جميل تكفل ابى بكل النفقات فكان يوم انتظره طويلا ابنته الوحيدة هذا يوم عرسها ولم يبخل فى ان يجعلنى أميرة فى هذا اليوم وكان يوما تحاكت به العائلات وكم كنا سعيدين انا ومن أصبح زوجى. وانتقلنا الى منزلنا والذى ايضا تكفل ابى بتجهيزه كما اريد انا وكان كل همه هو سعادتى مرت أيام زواجنا الاولى فى سعادة لا توصف وكأننا كنا فى حلم او أيام فى الجنة كما يقال فى الحكايات ومرت الأيام وكنت حريصة على ابدو فى قمة سعادتى وانه حلمى الذى تحقق وانه املى فى الحياة وكانت أيامنا على كل الأحوال هادئة وجميلة.

تتخلى الزوجة عن تحفظها وتفصح عما اثقل صدرها لسنوات بعد أن اطمأنت لمحدثتها، فحكايتها مؤلمة، واسترجاع أحداثها أشد ألمًا: أنجبت منه «زكريا» 10 سنوات، و«هشام» 6 سنوات، وهكذا توالت السنوات على الزواج، وسقط قناع زوجى، وظهر وجهه القبيح المشرب بالإساءة والقبح وبدأ فى ممارسة القبح بكل ألوانه وأشكاله ان تتخيلى ما تشائين من ندالة وقبح هذا الزوح مارس معى كل أنواع التعذيب المدنى، نسى كرم ابى معه وماذا فعل كى يتم زواجنا. نسى وصية ابى اننى امانته التى سلمها له، فكان دائم الإساءة لى، وما كان من شيء يروق له أكثر من إهانتى، ولكننى كنت اتجاوز هذه الإهانة، وألقى بها عُرض الحائط خلف مسامعى، حفاظًا على مستقبل الطفلين. وحافظت على مشاعر والدى الذى

من الممكن ان يموت كمدا اذا ما علم بما يحدث مع ابنته الوحيدة ومن الرجل الذى وثق به وفضله على كل للمتقدمين للزواج من ابنته وامنه عليها وعلى كل ما يملك من أجل هذا تحملت كل الآلام والاوجاع والإهانات من هذا الزوج المريض.

يرتجف بدن الزوجة البائسة وتشيح بوجهها صوب النافذة حتى لا يلمح احد الدموع المترقرقة فى عينيها وهى تقول: امتنع عن الإنفاق على وعلى الطفلين، وحين طلبت منه أن يهتم بشئون بيته، انتهى به المطاف، بأن تركنى وأولادى فترة كبيرة، لم يكلف خاطره أن يتقصى خبرى، أو يسأل عن طفليه، وكأنا كُنَّا بالنسبة له حملًا ثقيلًا على صدره، الولدان صغيران، لا أدرى أأتولى تربيتهما، أم أتركهما وأعمل، فأنا لا أطمئن أن أتركهما بمفردهما لأذهب للعمل، وفى الوقت ذاته ليس لنا مصدر دخل. بعدما قررت عدم إبلاغ والدى بكل ما يجرى ما ابنته وقررت خوض معركتى بمفردى ومواجهة هذا الرجل والحصول على حقوق ولدى منه دون اقحام اسرتى فى الأمر كفاهم ما عانوه فهم لا يمتلكون القوة التى يواجهون بها خيبة امل ابنتهم.

تستمر الزوجة فى محاسبة نفسها بصوت خافت: كان يومى ضائعًا بين تنظيف البيت وتحضير الطعام للصغيرين، وتلبية متطلباتهما التى لا تنتهى، تركنى أسبح فى دوامة المسئولية التى أحملها بمفردى، رغم أنه ميسور الحال، يمتلك محل بيع وإصلاح وصيانة أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، ودخله منها يفوق عشرة آلاف جنيه شهريا ورغم أننى لم ارتكب جرما أستحق عليه هذه المعاملة ولا هذا الجفاء ولا هذا النكران ولكن بماذا يفيد الندم انتهت حكايتى معه أسوأ مما كان أكثر المشاركين يتوقعون ذلك ولكن هذا هو القدر والنصيب. أيام وليالى وشهور انتظر عودته لرشده وأن يتحرك قلب الأب بداخله ويتذكر أن له طفلين. ربما تصور ان ابى لن يقصر معى. ولا يعرف يعرف قرارى بأننى قررت ألا أذبح أبى بنكران جميله. حان الوقت كى يدفع الثمن وأن يتحمل نتيجة أخطائه.

ولجأت الى الحل الأخير والمميت والقاتل لى والخزى لمشاعرى. لملمت أوراقى وشهادات ميلاد طفلى وطرقت أبواب محكمة الأسرة والعدل والقضاء ولكن التوهة والألم هما الغالبان على حياتى.. وأنتظر حكم القاضى للحصول على حق أطفالى فى أموال والدهم.. ولكن مازلت مستورة فمازال معى بقايا من أموال أبى كان قد أودعها باسمى لتأمين متطلباتى، ومجوهراتى، ولكن كل ما يعذبنى هو أصوات لوم نفسى وتعذيب ذاتى على سوء اختيارى لهذا الرجل.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى #اليوم السابع - #حوادث - رئيس حقوق الإنسان: الرئيس السيسى حريص على استمرار دعم القضية الفلسطينية