المصري اليوم - اخبار مصر- «الطير المسافر».. حكايات بعيون المراقبين والمصورين موجز نيوز

«الطير المسافر».. حكايات بعيون المراقبين والمصورين

يمر من مصر سنويا ملايين من فصائل الطيور المختلفة، منها أنواع نادرة ومهددة بالانقراض، خلال موسمى الهجرة فى الخريف والربيع، فى رحلة تبدأ من غرب أوروبا وآسيا إلى جنوب إفريقيا.

تأتى أسراب الطيور عن طريق البحر الأحمر مارة بجنوب سيناء، وتستعد مصر لعبورها بغلق طواحين الهواء المولدة للكهرباء لبعض الوقت، حيث إنها تعد من العقبات التى تقف فى طريق الطيور خلال رحلتها، حيث يسحب التيار الهوائى الطيور داخل مراوح الطواحين، الأمر الذى يؤدى إلى وفاتها، لذا خصصت وزارة البيئة فريقا داخل كل محطة لمراقبة دخول الطيور المهاجرة، وعند رؤية أى خطورة على الطيور يعطى الفريق أمرا بإغلاق جزئى للمراوح.

مراقبو الطيور

يشكل وجود مراقبى الطيور حول العالم جزءا من الحفاظ على النظام الأيكولوجى، فعادةً ما تساعد توثيقات مراقبى الطيور على تحديد أنواع الطيور المهددة بالانقراض والنادرة، بالإضافة إلى حمايتهم عن طريق الإبلاغ المباشر للوزارات المختصة فى حالة وجود خطر على الأسراب المهاجرة والمقيمة. وعلى الرغم من أن بداية مراقبة الطيور فى مصر بشكل رسمى وتابع لوزارة البيئة كانت فى 2015، إلا أنه وجد كهواية منذ آلاف السنين، حيث يزعم البعض أن مراقبة الطيور فى مصر وجدت منذ أيام المصريين القدماء، الذين وثقوا رؤيتهم لأنواع الطيور المختلفة على الجدران. لكن لم يظهر مصطلح «Birdwatcher» أو مراقب طيور بشكل فعلى حتى 1891.

ومراقبة الطيور ببساطة هو نشاط ترفيهى يتبناه محبو الطيور، حيث يتضمن مراقبة نشاط الطيور وتسجيل أنواع الطيور المختلفة عند مشاهدتها، بالإضافة إلى أنه يعتمد أيضا على القدرة على تمييز نداءات الطيور المختلفة، أما عن الهدف منه يوضح واتر البحرى، لـ«المصرى اليوم»، باحث بيئى ومراقب للطيور، أن مراقبة وتصوير الطيور عادة يكون لثلاثة أسباب، 1- زيادة الوعى البيئى. 2- نشر الثقافة الحضارية. 3- الحد من صيد الطيور.

البداية

١٩٩٥ هو العام الذى وجد واتر البحرى «٣٨ عاما»، باحث بيئى ومراقب طيور، فيه شغفه لمراقبة الطيور، حيث ساهمت نشأته، فى محافظة بورسعيد المحاطة بالمناظر الطبيعية المختلفة، فى ولادة حبه للطيور منذ صغره، وبدأ واتر مشواره بمراقبة الطيور وهو فى الإعدادية، فكان يذهب لمراقبة الطيور المهاجرة على شواطئ بورسعيد بشكل شبه يومى، وعند بدايته لم يجد واتر الكثير من أمثاله عند بدايته، ولكن بعد ثلاث سنوات شق واتر طريقه، ووجد مكانا له فى جمعية الطيور العالمية، حيث تقدم على منحة وفرتها المؤسسة «أون لاين» فى هذا الوقت، بحلول 2005 أصبح واتر مصور طيور محترفا ومراقب طيور رسميا، يعمل مع وزارة البيئة، والجمعية المصرية لحماية الطبيعة.

الشغف

«من وأنا صغير كنت بحب الحيوانات»، على صدى وثائقيات National Geographic، يتشكل حب الطبيعة بداخل يوسف سعيد، مصور حياة برية، ومتطوع فى الجمعية المصرية لحماية الحياة البرية. بدأ يوسف مشواره بالتصوير خلال دراسته بالجامعة فى 2017، وتلعب الصدفة دورها حين يقابل يوسف مدربه بأول كورس تصوير له، ويسأله «بتحب تصور إيه»، فيجيب يوسف الحياة البرية، ويفاجئه الآخر بكونه مصور حياة برية أيضا، وكان لهذا دور فى بداية يوسف مع التصوير، حيث ساعده المدرب على إيجاد أماكن للتصوير ليشحذ مهاراته، ويقرر يوسف أن أول مكان يجرب فيه سيكون حديقة الحيوان بالجيزة، أوضح يوسف أنه أخذ على عاتقه إظهار جمال الطيور والحيوانات بالحديقة، بعدها بدأت رحلاته إلى القناطر، وهناك قام يوسف برصد وتصوير عدد من الطيور، وتبدأ رحلة يوسف من الفجر، فيصل إلى القناطر عند الساعة السادسة صباحا حين تكون الطيور أكثر حيوية، وفقاً له، ويقابل هناك «المراكبية» الذين علمتهم الخبرة وزيارات المصورين المتكررة أماكن وجود الطيور المختلفة، وإن كان هنا طائرا جديدا بالمكان، ويكشف يوسف، لـ«المصرى اليوم»، أن زيارة المصورين لعبت أيضا دورا مهما فى تغيير معاملة المراكبية للطيور «فهموا أنهم مهمون»، عادة ما تكون الرحلة بالمركب، بحسب قول يوسف أغلب الطيور بالقناطر تعيش على اصطياد الأسماك، لذا يفضل مراقبتها أو تصويرها وهى بداخل المياه، وتنتهى الرحلة عادة قبل الساعة 12، عندما تحتد حرارة الشمس وتفقد الطيور طاقتها.

الطموح

«عشان الطيور جميلة»، بتلك العبارة يوضح أحمد وحيد «٣٥ عاما»، باحث ومصور حياة برية، حبه لمراقبة الطيور وتصويره لجمالها الفريد من نوعه، فكان يقضى وقته خلال طفولته فى مراقبة الطيور فى محمية الزرانيق غرب مدينة العريش، حيث يعمل والده مديرا بالمحمية. يوضح أحمد أن الزرانيق، بشكل خاص، تحتوى على أعداد مختلفة من الطيور، فتمر عليها الطيور المهاجرة كل عام للتزود بالغذاء لاستكمال رحلتها، وتحتوى الزرانيق على 270 نوعا من الطيور المختلفة، على حد قول وحيد، فغرست الزرانيق فى نفسها حب الطيور بقلب وحيد منذ أن كان عنده سبعة أعوام فقط.

حصل وحيد على أول كاميرا له فى 2008 واحترف بعدها تصوير الطيور، وعلى الرغم من أنه يرى أن كل الطيور مميزة، إلا أن الطير الذى يفضل وحيد تصويره هو العقاب النسارى، وأوضح وحيد أنه يوجد بكثرة على شواطئ البحر الأحمر قرب منشأ وحيد بالعريش. فى 2013 بدأ وحيد مع مجموعة من مصورى الطبيعة فى مصر بتنظيم أول معرض ومسابقة لتصوير الحياة البرية فى مصر، وللأسف لم يتم استكماله، ليعود وحيد مرة أخرى فى 2020 هو ومجموعة من مصورى الطيور، لتنظيم أول معرض لتصوير الطيور بمصر وشارك به 55 مصورا، الأمر الذى أسعد وحيد، حيث وضح أنه ببداية الأمر لم يكن هناك سواه وربما 10 مصورين آخرين للطيور، ووضح أن الرقم تخطى الـ100 مصور فى 2022، الأمر الذى لاحظه فى دورة معرض مصورى الطيور الثانية التى أقيمت فى قاعة الهناجر بدار الأوبرا المصرية.

التحدى

محمد هشام، مصور صحفى ومصور حياة برية، اتجه هشام إلى تصوير الطبيعة فى ٢٠١٠عندما بدأ فى تصوير الطيور داخل المحميات المصرية وبشكل خاص فى مدينة الفيوم، حيث يمر بها عدد من الطيور المختلفة أثناء هجرتها فى أوقات مختلفة من السنة، وازداد تعلق هشام بالطيور بعد رحلاته إلى كينيا، زاميبيا، وناميبيا، ومن هنا تأصل حب تصوير الحياة البرية بداخله. يكمل هشام: أغلب مصورى الطيور، بشكل خاص الهواة منهم، لديهم حياة وظيفية وحياة أخرى «مستشارين، ربات بيوت، دكاترة، محميين، طلبة»، يوضح هشام أن مراقبة وتصوير الطيور هواية يمارسها مختلف أنواع الناس، ووفقا لهشام أهم قاعدة فى قواعد تصوير الطيور هى دراسة تصرفات الطيور، فمن المهم فهم الطائر قبل تصويره، ويرجع هذا لحركة الطيور المستمرة، بالإضافة إلى الحاجة إلى التسمر فى بقعة واحدة لعدد من الساعات فقط لتتعود الطيور على وجودك بالمكان، كما وضح هشام، وللحصول على صورة جمالية «ممكن تصور 200 صورة وتنجح، وممكن ولا واحدة تطلع حلوة»، وبهذا يؤكد هشام على كونها هواية تحتاج الصبر، ومعدات مناسبة، يحتاج مصور الطيور إلى الكاميرا المناسبة والعدسة المناسبة (عدسة طويلة البعد البؤرى) لتصوير الطيور البعيدة، وأيضا الملابس المناسبة للاندماج مع بيئة الطيور المحيطة.

يُنشر هذا المحتوى بالتعاون

مع «مركز المصرى اليوم للتدريب»

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر المصري اليوم وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى