7وادث قسوة الحياة موجز نيوز

7وادث قسوة الحياة موجز نيوز
7وادث قسوة الحياة موجز نيوز
قسوة الحياة
الجمعة 4 نوفمبر 2016 10:08 صباحاً كتب - محمد التهامى

«نار الحياة فى بيت أهلى.. ولا جنة العيشة مع زوجى» بهذه العبارة لخصت «سميرة» صاحبة الــ23 عاماً مأساتها، التى عاشتها منذ نشأتها وسط أسرة فقيرة الحال حرمتها من كل حقوقها فى التعليم وحمّلتها مسئولية وأعباء الحياة رغم صغر سنها، حتى تقدم أول عريس لخطبتها ووافقت عليه دون تفكير أو تدبر، يقيناً منها بأنه سيكون فارس حياتها الذى ينتشلها من بؤس المعيشة مع أهلها إلى حياة أفضل، ولكنها وجدت العكس.

نشأت «سميرة» وسط مجتمع ريفى له عاداته وتقاليده، عانت الكثير خاصة عقب موت والدها، كان لها أشقاء أصغر منها سناً، تحملت المسئولية مع والدتها لمواكبة الحياة وأعبائها حرمت من اللعب والتمتع بحياتها، لا تكل ولا تتعب، فكانت تذهب إلى الحقل فى الصباح الباكر مع والدتها، وتعود بعدها لاستكمال المشقة فى أعمال المنزل من طهى ونظافة، لم يصل الأمر لذلك فقط بل أنها حرمت أيضًا من مواصلة دراستها، لإصرار والدتها وجدتها على خروجها من المدرسة بحجة أن الظروف التى يعيشونها صعبة، ولكن عزيمة سميرة كانت قوية، فصممت على التعليم سرًا بجانب أعمالها مع الأسرة، فكانت تحضر الكتب بمعاونة أصدقائها، وكانت تنتظر نوم أهلها وتسهر لتستذكر دروسها على الرغم من تعب بدنها الذى يحتاج إلى الراحة، ولكن بعدما اكتشفت والدتها ذلك الأمر منعتها وأجبرتها على ترك الدراسة نهائيًا قائلة: «البنت مالهاش غير الجواز، وإحنا ما بنعلمش بناتنا».

وقفت «سميرة» مكبلة الأيدى، مستسلمة للظروف التى تواجهها لم تجد من يساعدها فى ظل تكالب جميع أهلها عليها، ظلت تحلم باليوم التى تصبح فيه عروس حتى تتخلص من مرار الحياة وسط أسرتها، حتى تقدم أول شخص يعمل فى إحدى الحرف لخطبتها وافقت عليه فوراً، على اعتباره أنه المنقذ، تزوجت فى سن مبكرة بعد مرور أشهر من فترة الخطوبة، عاشت مع زوجها مؤمنة بأنه سوف يعوضها عن الحنان والعطف التى حرمت منه.

«يا فرحة ما تمت» تقولها الفتاة حيث إنها لم تجد فى زوجها صفات الشخص الذى كانت تحلم به، ولكنها رضيت بالوضع حتى لا تعود إلى الحياة، التى هربت منها مع أسرتها، وظلت تتحمل كآبة زوجها وبؤسه، حتى فاجأتها الصدمة بأنه لا يحب العمل، حيث إنه يعمل يوماً ويجلس أسبوعاً دون عمل، وكأن الدنيا لم تريد أن تبتسم لها أبدًا ولسان حالها يأن «الفقرى فقرى»، حاولت الفتاة إقناع الزوج بالمداومة على العمل لتوفير متطلبات المنزل، كما أنهم مدانون بكثير من الأقساط، ولكن دون جدوى منه، فقد كان أهم شىء عنده إرضاء نزواته فقط، فأبلغته أنها سوف تذهب إلى العمل ظناً منها بأن زوجها سوف يغار عليها ويرفض ذلك، ولكنها أصيبت بالصدمة بعدما وجدته موافقاً ومرحباً بعملها، الأمر الذى دفعها إلى اللجوء للبحث عن أى فرصة عمل وعملت عاملة نظافة بإحدى المؤسسات الخاصة، فرح الزوج بذلك ومكث فى البيت يأكل ويشرب من عرق زوجته، وعندما كانت تحثه على العمل كان يقوم بضربها وسبها قائلاً: «كفاية إنتى بتشتغلى»، وبدأت فى تسديد الأقساط ومصاريف المنزل، كما أن الزوج كان يأخذ منها مبلغاً للإنفاق على نزواته.

تحملت الزوجة، على أمل أن ينصلح حال زوجها، مصرة على استكمال حياتها، حيث إن الحنان الذى افتقدته، جعلها لا تفكر فى الانفصال، استعادت شريط ذكريات حياتها مع أهلها التى كانت تحلم بالتخلص منها، ولكنها تكررت معها فى بيت زوجها، حيث إنها كانت تذهب للعمل منذ الصباح، وتعود لاستكمال أعمال المنزل، وزوجها لا يبالى، ينهش فى جسدها كالفريسة.

أصبحت هى المسئولة عن تحمل نفقات الحياة، وبمرور الأيام اكتشفت أن زوجها يستولى على راتبها، لكى يتعاطى المواد المخدرة، جن جنونها وهى تصرخ وتبكى وتقول: «مش كفاية أنى بصرف عليك»، وجدت «سميرة» نفسها أمام طريق مسدود، وأقرت بأنها تريد الانفصال والطلاق بعدما نفد كل صبرها وضاقت بها كل السبل، فتركت له المنزل وتوجهت إلى بيت أهلها مرة أخرى، وعندما قصت على والدتها ما تعانيه، طالبتها الأم بالتحمل والصبر أكثر، لأن طلاقها سيكون سبب فى عدم رغبة أحد آخر بالارتباط بها، وما كان من أمها القاسية غير ترديد: «استحملى ياما شوفنا فى حياتنا»، أصبحت سميرة تائهة، ولكنها فضلت البقاء فى نار العيشة مع أهلها، ولا جحيم العيشة مع زوجها الذى لم تشعر معه ولو للحظة بالحب والأمان، فطالبته مراراً بالطلاق، ومع رفضه وإصراره أقامت الزوجة دعوى طلاق للتخلص من جحيم زوجها.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى