#فيتو - #اخبار الحوادث - «الحاج أحمد».. زرع قسوة في عائلته فحصد ذلة وتشرد في الشوارع ( فيديو)

«قلبي على ولدي انفطر.. وقلب ولدي علي حجر».. كلمات تراثية انهالت علينا كثيرًا في الأمثال الشعبية، لنعلم مدى القسوة بين الأبناء، ولكن لم نسأل أنفسنا أن الجزاء من جنس العمل، ومن يزرع خير يحصد رحمة، ومن يزرع شرا وقسوة يحصد تشردا وذلة ومهانة.

وانتقلت محررة "فيتو" إلى أحد دار المسنين؛ لرصد الأجواء والتعرف على حال مقيميها، وتم التقابل مع الحاج أحمد بدار، وبسؤاله عن أسباب وصوله لدار المسنين، وعدم استكمال حياته وسط أبنائه، قال: «أنا افتريت في شبابي على أولادي وزوجتي بنت الأصول، فرزقني الله بامتهان صنعة النجارة، وأصبحت ذا شهرة بهذا المجال، وكثر الرزق بين يدي، ولكني حرمت أولادي منه، وأسأت لهم، حيث تعديت عليهم لفظا وبالضرب والإهانة أحيانا».

وفي نبرات حزينة وصوت ممشوج بالندم يمتزجهما الدموع، استطرد: «تضاعف جحودي عليهم، وتخليت عنهم بانفصالي عن والدتهم، وطردي لهم من المنزل، وانتقالهم لمنزل جدهم لوالدته، ولم يمهلني القدر إلا سنوات قليلة، أنعم بها بصحتي بدون حنان أولادي، ففقدت بصري، كما فقدت بصيرتي وإنسانيتي بقسوتي على أبنائي من قبل، وتراكمت الديون وإيجار المنزل، حتى طردني صاحب العمارة من المنزل، كما طردت أبنائي وزوجتي دون رحمة، وساعدوني أهل الخير عندما وجدوني جائعا، وفاقد بصري بلا مأوى بالشارع».

وأوضح: «وصلت بالفعل لدار المسنين لأستكمل بها فترة عقابي بالدنيا عن إجرامي بحق شبابي وأبنائي وزوجتي، نحن من نعق أبناءنا، وليس العكس، فلو كنا زرعنا حنية وحب واهتمام بصغارهم، لكنا حصدناه حبا واهتماما بعجزنا، فلكل فعل رد فعل مساوي له».