المصري اليوم - اخبار مصر- «المصري اليوم» فى صحبة رجال مرفق الإسعاف على خط المواجهة الأول مع «كورونا» موجز نيوز

المصري اليوم - اخبار مصر- «المصري اليوم» فى صحبة رجال مرفق الإسعاف على خط المواجهة الأول مع «كورونا» موجز نيوز
المصري اليوم - اخبار مصر- «المصري اليوم» فى صحبة رجال مرفق الإسعاف على خط المواجهة الأول مع «كورونا» موجز نيوز

«المصري اليوم» فى صحبة رجال مرفق الإسعاف على خط المواجهة الأول مع «كورونا»

اشترك لتصلك أهم الأخبار

ساعات من الحذر الشديد، والاعتناء بأدق تفاصيل الوقاية وبروتوكولات التعقيم، وتركيز لا ينبغى أن يتشتت ولو لجزء من الثانية، فضلاً عن الاستعداد التام على مدار الساعة لأية استدعاء.. هى أحوال نهار رمضان فى مرفق الإسعاف، على وجه التحديد بالنسبة لأطقم الإسعاف من سائقين ومسعفين يقلّون مرضى كورونا إلى مستشفيات الحجر، ثم يعودون للاستعداد والانتظار، حتى يتم استدعاؤهم مرّة ثانية لنقل حالة أخرى، وفى هذه الأثناء، لا يخلو الأمر من أجواء رمضانية مختلسة.. إفطار جماعى تشارك الزملاء فى إعداده سويًا، وأداء الصلاة جماعة أيضًا، بقلوب لا تخلو من القلق من العدوى، والرجاء من الله ألا يكونوا مصدر عدوى لأسرهم وذويهم، بعد أن أخذوا بالأسباب تمامًا، ونفذوا بنود بروتوكولات التعقيم بحذافيرها.. «المصرى اليوم» قضت يومًا بصُحبة رجال الإسعاف بنقطة تمركز الإسعاف بمدينة السادس من أكتوبر، ونقلت يوميّاتهم.

فى تمام الساعة الرابعة عصرًا، كان الشابان وليد رمضان «مسعف»، وزميله يحيى عبدالدايم «سائق» موجودين بنقطة تمركز الإسعاف بالحى السابع بمدينة السادس من أكتوبر، حينما وصلهما إشعار بتكليفهما بإقلال أسرة ثبتت إيجابية أفرادها بفيروس كورونا المستجد.

أب وأم وطفلة فى انتظار وليد ويحيى ليقلّانهم إلى مستشفى حميّات إمبابة، غير أن الثنائى لا يستطيعان الانتقال إليهم مباشرةً قبل اتخاذ سلسلة من إجراءات التعقيم والوقاية، تبدأ من تعقيم جسميهما بالكامل، وارتداء زى الوقاية الذى يشملهما من الرأس حتى القدم، فلا تكاد تميّز سوى أعينهما من خلف القناع الواقى الشفاف، ليشرعا فى الانتقال للحالات، وهناك، ينتقل الحذر من قبل الثنائى لمستوى آخر، إذ يقومان بالتعامُل مع أفراد الأسرة المُصابة بالقدر اللازم من السرعة بينما يسجلان بياناتهم، فيما لا يدخران جهدًا فى التهدئة من روعهم وشرح تفاصيل الدقائق المُقبلة التى سيقضونها فى سيارة الإسعاف وصولاً إلى مستشفى العزل.

بعد الانتهاء من مهمة النقل، والتى يكون فيها الثنائى هما خط التعامُل المُباشر مع الحالات وصولاً إلى أسرّتهم فى مستشفى العزل تحت إشراف الطواقم الطبية هناك. بالرغم من انتهاء المهمة بنجاح، لا يستطيع وليد ويحيى العودة مُباشرةً إلى نقطة التمركز قبل المرور بزميل آخر، هو محمد جمعة، مسؤول التعقيم، فى نقطة تمركز أخرى يعرفونها جيدًا بمنطقة الكيلو عشرة ونصف بالطريق الصحراوى، يتوقفان لديها للتعقيم والتطهير. فى الهواء الطلق يتوقف الثنائى ويسلمان نفسيهما إلى عملية تطهير معقدة، إذ يقوم صديقهما جمعة برشّ حذائيهما بالسائل المعقم، بعدها، يخلعان بدلتيهما الواقية وأقنعتهما الطبية، وقفازاتهما، ثم يضعانها فى حقائب بلاستيكية خاصة حمراء اللون، تمهيدًا لإعدامها بالحرق، بينما يواصل جُمعة تطهير السيارة من الداخل والخارج، ويولى عنايةً خاصة لنقاط الاحتكاك المباشر مع الحالات كالمقابض.

بعد الانتهاء من عملية التعقيم المعقدة، كان المتبقى على أذان المغرب دقائق معدودة، لينضم وليد ويحيى إلى زملائهم فى نقطة التمركُز بالتزامُن مع الأذان تمامًا. وجبة إفطار دافئة وشهية هى مكافأة الصديقين بعد إتمام مهمة شاقة ومرهقة، بالحذر اللازم، فيما لم يخل الأمر من الهزل مع الزملاء فى النقطة يقطعها صوت الجهاز اللاسلكى، يبثّ رسالة مضمونها معلوم بتكليف زميلين آخرين بمهمة مماثلة فى نقطة أخرى، يدرك الجميع فى هذا التجمُع أنهم لن يتسنّى لهم الانتهاء من وجبة الإفطار، وسيتعيّن عليهم تناولها لاحقًا.

فى الوقت الذى خلد فيه وليد ويحيى إلى شىء من السكون والراحة، انتظارًا لمهمتهما التالية، كان السائق علاء نبيل «33 سنة»، والمسعف أحمد عبدالعال «26 سنة». ألفة خاصة تجمع بين الاثنين، اللذين يمضيّان سويًا أغلب أوقاتهما فى العمل. أثناء الاستعداد، تطوف برأس أحمد عبدالعال خواطر عديدة، قد يكون الخوف والجزع من الظروف الصعبة من بينها، فبالرغم من انضمامه لمرفق الإسعاف منذ 2017، تكاد هذه الأيام تكون الأصعب فى مشواره المهنى، إلا أنه يعود ليحدث نفسه بأفكار مُطمئنة تساعده على مواصلة العمل واعيًا للخطر بغير أن يعوقه الخوف عن أداء مهمته قائلاً «الفيروس ده قضاء من ربنا، لازم نقف فى الأزمة دى متحدين، لأن الموضوع مش سهل».

يومان من العمل المتواصل، مقابل خمسة أيام يقضيها علاء مع أسرته المكوّنة من زوجته وأولاده فى الأسبوع، من الطبيعى أن تكون مصدرًا للخوف والقلق لاحتمال أن ينقل العدوى لأى منهم، وفى أول أيام ظهور إصابات كورونا بمصر، كان هذا الهاجس يؤرقه بشكل كبير، لاحقًا، أكسبته الاحتياطات التى يتخذها هو وزملاؤه وفقًا لتعليمات قيادة مرفق الإسعاف على وجه التحديد، ووزارة الصحة عمومًا، شعورًا بالأمان أخيرًا وبددت خوفه، يحكى علاء، فيما يسترجع سنوات عمره التى قضاها فى هذه المهنة، وكيف أن وجوده فى قلب مهمة الإسعاف يجعله إنسانا آخر، لا يخاف، ويتصرف على نحو قد لا يتصرف به فى الأحوال العادية.

بالانتهاء من الاستعدادات، يرتفع منسوب الأدرينالين لدى علاء، يبدأ فى القيادة وصولاً إلى الحالة التى تنتظره هو وزميله، هذه المرة فى الشيخ زايد، ليقلّها إلى المدينة الجامعية بجامعة حلوان فى المقّرات المخصصة للعزل، فى هذه الأثناء، يفكّر أن مهنته التى أحبها وكرّس لها عُمره تتيح له فرصةً استثنائية لأن يفعل شيئًا له قيمة فى هذه الظروف، إذ يساهم فى نقل الحالات بأمان إلى حيث ستتلقى العلاج والرعاية الطبية المطلوبة، غير أنه لا يستطيع أن يقاوم شعورًا بالانقباض إذا علم أن الحالة التى سيقلها مصابة بأحد الأمراض المزمنة، نظرًا لتقلص فرص إنقاذها وشفائها من الفيروس «زى مايكون فى حادثة، بلاقى نفسى بسوق فى الزحمة بطريقة مش طبيعية ومش هقدر أعملها فى الأحوال الطبيعية، أما بتجيلى أى حالة عندها قلب وسكر، بتكركب وأجرى، كأنى بنقذ حد أعرفه»

الوضع في مصر

اصابات

10,431

تعافي

2,486

وفيات

556

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر المصري اليوم وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى