المصري اليوم - اخبار مصر- بعد 11 عامًا من إدراجها على قائمة «يونسكو» الحمراء.. خطة إنقاذ عاجلة لـ«أبومينا العجائبي» الأثرية بالإسكندرية موجز نيوز

بعد 11 عامًا من إدراجها على قائمة «يونسكو» الحمراء.. خطة إنقاذ عاجلة لـ«أبومينا العجائبي» الأثرية بالإسكندرية

بعد 11 عاما من وضعها على قائمة الآثار المعرضة للخطر بمنظمة «يونسكو»، أو ما يعرف أثريا بـ«القائمة الحمراء»، أعلنت وزارة السياحة والآثار، عن وضع خطة إنقاذ عاجلة، لإخراج منطقة أبومينا العجائبى الواقع في برج العرب غرب الإسكندرية، والتى تعتبر ثانى مدينة حجيج مسيحية عالمية فى الإسكندرية، والأثر المسيحي الوحيد المسجل ضمن منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (يونسكو) فى مصر، والأثر رقم 90 على مستوى العالم في مناطق التراث العالمي، من القائمة الحمراء.

استقبلت منطقة آثار أبومينا لجنة وزارية من قطاع تطوير المواقع فى الوزارة أمس والتى تستمر لمدة 10 أيام متواصلة، بهدف وضع خطة إنقاذ عاجلة للموقع باعتباره مسجلا فى منظمة اليونسكو تراثا عالميا، فضلا عن تشكيل لجنة خاصة لإدارته.

خطة إنقاذ عاجلة لـ«أبومينا العجائبى» الأثرية بالإسكندرية

ووضعت منظمة «يونسكو» الموقع الأثرى على قائمة الآثار المعرضة للخطر، وبالتالى من الممكن أن يتم إخراج الموقع من مجلد التراث العالمى، وذلك منذ عام 2010، إلى قرابة 11 عاما، ما يهدد بإخراج الموقع نهائياً من المنظمة ويصبح موقعا أثريا عاديا، حيث تواجه المنطقة خطر المياه الجوفية التى تغمر المنطقة بالكامل بمعدل 5 أمتار فيما تصل فى قبر القديس مينا إلى حوالى 7 أمتار، فيما قامت الوزارة بتنفيذ مشروع خفض للمياه الجوفية كتحرك فورى من خلال مشروع عاجل بلغت تكلفته 15 مليون جنيه، لحفر 170 بئرا وتركيب طلمبات شفط المياه.

وقال محمد عبدالرسول، مدير عام آثار أبومينا، إن الهدف من الزيارة هو وضع خطة لإدارة وإنقاذ الموقع وتكوين إدارة له باعتباره موقعا تراثيا عالميا، فضلاً عن وضع خطة تطويرية مستقبلية للموقع لمدة 5 سنوات قادمة، وإدارة الموقع، تضم فى عضويتها التى سيتم تشكيلها كل الجهات المعنية وتعقد اجتماعا شهريا لمناقشة تطورات الأوضاع أولا بأول.

خطة إنقاذ عاجلة لـ«أبومينا العجائبى» الأثرية بالإسكندرية

وأوضح «عبدالرسول»، فى تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن مشروع خفض المياه الجوفية الذى يجرى تنفيذه فى المنطقة انتهت الأعمال بنسبة تجاوزت 90%، وأنه من المقرر تسليم المشروع نهائيا بحلول نهاية ديسمبر الجاري 2021.

ولفت إلى أن مشروع خفض المياه الجوفية يقع على مرحلتين، الأولى شملت استبدال الآبار التالفة وعددها 170 بئرا، ورفع كفاءة خطوط الطرد وإنشاء آبار جديدة حول القبر بواقع 13 بئرا، مهمتها خفض المياه، حيث يتم تنفيذ 3 مراحل لأى بئر جديدة قبل التشغيل تشمل إنشاء الآبار ثم تنميتها بالماء كتجربة ثم اختبارها فى شكلها النهائى قبل الاعتماد، موضحا أن أعمال المرحلة الثانية من المشروع تشمل تعديل خطوط الطرد وعمل خطوط طرد للآبار الـ13 الجديدة الموجودة بمحيط قبر القديس مينا لرفع المياه منه.

وعن الموقع ذاته قال إن المنطقة تبلغ مساحتها 978 فدانا، وأن موقع أبومينا الذى تجرى به الأعمال تبلغ مساحته 300 فدان فقط، تشمل مجمع الكنائس وتضم البازيليكا الكبرى وكنيسة المدفن والمعمودية وقبر القديس مينا وفناء الحجاج والحمام الشمالى والمزدوج والمعاصر.

خطة إنقاذ عاجلة لـ«أبومينا العجائبى» الأثرية بالإسكندرية

وقال عضو فى اللجنة الوزارية، لـ«المصرى اليوم»، إن اللجنة جرى تشكيلها بقرار من الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، برئاسة مدير إدارة تطوير المواقع الأثرية بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، وبالتعاون مع الإدارة المركزية للعلاقات العامة والخارجية بمكتب وزير الآثار وإدارة منطقة آثار الإسكندرية والساحل الشمالى للآثار الإسلامية والقبطية، وعدد من الجهات التنفيذية بمحافظة الإسكندرية وجهاز مدينة برج العرب ووزارة السياحة والآثار ووزارة الرى والموارد المائية ووزارة الزراعة وقطاع المشروعات والإدارة الهندسية وبحضور كافة الأطراف المعنية من شيوخ القبائل العربية القاطنة بجوار المنطقة الأثرية ومسؤولى دير مارمينا المجاور للمنطقة الأثرية، وذلك لإعداد التقرير النهائى الخاص بالحالة الراهنة لموقع ممتلك التراث العالمى بأبومينا، وعرض الخطوات التى اتخذتها الدولة المصرية لرفع موقع ممتلك التراث العالمى بأبومينا من قائمة المواقع المعرضة للخطر نظرا لارتفاع منسوب المياه الجوفية بها، ما يهدد سلامة المنطقة الأثرية المكتشفة فى سنة ١٩٠٥م على يد عالم الآثار الألمانى كوفمان.

وأوضح المصدر أن اللجنة تمارس عملها لمدة ١٠ أيام متواصلة بالمنطقة، لإعداد تقرير نهائى بالحالة الراهنة ووضع خطة وتصور لإدارة الموقع، وتنمية الخدمات السياحية بالمنطقة، تمهيدا لفتحها للزيارة، ورفع كفاءة وترميم المبانى الأثرية في البازيليكا الكبرى وكنيسة المدفن وموقع المعمودية.

خطة إنقاذ عاجلة لـ«أبومينا العجائبى» الأثرية بالإسكندرية

وقال الراهب، القمص تداوس افا مينا، منسق العلاقات بين وزارة الآثار والكنيسة ومسؤول عن الآثار بدير مارمينا العجائبى فى الإسكندرية، إن مدينة الشهيد العظيم مارمينا العجائبى، أشهر شهيد مصرى، تعتبر إحدى المناطق التابعة لمنظمة اليونسكو فى مصر، وقصة حياة الشهيد مارمينا العجائبى مليئة بالمفاجآت حيث ولد القديس فى عام 285 ميلادية، ببلدة نقيوس بمركز منوف بمحافظة المنوفية، واهتم به والده فهذبه بتعاليم الكنيسة بروح إنجيلية وغرس فيه محبة الكتاب المقدس والعبادة والسلوك بروح التقوى، واستشهد القديس مارمينا فى 15 من شهر هاتور عام 309 ميلادية، وكان عمره حينئذ 24 سنة، وذلك فى عهد الإمبراطور مكسيميانوس بعد أن عذب لمدة سنة.

وأضاف، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن المنطقة الأثرية فى أبومينا تضم العديد من المبانى الأثرية مثل الكنيسة الكبرى وكنيسة المدفن والمدفن والمعمودية والمبنى نصف الدائرى ودور الضيافة والحمامات والمبانى شرق البازيليكا والمبنى جنوب البازيليكا ومبنى سكنى والمخبز ومنزل الخباز والمنزل الجماعى والمنزل المقبى والمبانى الكنسية الشرقية ومعصرة النبيذ شرق الحمام.

خطة إنقاذ عاجلة لـ«أبومينا العجائبى» الأثرية بالإسكندرية

وقال إن الكنيسة الكبرى هى كنيسة أنشئت على اسم السيدة العذراء، وشيدها البابا ثاؤفيلس وترجع فترة بناء البازيليكا الكبرى إلى أواخر القرن الخامس الميلادى، وهى تعتبر أضخم الكنائس فى مصر طولها 60 مترا وعرضها 51 مترا، ومازال هناك عدد كبير من قواعد أعمدة من المرمر باقية فى مكانها الأصلى، أما كنيسة المدفن فهى صحن مكون من فراغ مستطيل الاتجاه شرقى غربى وعرضه حوالى 12 مترا، كان مغطى بجمالون خشبى، حول هذا الفراغ توجد أربعة فراغات نصف أسطوانية متساوية كانت مغطاة غالبا بأنصاف قباب، مشيرا إلى أن المدفن أسفل الكنيسة، هو المكان الذى كان الناس فيه يتوافدون لأخذ البركة من القديس مينا منذ البداية، وبه سلمان أحدهما للنزول والآخر للصعود، ويشير ذلك إلى ضخامة عدد الحجاج فى القرن الخامس الميلادى وأعيد بناء المقبرة أول مره تظهر القبة على نطاق محدود.

ولعل أهم المكتشفين لمدينة أبومينا الأثريه، عالم الآثار الألمانى الدكتور كارل ماريا كوفمان، مكتشف آثار منطقة أبومينا بمريوط فى الفترة من 1905 إلى 1907، وكذا الدكتور بيتر جروسمان، أستاذ الآثار الشرقية، المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة، ويعمل بمنطقة أبومينا منذ حوالى 1965، ضمن بعثة المعهد الألمانى، التى تقوم بأعمال الحفائر والاستكشاف منذ عام 1961.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر المصري اليوم وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى