المصري اليوم - اخبار مصر- مساعد وزير الخارجية السابق: إدارة العلاقات الدولية تتطلب تضافر كل القطاعات موجز نيوز

مساعد وزير الخارجية السابق: إدارة العلاقات الدولية تتطلب تضافر كل القطاعات

قال السفير محمد أنيس مساعد وزير الخارجية السابق، ومنسق مجموعة عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية بالمجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن الدبلوماسية تتعرض لمؤثرات كثيرة بما فى ذلك المتغيرات على المسارح الدولية والإقليمية والداخلية، مضيفا أن إدارة العلاقات الخارجية تتطلب تضافر الجهود عبر قطاعات عدة، لا تتوقف عند وزارات الخارجية، إذ أصبحت كل قطاعات الدولة تمارس قدرًا من العمل الخارجى.

وأضاف «أنيس» خلال تقديمه ورقة عمل فى احتفالية، «صالون القاهرة الثقافى الدولى» بـ«100 عام من الدبلوماسية المصرية»، بقاعة سينما الحضارات بدار الأوبرا، أن بعض الدول المتقدمة تقوم بمراجعات دورية لاستراتيجية الأمن القومى والعلاقات الخارجية، بحيث يتم تعديل وتطوير أجهزة وأدوات العمل الخارجى لمواكبة التطورات الدولية والمتغيرات فى الاحتياجات الوطنية، كما تتبنى تلك الدول مشاريع بحثية لدراسة وتوقع المتغيرات الدولية، وتحليل المستجدات فى مجال العمل الدبلوماسى الدولى، لتطوير قدراتها لمواكبة المتطلبات الجديدة.

وأشار إلى تضافر مجموعة من المؤشرات للدلالة على أن مصر ستتوالى عليها عدد من التغيرات الهيكلية ذات التأثير العميق لعل أولها انتقال عدد السكان من حدود 100 مليون فى عام 2020 إلى حوالى 160 مليون عند منتصف القرن، وإن كان البعض يرفع هذا الرقم إلى حدود 190 مليون.

ويمكن تصور مضاعفة احتياجات مصر فى عدد كبير من المجالات منه: فرص التعليم، والاحتياجات المائية والغذائية والصحية، وحجم التبادل التجارى، وكلها -مع غيرها من الضرورات - ستشكل منظومة تحدد مجالات العمل الخارجى، وإذا كان عدد المصريين فى الخارج يصل إلى حوالى 10.5 مليون شخص فى عام 2019، فإنه من المتصور أن يتضاعف هذا الرقم إلى حوالى 20 مليون شخص بحلول منتصف القرن، وهو رقم ستكون له تداعياته سواء بالنسبة لحجم تحويلات المصريين بالخارج، أو بالنسبة لحجم الطلب على الخدمات القنصلية فى الخارج وعلى دور وزارة الهجرة. وبالتوازى، يمكن توقع زيادة عدد السائحين القادمين لمصر.

وتابع: «تتفق آراء كثير من الباحثين حول اتجاهات التغيير فى النظام الدولى، من حيث إن العالم يشهد نهاية فترة تسيد الولايات المتحدة لقمة هيراركى القوة والنفوذ، وهى مرحلة بدأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتى 1990، واستمرت قرابة 30 عامًا، إذ دخل العالم فى فترة انتقالية، قد تكون ممتدة، لا تزال تشهد تفوقًا أمريكيًا فى عناصر القوة الخشنة والناعمة، ولكن مع اتجاه هذا الوضع للأفول، وتلازمه مع صعود واضح للصين، وهكذا، رغم تعدد الاحتمالات الخاصة بوضع الصين عام 2050، إلا أنه يمكن توقع استمرار صعود الصين، طبقاً للكثير من التوقعات، بحيث تتصدر العالم من حيث الناتج القومى، مع امتداد التأثير الصينى إلى مناطق عديدة من العالم، عبر مشروع الحزام والطريق.

ونوه إلى أن هذا التحول الاستراتيجى فى النظام الدولى، تصحبه ظهور أجندة عالمية جديدة تتضمن محاولة حشد جهود الجنس البشرى لمواجهة مخاطر الأوبئة، والتغير المناخى، والذكاء الصناعى، والامن السبرنطيقى، والفقر، ويرتبط بذلك وجود توقعات حول تطور تكنولوجيا السلاح، وهو ما يشير إلى وجود اتجاه عالمى للاهتمام بمجموعة من الأولويات الكونية الجديدة، وطرح أولويات جديدة، مع استمرار محاولات تطوير المنظمات الدولية والإقليمية، والتحالفات والتآلفات، وتطور المقاربات القانونية والدبلوماسية الدولية فى اتجاه تقليص سيادة الدول، ومحاولة تعزيز آليات المحاسبة على الانتهاكات الجسيمة، وتطبيق الدبلوماسية الوقائية وواجب الحماية فى الحالات الضرورية.

وقال السفير محمد أنيس، إن هذه التغيرات العميقة فى بنية النظام الدولى وأبرز القضايا المطروحة على العالم، وفى أساليب العمل الدبلوماسى، تشير إلى الحاجة لزيادة فاعلية قطاعات العمل الخارجى، من ناحية قدرتها على دراسة القضايا المعقدة المطروحة دوليا، والإسهام فى مناقشتها، ووضع الخطط بعيدة المدى لمعالجتها بل استباقها.

السفير محمد أنيس خلال احتفالية «صالون القاهرة الثقافى الدولى» بـ«100 عام من الدبلوماسية المصرية»

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر المصري اليوم وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى